وتسمرت قدماي وأنا أمام التلفاز أتابع عبر قناة الجزيرة صرخة اقشعر بدني وتذارفت دموعي
سراعاً وتسمرت قدماي وأنا أمام التلفاز أتابع عبر قناة الجزيرة صرخة الطفل خالد
"بدي بابا" في أرض فلسطين المحتلة عندما أعتقلت قوات الإحتلال الإسرائيلي والده من
أمامه وهو يبكي ويصرخ ويحاول اختراق مجموعة من الجنود الصهاينة للحاق بأبيه عسى ألا
يتركه ويذهب إلى السجون الإسرائيلية ربما لن يراه إلى الأبد، يتابع ولم يهدأ ويصرخ
بدي بابا، ولله إنه لمشهد تذوب منه الصخور وينفطر القلب حزناً على حال
إخواننا في فلسطين وما يعانيه أطفالها وشيوخها ونسائها من انتهاكات إرهابية من قبل
قوات الإحتلال الصهيوني.
أيها العرب..أيها المسلمون..خالد يصرخ بدي بابا ونقول
في هذا المشهد المحزن وغيره من المشاهد، أن الأمة العربية إذا لم تحرك ساكناً
فلتسقط بكل مقوماتها ونخوتها وهويتها وقيمها، أي عروبة هذه وجزء مقدس من جسدها
تنتهك حرماته أمام العالم وهي تتفرج كتفرج الأعداء أنفسهم؟ أين تلبية المعتصم،
وغيره صلاح الدين وغيرهم من جعلوا من العرب وأمة الإسلام كياناً لا يهتدر وهيبتاً
تذكر الأعداء والمتربصين بالأمة؟، لا تكفي الخطابات الرسمية الديكورية التي يتباهى
بها زعماء وحكام وحكومات العرب..
لا تكفي المسيرات الجماهيرية الرائدة التي تقف
عند الشجب والتنديد، والتنافس في حشد المسيرات داخل العواصم والمدن العربية، كل هذه
ام ولن تلبي صرخة خالد ومن قبله محمد الدرة وغيرهم.
متى سنرى النور وننتصر
لشعبنا الفلسطيني والقضية العربية؟ يجب أن يكون هناك موقف للوحدة فعلي لا بالقول
والقمم والمؤتمرات التي بالأخير لا تسمن ولا تغني من جوع، لوقف تلك الإنتهاكات في
حق إخواننا الفلسطينين وحق الإنسانية بشكل عام.
وإلا فالخزي والعار لأمة لم
تدافع عن أرضها وعرضها وتنتصر لقضاياها.