مصطفى الدفعي
المبارك هذا الشهر الكريم أعاده الله علينا وعلى الأمة العربية والإسلامية بالخير
واليمن وعاد كعادته حاملاً إلينا كل البشائر والخير والمحبة فيه تتاح الفرصة للتقرب
إلى الله أكثر من خلال الصوم والصلاة والزكاة والتعبد وغير ذلك من الواجبات
والوظائف السامية التي علمتنا إياها شريعتنا الإسلامية السمحاء.
هذا هو شهر رمضان المبارك الذي يفرح به ويسعد كل
الناس وبفرحتهم به تكثر احتياجاتهم المختلفة من طعام وملبس وغير ذلك، فيكثر تسوقهم
لشراء احتياجاتهم فيزداد ازدحام الناس بالأسواق خلال فترة ما قبل الفطور خاصة وبعده
حتى أنصاف الليالي وتحديداً في الشوارع الداخلية الضيقة حيث يتردد الناس فيها
رجالاً ونساء وشيوخاً وأطفالاً نظراً لتواجد الباعة وغيرهم ممن يفترشون الأرض لعرض
وبيع سلعهم وبضائعهم وأغلبهم يفترشون على الأرض أمام المحلات التجارية ما جعلهم
يصبحون أكثر من عامل أساسي في تشكيل الإزدحام ما يؤدي إلى صعوبة سير المارة من
الناس من المتسوقين وغيرهم في الشوارع الداخلية وطرقات الأسواق.
ورغم أن شهر
رمضان وشهر المحبة والتسامح إلا أن زحمة الناس في الأسواق تكثر فيه خاصة في الليل
ما تؤدي بعض الأحيان إلى نشوب معارك مختلفة بين بعض الناس، وهذا يذكرني بالمعركة
والتي حدثت خلال شهر رمضان الماضي في أحد شوارع الأسواق الضيقة المزدحمة بالناس
والتي أدت إلى تعطيل السير بل وتم فيها إغلاق الشارع لأول مرة وهذه ليست جديدة
فعمرها يزيد على ما يقارب الخمسة عشر سنة وهي تدور على امتداد أغلب الأسواق
والشوارع التجارية، ومثال على ذلك شارع الزعفران والشوارع التجارية الضيقة المجاورة
له في مديرية صيرة "كريتر" هذا بالإضافة إلى الشوارع الفرعية التجارية لسوق مديرية
الشيخ عثمان خاصة شارع أو سوق الذهب الداخلي أو كما يطلق عليه الناس بشارع الحب
نظراً لتردد أغلب الشباب المراهقين عليه، كما أن هناك شوارع وأسواق أخرى مزدحمة
بالناس في بقية محافظات الجمهورية.
المهم أود الإشارة إلى أن أطراف المعركة التي
حدثت والتي أتمنى أن لا تتكرر هم الباعة المتجولون ممن يفترشون الأرض مضافاً لهم
بائعي السلع على العربات المتحركة وأصحاب المحلات التجارية وبعض من الناس المتسوقين
بالإضافة إلى عاملي البلدينة التابعيون للمجلس المحلي.
إن الباعة المتجولون منذ
أكثر من عشرين سنة قادمين من مناطق مختلفة خاصة من الأرياف، جذبتهم أضواء المدينة
وما تتمتع به فارين من قراهم باحثين عن عمل بلا مقومات ويتزايد عددهم وترى فيهم
الجهات الحكومية المختلفة عبئا على المدينة وتشويهاً لصورتها وقد يكون بعضهم هارباً
من القانون الذي يخالفونه وهم يضايقون أصحاب المحلات التجارية ويسدون عليهم المنافذ
وقد يكون تكدسهم بالشكل التي هم عليه بالشوارع والأسواق الضيقة معطلاً حتى لسير
المارة في الأسواق الذي تختنق من الزحام بصورة تتكرر في شوارع أخرى من المدن
اليمنية إلى طردهم من هذه الشوارع أو الأسواق الصغيرة المزدحمة، لكن ذلك لا يقضي
على المشكلة كما أنه يفقد هذه الشوارع والأسواق الصغيرة أحد ملامحها المتميزة على
امتداد السنين كشوارع مزدحمة شعبية كنا نتردد عليها ونحن شباب نزاحم ونتفرج ونشتري
أو لا نشتري ولكن المتعة تملئنا، وعودة إلى المعركة التي أشرت إليها والتي حدثت
رمضان الماضي أتذكر أنه قد نجح عدد من رجال الشرطة الراجلة الذين كانوا متواجدين في
معالجتها وفرضوا تواجداً أمنياً حقق في اللحظة هدوءً واستقراراً طبيعياً للسوق،
وتلاشي أو هرب البلاطجة من السوق اقترح زيادة عدداً أكبر من أفراد الشرطة الراجلة
سيراً الذين يقومون بالتجول في مثل هذه الشوارع والأسواق المزدحمة بشكل دائم واعتقد
أنهم كثيرون فوجودهم حواجز متينة ضد العبث بالقانون ومطاردة البلاطجة الخارجين
عليه، وضبطهم وانضباطهم والقضاء على عشوائية البشر ففرض هيبة الدولة في حد ذاته
كفيل بالالتزام بالقانون وعدم مخالفته وهو ما نلاحظه في حياتنا العامة.
وسوف
يقضى أيضاً في نفس الوقت على ابتزاز بعض أصحب المحال التجارية الذين اتضح انهم
كانوا يؤجرون الأرصفة ومساحات من الشوارع في الأسواق العامة للباعة المخالفين
وهؤلاء عندما يتشاجرون يتظاهرون بأنهم يريدون حماية المواطنين الذين يتعرضون للنصب
والسرقة والبضائع المغشوشة ولا يكشف ذلك ألا بعد المشاجرة، أن حوادث مثل هذه حوادث
عادية في بلد يتزايد سكانه سنوياً أكثر من بعض الدول وكان الله في عون السلطات
المحلية والحكومة والله من وراء القصد.