تم بين الحاكم والمشترك حول آلية تنفيذ إتفاق فبراير والأجمل منه ذلك جميل جداً ذلك الاتفاق الذي تم بين
الحاكم والمشترك حول آلية تنفيذ إتفاق فبراير والأجمل منه ذلك التشكيل الثنائي
الجميل وظهور أسماء مؤتمرية في تشكيل المشترك وكذا ظهور تشكيلية الحوثي أيضاً من
لجان الحوار، وكأنني أرى اللجان تتفق على إعلان حركة التمرد حركة سياسية عسكرية في
شمال الشمال وجوامع صنعاء تردد بعد كل صلاة "الموت لأمريكا..الموت
لإسرائيل..اللعنة على اليهود، وكذا يظهر لنا في حكومة وحدة وطنية كل من عبدالملك
الحوثي نائباً ثانياً لرئيس الجمهورية وصالح هبرة وزيراً للأوقاف ويحيى الحوثي
وزيراً للخارجية، وفي ساحة الحرية بسكان الاعتصامات الخاصة بأبناء الجعاشن وتوكل
ومنظمة هود سيظهر جماعة الكثيرين في يوم عاشورا وهم يضربوا أنفسهم ويشقوا وجوههم،
نعم لكل زمن دولة ورجال وفي العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين يبدو أنه عصر
المكبرين وفي الانتخابات النيابية القادمة ستكون الدوائر الانتخابية في محافظات
صعدة، والجوف، وعمران مغلقة لجماعة الحوثي، وحينها يستطيع الأمام القادم من ضحيان
وحرف سفيان التربع على عرش المملكة من جديد ولكن عبر صناديق الإقتراع سواء في
انتخابات رئاسية أو غيرها، خاصة وأن، له أنصار في مختلف محافظات الجمهورية وهي ما
تسمى بالخلايا النائمة، وهذا هو واقع الحال اليوم في مختلف دول العالم وفي مقدمتها
العربية والإسلامية، فالبقاء للأقوى، والجميع سيكونون مع الأقوى ومثلما غادرت
شخصيات سياسية واقتصادية ووجاهات اجتماعية أحزاب للأنصمام إلى الحزب الحاكم، لا
نستبعد أن تغادر شخصيات أخرى مواقعها اليوم إلى الحوثي في القريب العاجل، وهذا كله
جائز لكن المحزن والمبكي في الأمر أن تذهب تلك الدماء الزكية التي سالت منذ قرابة
الخمسين عاماً من أجل القضاء على الإمامة والحكم الكهنوتي سدى ويدفع أبنائها ثمن
تلك التضحيات الجسام التي لا نزال اليوم نقف أمامها موقف إجلال وإكبار، وكذلك هي
الدماء التي سالت في حرب صعدة خلال الست السنوات الماضية، وفارق فيها وطننا خيرة
أبنائه في جبال صعدة بهدف القضاء على فتنة أشعلها معتوة في جبال صعدة صارت أفكاره
اليوم تنتشر بقوة في معظم مديرياتها والمحافظات المجاورة، وأصبح المخطط الذي شرع في
تنفيذه واقع حال تؤمن به كافة القوى السياسية داخل البلاد، لكن وبعد هذا كله هل تظن
حكومة المؤتمر الشعبي العام وقيادات أحزاب اللقاء المشترك أن الحرب وأعمال الأجرام
والتقطع لاعتداءات على عامة المواطنين وكافة أفراد الجيش والأمن ستتوقف بعد لجان
الحوار وعقد الاتفاقيات والحوارات مع عصابات التمرد الحوثي، هذا طبعاً محال، لأنه
مشروع ومخطط خارجي صفوي اثنى عشري يتم تحريكه وتنفيذه من الخارج، والحوثي وعصابته
لا حول لهم ولا قوة فهم مجرد أداة لتنفيذه، وهذا ما لم تستوعبة القيادات السياسية
بعد أوانها تحاول تجاهله، كنا ومنذ البداية نقول وبأعلى أصواتنا ومعنا الكثير من
أبناء الوطن أن هذه الفتنة التي أشعلها الصريع حسين الحوثي وكافة أسرته يجب
استئصالها لما لها من آثار كارثية على الوطن والمواطن، وحتى من يقول أن جماعة
الحوثي ستتحول إلى حزب سياسي عسكري لا يختلف كثيراً عن حز ب الله كونها أصبحت أمر
واقع يجب أن يدركوا أن حزب الله لدية حدود مع اسرائيل، لكن جماعة الحوثي والهدف من
وجودها إذا لم تكن يد قوية للنظام الصوفي بهدف إضعاف النظامين اليمني والسعودي،
ومصدر قلق تستخدمه بعض القوى الخارجية بهدف ابتزاز النظام السعودي أيضاً، لكن ما
يجب علينا أن ندركه نحن كيمنيين أنها فتنة ستأكل الأخضر واليابس في البلاد إذا لم
يتم أستئصالها في أسرع وقت، فهذه العصابة لا تعترف بدولة ونظام وقانون ودستور، لا
تفي بالعهود والاتفاقيات، لا هدف معها سوى التوسع شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً عبر
مئآت الجثث من القتل ووسط أنهار من الدماء اليمنية، لذا كان من الواجب على القيادات
الحزبية في الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك قبل أن تدرج أسماء أعضاء جماعة
الحوثي في لجان الحوارات أن تتقدم باعتذار رسمي لكافة أبناء الشعب اليمني على
مواقفهم السابقة والتي تغيرت بين عشية وضحاها، كون الشعب اليمني هو من قدم الضحايا
تلو الضحايا، جراء حروب أوقفها الحوار المزعوم عند ساعة الصفر أكثر من مره، وجراء
تلك الحروب أنهار الاقتصاد الوطني وارتفعت الأسعار وتحل الجرع المتواصلة ذلك
المواطن العادي في مختلف محافظات الجمهورية والذي دائماً هو من يدفع الثمن أفلا
يستحق هذا الشعب الطيب مجرد اعتذار عبر شاشات الفضائية اليمنية من قبل قيادات
الحوار والأحزاب المتحاورة اليوم؟! أظن أن الاعتذار أبسط ما يمكن أن تقدموه في هكذا
ظروف يمر بها الوطن لأبناء يمننا الحبيب، حتى يظل يمن الإيمان والحكمة بالفعل.