بقلم /
أبو زيد بن عبد القوي
أبو زيد بن عبد القوي
أرسل الأستاذ الفاضل عباس الشعباني
رسالة عبر البريد الإلكتروني يطلب مناظرتي وهذا نصها : ( قراءت المناظرة المفتراه
على الشيخ ابو جعفر مبخوت بن هادي ال كرشان فضحكت من جهلكم حين تناظر وحدك وتدعي
انك تناظر عملاق الشيعة في اليمن مبخوت كرشان انت لا تعرف كوعك من بوعك ولو كنت
عالم لقراءت كتبكم التي فيها ما يشيب منه الطفل تاريخ بني امية انا مستعد اناظركم
مع كل ازلامكم المرسل لكم عباس
الشعباني ) فوافقت على ذلك ونشرت رسالته كما هي في عدد سابق من أخبار اليوم ورحبت
بمناظرته والتزمت بعرض كل ما يرسله دون أي تدخل ثم أرد عليه وهذه هي المناظرة
الأولى التي أرسلها الأستاذ الكريم عباس أنشرها كما هي ثم أرد عليها.
بحث أصل
القضية في الخلاف (عباس الشعباني) يقول الأستاذ عباس الشعباني : ( بسم الله الرحمن
الرحيم وصل الله على محمد واله الطاهرين وصحابته المنتحبين لقد اطلعت على ما قلته
في الشيعة ودققت فيما ذكرته متأمل في ذكر مثالب الشيعة التي ترها كبيرة وتنسي ما هو
عندكم أدهى وأمر وقد وعدتني بنشر المناظرة معكم وهذا شيء طيب يحسب لكم أن صدقتم ولا
أظنكم تصدقوا فأن كان كلامي له وجه حق فهذا خير لنا ولكم وإلا كان ضدي وانا أتحمل
مسؤولية كلامي.
إبداء حديثي معكم بهذا الحديث الذي رواه البخاري في كتاب أحاديث
الانبياء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم قَالَ " إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً ثُمَّ قَرَأَ - (
كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا
فَاعِلِينَ } وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ ، وَإِنَّ
أُنَاسًا مِنْ أَصْحَابِي يُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ أَصْحَابِي
أَصْحَابِي.
فَيَقُولُ ، إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى
أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ.
فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ
الصَّالِحُ ( وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ) إِلَى قَوْلِهِ {
الْحَكِيمُ }والحديث واضح وجلي أن من الصحابة من سيرتد فمن هو المرتد وكيف نعرف
مصاديق هذا الحديث على الواقع ؟ ثانيآ روى البخاري في كتاب العلم رقم الحديث 120
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : "حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ : فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ
وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ) سؤال ما هو العلم
الذي لم يبث ابوهريرة ولماذ قال انه لو بثه لقطع بلعومه ومن سيكون القاطع المفترض
للبلعوم سماحة الشيخ أبو زيد لمن العجب العجاب انك لم تبحث أصل القضية في الخلاف
بحث منطقي بعيد عن الهوى والتعصب فالمذاهب ليست معتقدات بل أصبحت معتقلات خصوصا
أصحاب الفكر المتطرف وان سجن للعقل عند الوهابية مفتوح طوال العام وإنا اطرح عليكم
و إبداء معكم أولا من أساس الخلاف حيث أوصانا النبي صل الله عليه واله وسلم بالتمسك
بكتاب الله عز وجل وبالعترة الهادية ولكن الأمة تنكرت لحديث رسول الله ولا زالت
مصره في غيها واليك مصادر السنة التي أوردت حديث الثقلين كتاب الله وعترتي هي :
صحيح مسلم ونصه : عن زيد بن أرقم قال : ( ثم قال : قام رسول الله ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) يوماً خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه
ووعظ وذكّر ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي
فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله
واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغّب فيه ثم قال : وأهل بيتي أذكركم الله في أهل
بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي. . . ) (صحيح مسلم ج7 ص123 /
دار الفكر بيروت).
فمتى تمسكت ألامه بهذا الحديث بل أنها فعلت العكس وقتلت
العتره ( وفي ) سنن الترمذي عن زيد أيضاً قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم): (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب
الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا عليّ
الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما)( ج5 ص329 ط / دار الفكر بيروت).
مسند أحمد:
ج3 / ص14 17 ج4 / ص267 271 ج5 / 182 ج5 / 189.
كذلك في سنن الدارمي ج2
/ 432. وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم ج3 / 110 ج3 ص148 وكذلك فيا لسنن الكبرى
للبيهقي ج2 / 148 ج7 / 20 ج10 / ص114.
وفي مجمع الزوائد ج9 / 162 عن أحمد
وقال واسناده جيد.
وفي المصنف لابن أبي شيبة ج7 / ص418.
وغيرهم كثير.
أما
حديث كتاب الله وسنتي فقد رواه مالك في الموطأ عن ابن عباس والحاكم في المستدرك عن
أبي هريرة. وكلا سنديه لا تقوم بهما حجة كما صرح بذلك المحدث السلفي
الالباني.
واليكم حديث الولاية من كتب السنة قول رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم) في حجة الوداع حينما قام في الناس خطيبا في غدير خم من خطبة طويلة :
(. . .
ثم قال : ( يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم
من أنفسهم، فمن كنت مولاه، فهذا مولاه يعني علياً اللهم وال من والاه وعاد من
عاداه …) وقد روى هذا الحديث جمهرة كبيرة من الصحابة وأورده جمع كبير من الحفاظ في
كتبهم وأرسلوه إرسال المسلمات.
وإليك بعض المصادر : 1.
(الصواعق المحرقة)
لابن حجر الهيثمي المكي الشافعي، ص25 ، ط الميمنية بمصر.
2.
(كنز العمال)
للمتقي الهندي ، ج1/ص168/ح959، ط 2.
3.
( تاريخ دمشق) لابن عساكر الشافعي ،
ج2/ص45/ح545 ، ترجمة الإمام علي.
4.
(صحيح مسلم) ج2/ص362 ، ط عيسى الحلبي
بمصر (قريب منه).
ودلالة الحديث على خلافة وولاية علي (عليه السلام)
واضحة.
فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذكر ولاية علي بعد ولاية الله
وولايته، ثم جاء بقرينة واضحة على أن مراده من الولاية ليس هو الصديق والمحب وما
شاكل وذلك بقوله: ( وأنا أولى بهم من أنفسهم ) فهي قرينة تفيد أن معنى ولاية الرسول
وولاية الله تعالى هو الولاية على النفس فما ثبت للرسول يثبت لعلي (عليه السلام)
وذلك لقوله : ( من كنت مولاه فهذا مولاه ). فإن أي إنسان عاقل إذا نعيت إليه نفسه
وقرب أجله تراه يوصي بأهم الأمور عنده وأعزها عليه.
وهذا ما صنعه رسول الله
(صلى الله عليه وآله) حينما حج حجة الوداع، حيث جمع المسلمين وكانوا أكثر من مئة
ألف في يوم الظهيرة في غدير خم و يخطبهم تلك الخطبة الطويلة بعد أن أمر بإرجاع من
سبق وانتظار من تأخر عن السير و بعد أمره لتبليغ الشاهد الغائب.
كل هذا فعله
الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ليقول للناس أن علياً محب لكم صديق لكم، فهل يليق
بحكيم ذلك ؟ وهل كان خافيا على أحد من المسلمين حب علي للإسلام والمسلمين ؟ وهو
الذي عرفه الاسلام باخلاصه وشجاعته وعلمه وإيمانه. أم أن ذلك يشكل قرينة قطعية على
أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) جمعهم لينصب بعده خليفة بأمر الله تعالى: (( يا أيها
الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من
الناس ))(المائدة:67).
نسأله تعالى أن يعرفنا لحق حقا ويوفقنا لأتباعه فقد صرّح
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بإمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) من بعده
في عدة أحاديث، من بداية الدعوة الإسلامية وإلى رزيّة يوم الخميس ، ومن تلك
الأحاديث : وكذلك حديث الدار : اخرج الطبري وغيره ، بسنده عن علي بن أبي طالب ، أنه
لما نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، (( وأنذر عشيرتك
الاقربين )) دعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، وقال لي : يا علي ،
. . . .
إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوه.
تاريخ الطبري : 2
/ 63 ، وابن الأثير في الكامل : 2 / 24 ، وأبو الفداء الدمشقي في تاريخه : 3 / 40 ،
والخازن في تفسيره : 390.
وغيرهم من الحفّاظ وأساتذة الحديث وأئمة الأثر
.
فهل تجد اصرح من هذه العبارة ؟ أما حديث الولاية فهو سند قوى وحجة دامغة : قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) لعلي (عليه السلام) : ( أنت وليّ كلّ مؤمن
بعدي ) هذا لفظ أبي داود في مسنده : 360 رقم 2752 دار المعرفة بيروت ، أو (أنت
وليّ كلّ مؤمن بعدي ومؤمنة ) وهذا لفظ الحاكم في المستدرك : 3 / 134 ، أو ( أنت
وليّي في كل مؤمن بعدي ) وهذا لفظ احمد في المسند : 1 / 545 ذيل حديث 3052.
أليس
هذا الحديث يدل على ثبوت الأولوية بالتصرف لعلي (عليه السلام) وهذه الأولوية
مستلزمه للإمامة.
ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) في تكملة هذا الحديث كما
في المستدرك للحاكم ، وفي المختارة للضياء المقدسي ، وفي المعجم الأوسط : 5 / 425 ،
وفي غيرها من المصادر : ( إنه [ أي علي ] لا يفعل إلاّ ما يؤمر ) ، أو : ( إنّما
يفعل علي بما يؤمر به ).
وهذه العبارة تدل دلالة واضحة على عصمته (عليه السلام)
حديث الغدير : أخرج أحمد بن حنبل بسند صحيح عن زيد بن أرقم قال : نزلنا مع رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بواد يقال له : وادي خم ،. . . . .
قال (صلى الله
عليه وآله وسلّم) : ( فمن كنت مولاه فإن علياً مولاه ، اللهم عاد من عاداه ووال من
والاه)مسند أحمد : 5 / 501 رقم 18838 دار إحياء التراث العربي بيروت.
) أ. ه
من الذي اخترع الإمامة الإلهية ؟ ( أبوزيد بن عبد القوي ) الأستاذ الفاضل عباس
الشعباني يسرني أن أناظرك وأجيبك على ما ذكرت بالتفصيل لكني هنا سأبدأ بالإجابة
المجملة على ما طرحت وبالذات زعمك أني لم أبحث أصل القضية في الخلاف !! وهذا زعم
باطل بل قد بحثت قضية الخلاف المزعومة وفصلت ذلك بما لم أسبق إليه وإليك ما وجدته
في كتبكم كتب الشيعة الإمامية لا من كتب غيرهم مع أجوبة أكابر علماء الزيدية
الأكارم الأفاضل على عقائدكم : من أول من قال بالنص الإلهي ؟ تأمل معي يا أخي عباس
هذا النص لأحد أئمة الشيعة الإمامية في الفرق.
وهو الحسن بن موسى النوبختي في
كتابه "فرق الشيعة" ص 22 يقول : ( "السبأية" أصحاب "عبد الله بن سبأ " وكان ممن
اظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم وقال إن عليا عليه السلام
أمره بذلك فأخذه علي فسأله عن قوله هذا فاقر به فأمر بقتله وحكى جماعة من أهل العلم
من أصحاب علي عليه السلام أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى عليا عليه
السلام وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام بهذه
المقالة فقال في إسلامه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام بمثل
ذلك وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام وأظهر البراءة من أعدائه
وكاشف مخالفيه فمن هناك قال من خالف الشيعة أن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية ) ها
أنت قرأت النص السابق لأحد أئمة الشيعة الإمامية في الفرق والنًحل !! ولعلك بعد
قراءته قد :- 1- علمت بأن عبد الله بن سبأ كان يهودياً !! 2 - ورأيت أنه نقل الوصية
من اليهودية للإسلام!! 3- وشاهدت أن أول من شهر القول بفرض إمامة علي هو هذا
اليهودي السبأي وليس النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما يدعي الشعباني !! 4- وتيقنت
أن أصل الرفض مأخوذ من اليهود !! فما هو رأيك يا أستاذنا الكريم في النص السابق ؟!
لا سيما وهو منقول بحذافيره من أهم كتبكم في الفرق ولشيخكم الجليل النوبختي ؟! رئيس
علماء الاثنى عشرية يعترف !! حتى لا يبقى عندك ذرة شك يا أستاذ عباس في موضوع أبن
سبأ اليهودي وأنه أول من أظهر القول بإمامة علي رضي الله عنه سأنقل لك كلام (
العالم العامل والكامل الباذل صدر الحكماء ورئيس العلماء نعمة الله الجزائري ) من
كتابه المعروف "الأنوار النعمانية " !!! فماذا يقول رئيس العلماء عندكم في كتابه
"الأنوار النعمانية" ؟ يقول في 2/234 : ( السبأية قال عبد الله بن سبأ لعلي أنت
الإله حقاً حقا. . .
وقيل أنه كان يهودياً فأسلم وكان في اليهودية يقول في يوشع
بن نون وفي موسى مثل ما قال في علي وقيل أنه أول من أظهر القول بوجوب إمامة علي )
إذاً فالحكايات والروايات حول الإمامة والإمام والوصية والوصي !! صاحبها وأول من
قال بها هو أبن سبأ اليهودي وليس النبي صلى الله عليه وآله وسلم العربي !! باعتراف
رئيس علماء الشيعة الإمامية !!فهل رأيت كيف أنني قد بحثت أصل القضية ومن كتبكم
أنتم؟! أكبر أئمة الزيدية والسبأية ليس فيما ذكرت لنا يا أستاذ عباس أي نص جلي على
إمامة علي رضي الله عنه وحكاية النص الجلي هي من اختراع ابن سبأ اليهودي !!! وهذا
ليس كلامي بل كلام أحد أكبر أئمة الزيدية والذي كتبه تمثل عمدة المذهب الزيدي
الإمام المهدي لدين الله أحمد بن يحي بن المرتضى - ت 840ه رحمه الله تعالى - حيث
قال في كتابه "المنية والأمل في شرح الملل والنحل ص131" : ( وأما الرافضة فحدث
مذهبهم بعد مضي الصدر الأول ولم يسمع عن أحد من الصحابة من يذكر أن النص في علي جلي
متواتر ولا في اثني عشر إماما كما زعموا فإن زعموا أن عمارا وأبا ذر الغفاري
والمقداد بن الأسود وسلمان الفارسي كانوا سلفهم لقولهم بإمامة علي عليه السلام
أكذبهم كون هؤلاء لم يظهروا البراءة من الشيخين ولا السب لهما ألا ترى أن عمارا كان
عاملا لعمر بن الخطاب في الكوفة وسلمان الفارسي في المدائن ؟ وقد مر أن أول من أحدث
هذا القول عبد الله بن سبأ ولم يظهر قبله ) فماذا تقول يا أخي عباس في ما قاله
الإمام المهدي لا سيما وهو أحد أئمة أهل البيت الكبار وليس من الوهابية ؟! الإمامية
والنص الجلي !! يا أستاذنا الكريم الأدلة التي سقتها وزعمت أنها قطعية على خلافة
علي رضي الله عنه قد سبق ورد عليها كبار أئمة الزيدية بحيث لو سقتها لاحتجت إلى
عشرات الصفحات لكني سأكتفي بنقل ما قاله الإمام عبد الله بن حمزة - رحمه الله تعالى
- في كتابه "الشافي" 3/110 يقول : ( ولا نقول أن النص جلي وأنهم علموا قصد الرسول
منه ضرورة وخالفوه عنوة بل هذا إنما يلزم من قال أن النبي (ص) نص على علي (ع) نصاً
جلياً اضطر الكل من الصحابة إلى معرفة المراد به وهؤلاء هم الإمامية وتابعهم على
غوايتهم في ذلك عن الحق الباطنية توصلا إلى الطعن على أصحاب النبي (ص) وأنهم جحدوا
ما استيقنوا صحته ودفعوا ما علموا وجوبه من النبي (ص) وأوجبوا بذلك كفرهم وردتهم عن
الإسلام وفيهم من يقول أن كبارهم كانوا منافقين حتى قال شاعرهم : والقوم ما أسلموا
لكنهم قهروا فاستسلموا فرقا من غير إيمان. . . . .
وأما عند فضلاء الزيدية ومن
شاركهم من علماء البرية فهو نص محتمل بالتأويل محتاج إلى النظر في الدليل ) فالإمام
الجليل عبد الله بن حمزة يقول بأن قولكم بالنص الجلي غواية تابعكم عليها الباطنية
توصلا إلى الطعن على أصحاب النبي (ص) هذا أولاً.
وأما ثانياً : قد رد جميع
الأدلة التي سقتها والتي زعمت أنها دليل على خلافة علي وولايته بقوله : ( وأما عند
فضلاء الزيدية ومن شاركهم من علماء البرية فهو نص محتمل بالتأويل محتاج إلى النظر
في الدليل).
ما رأي الشيعة الأوائل ؟ هل كان الشيعة الأوائل رضي الله عنهم
يؤمنون بأن الأحاديث التي سقتها يا أستاذ عباس هي أدلة جلية على إمامة علي رضي الله
عنه كما زعمت ؟! لنستمع إلى الجواب من أكابر علماء الزيدية الأفاضل : 1- العلامة
الزيدي نشوان الحميري يقول علامة الزيدية في عصره نشوان الحميري - ت 573 رحمه الله
تعالى - في كتابه "الحور العين" ص234 : ( وكانت الشيعة الذين شايعوا علياً عليه
السلام على قتال طلحة والزبير وعائشة ومعاوية والخوارج في حياة علي عليه السلام
ثلاث فرق : 1- فرقة منهم وهم الجمهور الأعظم الكثير يرون إمامة أبي بكر وعمر وعثمان
إلى أن غير السيرة وأحدث الأحداث.
2- وفرقة منهم أقل من أولئك عددا يرون الإمام
بعد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أبا بكر ثم عمر ثم علياً. . . .
3-
وفرقة منهم يسيرة العدد جداً يرون علياً أولى بالإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ويرون إمامة أبي بكر وعمر كانت من الناس على وجه الرأي والمشورة
ويصوبونهم في رأيهم ولا يخطئونهم إلا أنهم يقولون : إن إمامة علي كانت أصوب وأصلح
.
) فحتى هذه الفرقة اليسيرة العدد جداً ما قالت بأن هناك نصوص نبوية تدل على
إمامة وخلافة علي رضي الله عنه بل جل ما عندهم : ( إن إمامة علي كانت أصوب وأصلح
.
) أي أن هذا رأيهم هم ولا دليل عليه من كتاب أو سنة.
2- الإمام العلامة
المهدي ويقول بنفس قول العلامة نشوان الحميري الإمام المهدي لدين الله أحمد بن يحي
بن المرتضى ففي كتابه "المنية والأمل في شرح الملل والنحل" ص88 يقول : ( وكانت
الشيعة الذين شايعوا علياً عليه السلام على قتال طلحة والزبير وعائشة ومعاوية
والخوارج في حياة علي عليه السلام على ثلاث فرق : فرقة وهي جمهورهم يرون إمامة أبي
بكر وعمر وعثمان إلى أن غير السيرة وأحدث الأحداث.
وفرقة منهم أقل من أولئك عددا
يرون أن الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبو بكر ثم عمر ثم علي عليهم
السلام. . . .
وفرقة منهم يسيرة العدد جداً يرون أن علياً عليه السلام أولى
بالإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويرون إمامة أبي بكر وعمر كانت من
الناس على وجه الرأي والمشورة ويصوبونهم في رأيهم ولا يخطئونهم إلا أنهم يقولون
كانت إمامة علي عليه السلام أصوب.
) والنصان السابقان جديران بالتأمل ففيهما :
1- عدم إيمان شيعة علي رضي الله عنه الأوائل بوجود أي نص إلهي أو نبوي على إمامة
وخلافة علي رضي الله عنه وهذا من أكبر الأدلة على بطلان كلام الشعباني
وأمثاله.
2- كل شيعته يرون إمامة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ولا يطعنون فيهما
أبداً بل فضلهما معروف لدى الجميع.
3- حتى الفرقة اليسيرة العدد جداً على قول
الإمام المهدي والعلامة الحميري من شيعة علي رضي الله عنه الذين يقولون إن إمامة
علي أصوب يرون في نفس الوقت صحة خلافة وإمامة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
4-
كيف فهمت يا أستاذ عباس ما لم يفهمه الشيعة الأوائل ؟ فهل أنت أذكى منهم رغم قرب
عهدهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ومصاحبتهم لعلي رضي الله عنه ؟! وأترك باقي
الأسئلة والتأملات للقارئ الكريم !! ولا زال هناك الكثير وموعدنا غداً.
ملاحظة
وتنبيه بعد أن أرسل الأستاذ عباس مناظرته الأولى طلبت منه - في صحيفة أخبار اليوم
عدد الثلاثاء الماضي - إرسال اثنتين أخريات لأعرض له ثلاث مناظرات السبت والأحد
والاثنين وأنا أرد عليه الثلاثاء والأربعاء والخميس وبما أنه وحتى هذه اللحظة لم
يرسل بقية المناظرات فسأعرض مناظرته الأولى وأرد عليها السبت والأحد والاثنين فقط
ويكون لقاءنا المستمر في صحيفة أخبار اليوم كل سبت وأحد واثنين أسبوعياً.
ولا
زلت منتظراً لباقي ما عنده لا سيما وقد عرضت ما أرسله لي كاملاً دون أي حذف كما سبق
والتزمت للأستاذ العزيز عباس الشعباني وغداً موعدنا إن شاء الله
تعالى.
رسالة عبر البريد الإلكتروني يطلب مناظرتي وهذا نصها : ( قراءت المناظرة المفتراه
على الشيخ ابو جعفر مبخوت بن هادي ال كرشان فضحكت من جهلكم حين تناظر وحدك وتدعي
انك تناظر عملاق الشيعة في اليمن مبخوت كرشان انت لا تعرف كوعك من بوعك ولو كنت
عالم لقراءت كتبكم التي فيها ما يشيب منه الطفل تاريخ بني امية انا مستعد اناظركم
مع كل ازلامكم المرسل لكم عباس
الشعباني ) فوافقت على ذلك ونشرت رسالته كما هي في عدد سابق من أخبار اليوم ورحبت
بمناظرته والتزمت بعرض كل ما يرسله دون أي تدخل ثم أرد عليه وهذه هي المناظرة
الأولى التي أرسلها الأستاذ الكريم عباس أنشرها كما هي ثم أرد عليها.
بحث أصل
القضية في الخلاف (عباس الشعباني) يقول الأستاذ عباس الشعباني : ( بسم الله الرحمن
الرحيم وصل الله على محمد واله الطاهرين وصحابته المنتحبين لقد اطلعت على ما قلته
في الشيعة ودققت فيما ذكرته متأمل في ذكر مثالب الشيعة التي ترها كبيرة وتنسي ما هو
عندكم أدهى وأمر وقد وعدتني بنشر المناظرة معكم وهذا شيء طيب يحسب لكم أن صدقتم ولا
أظنكم تصدقوا فأن كان كلامي له وجه حق فهذا خير لنا ولكم وإلا كان ضدي وانا أتحمل
مسؤولية كلامي.
إبداء حديثي معكم بهذا الحديث الذي رواه البخاري في كتاب أحاديث
الانبياء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم قَالَ " إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً ثُمَّ قَرَأَ - (
كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا
فَاعِلِينَ } وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ ، وَإِنَّ
أُنَاسًا مِنْ أَصْحَابِي يُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ أَصْحَابِي
أَصْحَابِي.
فَيَقُولُ ، إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى
أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ.
فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ
الصَّالِحُ ( وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ) إِلَى قَوْلِهِ {
الْحَكِيمُ }والحديث واضح وجلي أن من الصحابة من سيرتد فمن هو المرتد وكيف نعرف
مصاديق هذا الحديث على الواقع ؟ ثانيآ روى البخاري في كتاب العلم رقم الحديث 120
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : "حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وِعَاءَيْنِ : فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَبَثَثْتُهُ
وَأَمَّا الْآخَرُ فَلَوْ بَثَثْتُهُ قُطِعَ هَذَا الْبُلْعُومُ) سؤال ما هو العلم
الذي لم يبث ابوهريرة ولماذ قال انه لو بثه لقطع بلعومه ومن سيكون القاطع المفترض
للبلعوم سماحة الشيخ أبو زيد لمن العجب العجاب انك لم تبحث أصل القضية في الخلاف
بحث منطقي بعيد عن الهوى والتعصب فالمذاهب ليست معتقدات بل أصبحت معتقلات خصوصا
أصحاب الفكر المتطرف وان سجن للعقل عند الوهابية مفتوح طوال العام وإنا اطرح عليكم
و إبداء معكم أولا من أساس الخلاف حيث أوصانا النبي صل الله عليه واله وسلم بالتمسك
بكتاب الله عز وجل وبالعترة الهادية ولكن الأمة تنكرت لحديث رسول الله ولا زالت
مصره في غيها واليك مصادر السنة التي أوردت حديث الثقلين كتاب الله وعترتي هي :
صحيح مسلم ونصه : عن زيد بن أرقم قال : ( ثم قال : قام رسول الله ( صلى الله عليه
وآله وسلم ) يوماً خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه
ووعظ وذكّر ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي
فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله
واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغّب فيه ثم قال : وأهل بيتي أذكركم الله في أهل
بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي. . . ) (صحيح مسلم ج7 ص123 /
دار الفكر بيروت).
فمتى تمسكت ألامه بهذا الحديث بل أنها فعلت العكس وقتلت
العتره ( وفي ) سنن الترمذي عن زيد أيضاً قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم): (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب
الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا عليّ
الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما)( ج5 ص329 ط / دار الفكر بيروت).
مسند أحمد:
ج3 / ص14 17 ج4 / ص267 271 ج5 / 182 ج5 / 189.
كذلك في سنن الدارمي ج2
/ 432. وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم ج3 / 110 ج3 ص148 وكذلك فيا لسنن الكبرى
للبيهقي ج2 / 148 ج7 / 20 ج10 / ص114.
وفي مجمع الزوائد ج9 / 162 عن أحمد
وقال واسناده جيد.
وفي المصنف لابن أبي شيبة ج7 / ص418.
وغيرهم كثير.
أما
حديث كتاب الله وسنتي فقد رواه مالك في الموطأ عن ابن عباس والحاكم في المستدرك عن
أبي هريرة. وكلا سنديه لا تقوم بهما حجة كما صرح بذلك المحدث السلفي
الالباني.
واليكم حديث الولاية من كتب السنة قول رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم) في حجة الوداع حينما قام في الناس خطيبا في غدير خم من خطبة طويلة :
(. . .
ثم قال : ( يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم
من أنفسهم، فمن كنت مولاه، فهذا مولاه يعني علياً اللهم وال من والاه وعاد من
عاداه …) وقد روى هذا الحديث جمهرة كبيرة من الصحابة وأورده جمع كبير من الحفاظ في
كتبهم وأرسلوه إرسال المسلمات.
وإليك بعض المصادر : 1.
(الصواعق المحرقة)
لابن حجر الهيثمي المكي الشافعي، ص25 ، ط الميمنية بمصر.
2.
(كنز العمال)
للمتقي الهندي ، ج1/ص168/ح959، ط 2.
3.
( تاريخ دمشق) لابن عساكر الشافعي ،
ج2/ص45/ح545 ، ترجمة الإمام علي.
4.
(صحيح مسلم) ج2/ص362 ، ط عيسى الحلبي
بمصر (قريب منه).
ودلالة الحديث على خلافة وولاية علي (عليه السلام)
واضحة.
فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذكر ولاية علي بعد ولاية الله
وولايته، ثم جاء بقرينة واضحة على أن مراده من الولاية ليس هو الصديق والمحب وما
شاكل وذلك بقوله: ( وأنا أولى بهم من أنفسهم ) فهي قرينة تفيد أن معنى ولاية الرسول
وولاية الله تعالى هو الولاية على النفس فما ثبت للرسول يثبت لعلي (عليه السلام)
وذلك لقوله : ( من كنت مولاه فهذا مولاه ). فإن أي إنسان عاقل إذا نعيت إليه نفسه
وقرب أجله تراه يوصي بأهم الأمور عنده وأعزها عليه.
وهذا ما صنعه رسول الله
(صلى الله عليه وآله) حينما حج حجة الوداع، حيث جمع المسلمين وكانوا أكثر من مئة
ألف في يوم الظهيرة في غدير خم و يخطبهم تلك الخطبة الطويلة بعد أن أمر بإرجاع من
سبق وانتظار من تأخر عن السير و بعد أمره لتبليغ الشاهد الغائب.
كل هذا فعله
الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ليقول للناس أن علياً محب لكم صديق لكم، فهل يليق
بحكيم ذلك ؟ وهل كان خافيا على أحد من المسلمين حب علي للإسلام والمسلمين ؟ وهو
الذي عرفه الاسلام باخلاصه وشجاعته وعلمه وإيمانه. أم أن ذلك يشكل قرينة قطعية على
أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) جمعهم لينصب بعده خليفة بأمر الله تعالى: (( يا أيها
الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من
الناس ))(المائدة:67).
نسأله تعالى أن يعرفنا لحق حقا ويوفقنا لأتباعه فقد صرّح
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بإمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) من بعده
في عدة أحاديث، من بداية الدعوة الإسلامية وإلى رزيّة يوم الخميس ، ومن تلك
الأحاديث : وكذلك حديث الدار : اخرج الطبري وغيره ، بسنده عن علي بن أبي طالب ، أنه
لما نزلت هذه الآية على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، (( وأنذر عشيرتك
الاقربين )) دعاني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، وقال لي : يا علي ،
. . . .
إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوه.
تاريخ الطبري : 2
/ 63 ، وابن الأثير في الكامل : 2 / 24 ، وأبو الفداء الدمشقي في تاريخه : 3 / 40 ،
والخازن في تفسيره : 390.
وغيرهم من الحفّاظ وأساتذة الحديث وأئمة الأثر
.
فهل تجد اصرح من هذه العبارة ؟ أما حديث الولاية فهو سند قوى وحجة دامغة : قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) لعلي (عليه السلام) : ( أنت وليّ كلّ مؤمن
بعدي ) هذا لفظ أبي داود في مسنده : 360 رقم 2752 دار المعرفة بيروت ، أو (أنت
وليّ كلّ مؤمن بعدي ومؤمنة ) وهذا لفظ الحاكم في المستدرك : 3 / 134 ، أو ( أنت
وليّي في كل مؤمن بعدي ) وهذا لفظ احمد في المسند : 1 / 545 ذيل حديث 3052.
أليس
هذا الحديث يدل على ثبوت الأولوية بالتصرف لعلي (عليه السلام) وهذه الأولوية
مستلزمه للإمامة.
ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) في تكملة هذا الحديث كما
في المستدرك للحاكم ، وفي المختارة للضياء المقدسي ، وفي المعجم الأوسط : 5 / 425 ،
وفي غيرها من المصادر : ( إنه [ أي علي ] لا يفعل إلاّ ما يؤمر ) ، أو : ( إنّما
يفعل علي بما يؤمر به ).
وهذه العبارة تدل دلالة واضحة على عصمته (عليه السلام)
حديث الغدير : أخرج أحمد بن حنبل بسند صحيح عن زيد بن أرقم قال : نزلنا مع رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بواد يقال له : وادي خم ،. . . . .
قال (صلى الله
عليه وآله وسلّم) : ( فمن كنت مولاه فإن علياً مولاه ، اللهم عاد من عاداه ووال من
والاه)مسند أحمد : 5 / 501 رقم 18838 دار إحياء التراث العربي بيروت.
) أ. ه
من الذي اخترع الإمامة الإلهية ؟ ( أبوزيد بن عبد القوي ) الأستاذ الفاضل عباس
الشعباني يسرني أن أناظرك وأجيبك على ما ذكرت بالتفصيل لكني هنا سأبدأ بالإجابة
المجملة على ما طرحت وبالذات زعمك أني لم أبحث أصل القضية في الخلاف !! وهذا زعم
باطل بل قد بحثت قضية الخلاف المزعومة وفصلت ذلك بما لم أسبق إليه وإليك ما وجدته
في كتبكم كتب الشيعة الإمامية لا من كتب غيرهم مع أجوبة أكابر علماء الزيدية
الأكارم الأفاضل على عقائدكم : من أول من قال بالنص الإلهي ؟ تأمل معي يا أخي عباس
هذا النص لأحد أئمة الشيعة الإمامية في الفرق.
وهو الحسن بن موسى النوبختي في
كتابه "فرق الشيعة" ص 22 يقول : ( "السبأية" أصحاب "عبد الله بن سبأ " وكان ممن
اظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم وقال إن عليا عليه السلام
أمره بذلك فأخذه علي فسأله عن قوله هذا فاقر به فأمر بقتله وحكى جماعة من أهل العلم
من أصحاب علي عليه السلام أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى عليا عليه
السلام وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام بهذه
المقالة فقال في إسلامه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام بمثل
ذلك وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي عليه السلام وأظهر البراءة من أعدائه
وكاشف مخالفيه فمن هناك قال من خالف الشيعة أن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية ) ها
أنت قرأت النص السابق لأحد أئمة الشيعة الإمامية في الفرق والنًحل !! ولعلك بعد
قراءته قد :- 1- علمت بأن عبد الله بن سبأ كان يهودياً !! 2 - ورأيت أنه نقل الوصية
من اليهودية للإسلام!! 3- وشاهدت أن أول من شهر القول بفرض إمامة علي هو هذا
اليهودي السبأي وليس النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما يدعي الشعباني !! 4- وتيقنت
أن أصل الرفض مأخوذ من اليهود !! فما هو رأيك يا أستاذنا الكريم في النص السابق ؟!
لا سيما وهو منقول بحذافيره من أهم كتبكم في الفرق ولشيخكم الجليل النوبختي ؟! رئيس
علماء الاثنى عشرية يعترف !! حتى لا يبقى عندك ذرة شك يا أستاذ عباس في موضوع أبن
سبأ اليهودي وأنه أول من أظهر القول بإمامة علي رضي الله عنه سأنقل لك كلام (
العالم العامل والكامل الباذل صدر الحكماء ورئيس العلماء نعمة الله الجزائري ) من
كتابه المعروف "الأنوار النعمانية " !!! فماذا يقول رئيس العلماء عندكم في كتابه
"الأنوار النعمانية" ؟ يقول في 2/234 : ( السبأية قال عبد الله بن سبأ لعلي أنت
الإله حقاً حقا. . .
وقيل أنه كان يهودياً فأسلم وكان في اليهودية يقول في يوشع
بن نون وفي موسى مثل ما قال في علي وقيل أنه أول من أظهر القول بوجوب إمامة علي )
إذاً فالحكايات والروايات حول الإمامة والإمام والوصية والوصي !! صاحبها وأول من
قال بها هو أبن سبأ اليهودي وليس النبي صلى الله عليه وآله وسلم العربي !! باعتراف
رئيس علماء الشيعة الإمامية !!فهل رأيت كيف أنني قد بحثت أصل القضية ومن كتبكم
أنتم؟! أكبر أئمة الزيدية والسبأية ليس فيما ذكرت لنا يا أستاذ عباس أي نص جلي على
إمامة علي رضي الله عنه وحكاية النص الجلي هي من اختراع ابن سبأ اليهودي !!! وهذا
ليس كلامي بل كلام أحد أكبر أئمة الزيدية والذي كتبه تمثل عمدة المذهب الزيدي
الإمام المهدي لدين الله أحمد بن يحي بن المرتضى - ت 840ه رحمه الله تعالى - حيث
قال في كتابه "المنية والأمل في شرح الملل والنحل ص131" : ( وأما الرافضة فحدث
مذهبهم بعد مضي الصدر الأول ولم يسمع عن أحد من الصحابة من يذكر أن النص في علي جلي
متواتر ولا في اثني عشر إماما كما زعموا فإن زعموا أن عمارا وأبا ذر الغفاري
والمقداد بن الأسود وسلمان الفارسي كانوا سلفهم لقولهم بإمامة علي عليه السلام
أكذبهم كون هؤلاء لم يظهروا البراءة من الشيخين ولا السب لهما ألا ترى أن عمارا كان
عاملا لعمر بن الخطاب في الكوفة وسلمان الفارسي في المدائن ؟ وقد مر أن أول من أحدث
هذا القول عبد الله بن سبأ ولم يظهر قبله ) فماذا تقول يا أخي عباس في ما قاله
الإمام المهدي لا سيما وهو أحد أئمة أهل البيت الكبار وليس من الوهابية ؟! الإمامية
والنص الجلي !! يا أستاذنا الكريم الأدلة التي سقتها وزعمت أنها قطعية على خلافة
علي رضي الله عنه قد سبق ورد عليها كبار أئمة الزيدية بحيث لو سقتها لاحتجت إلى
عشرات الصفحات لكني سأكتفي بنقل ما قاله الإمام عبد الله بن حمزة - رحمه الله تعالى
- في كتابه "الشافي" 3/110 يقول : ( ولا نقول أن النص جلي وأنهم علموا قصد الرسول
منه ضرورة وخالفوه عنوة بل هذا إنما يلزم من قال أن النبي (ص) نص على علي (ع) نصاً
جلياً اضطر الكل من الصحابة إلى معرفة المراد به وهؤلاء هم الإمامية وتابعهم على
غوايتهم في ذلك عن الحق الباطنية توصلا إلى الطعن على أصحاب النبي (ص) وأنهم جحدوا
ما استيقنوا صحته ودفعوا ما علموا وجوبه من النبي (ص) وأوجبوا بذلك كفرهم وردتهم عن
الإسلام وفيهم من يقول أن كبارهم كانوا منافقين حتى قال شاعرهم : والقوم ما أسلموا
لكنهم قهروا فاستسلموا فرقا من غير إيمان. . . . .
وأما عند فضلاء الزيدية ومن
شاركهم من علماء البرية فهو نص محتمل بالتأويل محتاج إلى النظر في الدليل ) فالإمام
الجليل عبد الله بن حمزة يقول بأن قولكم بالنص الجلي غواية تابعكم عليها الباطنية
توصلا إلى الطعن على أصحاب النبي (ص) هذا أولاً.
وأما ثانياً : قد رد جميع
الأدلة التي سقتها والتي زعمت أنها دليل على خلافة علي وولايته بقوله : ( وأما عند
فضلاء الزيدية ومن شاركهم من علماء البرية فهو نص محتمل بالتأويل محتاج إلى النظر
في الدليل).
ما رأي الشيعة الأوائل ؟ هل كان الشيعة الأوائل رضي الله عنهم
يؤمنون بأن الأحاديث التي سقتها يا أستاذ عباس هي أدلة جلية على إمامة علي رضي الله
عنه كما زعمت ؟! لنستمع إلى الجواب من أكابر علماء الزيدية الأفاضل : 1- العلامة
الزيدي نشوان الحميري يقول علامة الزيدية في عصره نشوان الحميري - ت 573 رحمه الله
تعالى - في كتابه "الحور العين" ص234 : ( وكانت الشيعة الذين شايعوا علياً عليه
السلام على قتال طلحة والزبير وعائشة ومعاوية والخوارج في حياة علي عليه السلام
ثلاث فرق : 1- فرقة منهم وهم الجمهور الأعظم الكثير يرون إمامة أبي بكر وعمر وعثمان
إلى أن غير السيرة وأحدث الأحداث.
2- وفرقة منهم أقل من أولئك عددا يرون الإمام
بعد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أبا بكر ثم عمر ثم علياً. . . .
3-
وفرقة منهم يسيرة العدد جداً يرون علياً أولى بالإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ويرون إمامة أبي بكر وعمر كانت من الناس على وجه الرأي والمشورة
ويصوبونهم في رأيهم ولا يخطئونهم إلا أنهم يقولون : إن إمامة علي كانت أصوب وأصلح
.
) فحتى هذه الفرقة اليسيرة العدد جداً ما قالت بأن هناك نصوص نبوية تدل على
إمامة وخلافة علي رضي الله عنه بل جل ما عندهم : ( إن إمامة علي كانت أصوب وأصلح
.
) أي أن هذا رأيهم هم ولا دليل عليه من كتاب أو سنة.
2- الإمام العلامة
المهدي ويقول بنفس قول العلامة نشوان الحميري الإمام المهدي لدين الله أحمد بن يحي
بن المرتضى ففي كتابه "المنية والأمل في شرح الملل والنحل" ص88 يقول : ( وكانت
الشيعة الذين شايعوا علياً عليه السلام على قتال طلحة والزبير وعائشة ومعاوية
والخوارج في حياة علي عليه السلام على ثلاث فرق : فرقة وهي جمهورهم يرون إمامة أبي
بكر وعمر وعثمان إلى أن غير السيرة وأحدث الأحداث.
وفرقة منهم أقل من أولئك عددا
يرون أن الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبو بكر ثم عمر ثم علي عليهم
السلام. . . .
وفرقة منهم يسيرة العدد جداً يرون أن علياً عليه السلام أولى
بالإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويرون إمامة أبي بكر وعمر كانت من
الناس على وجه الرأي والمشورة ويصوبونهم في رأيهم ولا يخطئونهم إلا أنهم يقولون
كانت إمامة علي عليه السلام أصوب.
) والنصان السابقان جديران بالتأمل ففيهما :
1- عدم إيمان شيعة علي رضي الله عنه الأوائل بوجود أي نص إلهي أو نبوي على إمامة
وخلافة علي رضي الله عنه وهذا من أكبر الأدلة على بطلان كلام الشعباني
وأمثاله.
2- كل شيعته يرون إمامة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ولا يطعنون فيهما
أبداً بل فضلهما معروف لدى الجميع.
3- حتى الفرقة اليسيرة العدد جداً على قول
الإمام المهدي والعلامة الحميري من شيعة علي رضي الله عنه الذين يقولون إن إمامة
علي أصوب يرون في نفس الوقت صحة خلافة وإمامة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
4-
كيف فهمت يا أستاذ عباس ما لم يفهمه الشيعة الأوائل ؟ فهل أنت أذكى منهم رغم قرب
عهدهم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ومصاحبتهم لعلي رضي الله عنه ؟! وأترك باقي
الأسئلة والتأملات للقارئ الكريم !! ولا زال هناك الكثير وموعدنا غداً.
ملاحظة
وتنبيه بعد أن أرسل الأستاذ عباس مناظرته الأولى طلبت منه - في صحيفة أخبار اليوم
عدد الثلاثاء الماضي - إرسال اثنتين أخريات لأعرض له ثلاث مناظرات السبت والأحد
والاثنين وأنا أرد عليه الثلاثاء والأربعاء والخميس وبما أنه وحتى هذه اللحظة لم
يرسل بقية المناظرات فسأعرض مناظرته الأولى وأرد عليها السبت والأحد والاثنين فقط
ويكون لقاءنا المستمر في صحيفة أخبار اليوم كل سبت وأحد واثنين أسبوعياً.
ولا
زلت منتظراً لباقي ما عنده لا سيما وقد عرضت ما أرسله لي كاملاً دون أي حذف كما سبق
والتزمت للأستاذ العزيز عباس الشعباني وغداً موعدنا إن شاء الله
تعالى.