صحيفة أخبار اليوم- الفن.. بين الشيوعية والرأسمالية

الفن.. بين الشيوعية والرأسمالية

2010-08-04 05:14:36

فاروق
الجفري

عندما كان الفنان المكسيكي (ديجو
رفيرا) في أمريكا عام 1954م طلب منه (بيت لاوز) مالك عمارة عندما كان الفنان المكسيكي
(ديجو رفيرا) في أمريكا عام 1954م طلب منه (بيت لاوز) مالك عمارة (امبايرسيتت) وهي
إحدى ناطحات السحاب في نيويورك أن يرسم له صورة (لينين) رمز الشيوعية في مدخل
عمارته ، علماً بأنه توجد أمام عمارة (امبايرسيتت) عمارة أخرى وفي مدخلها صورة
(روكفر) رمز الرأسمالية في أمريكا وقد قام الفنان (ديجو رفيرا) بوضع اللمسات
الأولى لصورة (لينين) على مدخل عمارة (امبارسيتت) ولكن في اليوم التالي فوجئ بأن
هناك من قام بإزالة كل ما رسمه من تخطيط أولي باللون الأسود وما كان عليه إلا أن
يغادر أمريكا إلى وطنه المكسيك سالماً.
إن الأجهزة الأمنية في نيويورك هي التي
قامت بإزالة التخطيط الأولي لصورة (لينين) خوفاً من أن تقع فتنة بين الشباب
الأمريكي ممن يؤيد الشيوعية وممن يؤيد الرأسمالية في مدينة نيويورك.
خلاصة القول
أن إزالة صورة (لينين) هو بمثابة إصدار حكم عليها بعدم صلاحيتها في أمريكا وهو ليس
حكماً فنياً وإنما حكم سياسة يمكن إعادة تأمله في يومنا هذا بعد انهيار الشيوعية في
روسيا وتفتيت الاتحاد السوفيتي إلى دول لا دولة واحدة، وثورة شعوب الاتحاد السوفيتي
على النظام الديكتاتوري القديم دفعها إلى تحطيم جميع تماثيل وصور (لينين) المنتشرة
على طول وعرض الاتحاد السوفيتي (سابقاً) وهكذا وعلى الباغي تدور الدوائر، فكل
الأمور التي يصاحبها القمع والقهر والإرهاب لا بد ان يأتي الزمن ليغيرها إلى ما فيه
صلاح الإنسان..
وقد وجدنا في الاتحاد السوفيتي (سابقاً) وفي دول أخرى كيف يتسلل
الضغط على كبار الفانين ليغيروا من نهجهم وقيمهم ولكن ذوي الصلابة المؤمنين
برسالتهم الفنية الصادقة قلما يستجيبون للسلطات الخاصة في بلدانهم ويتحملون كل
أنواع الاضطهاد والمطاردة، لأن العمل الفني الهادف الملتزم يبقى بقيمه ولا يتأثر
بالزوابع المؤقتة.