عبدالكريم
المدي
المدي
لن أكدر بالنص صرخة "فولتير"
الشهيرة التي قالها مدوية في القرن الثامن عشر "اسحقوا العار" ولكن سأجري عليها
تعديلاً أو قل إضافة وأقول:" اسحقوا عار الخلافات والخيانات والفساد" نعم اسحقوا كل
تلك الأشياء والسلوكيات والعثرات وأشباهها من حياتنا. .
كفانا عيشاً على كف
عفريت، كفانا
عيشاً محاطاً بكل هذه المخاوف، كفانا عيشاً على هامس العصر
والعالم. .
كفانا هذا الكم من الجنون البطولي السامج والفساد الباذخ،
كفانا هذه الوضعية التي جعلت منا أرقاماً تموت في بلادنا بالمئات وبأسباب بعيدة عن
المنطق! لقد أصبح الأشقاء المتخمون بالثروة ورغد العيش ومتع الحياة من حولنا وكذلك
العالم يتأملوننا بمزيج من السخرية والاستهزاء وكأننا قطعان مستنسخة من العصور
الوسطى، أو كأننا آخر بؤرة فقر وتخلف وجهل وفساد في العالم. . ! إن الواقع الذي صرنا
إليه يدعونا بأعلى صوته إلى استعادة الحكمة ومراجعة النفس وتقليب الصفحات ونقد
الذات بوعي ومن ثم البحث عما يعدل ويقوم واقعنا. .
البحث عن نقاط توحدنا وتجمعنا
وليس نقاطاً تفرقنا وتثخن صدورنا بالكراهية والحقد تجاه بعضنا.
لم يعد العصر عصر
حفر الخنادق وإحراق المصالح العامة والخاصة ونشر الفوضى وقتل الناس من خلال
البطاقة، كما أنه ليس مجدياً نشر الفوضى وفق الجملة المأثورة أو الشائعة، "علي و
على أعدائي" فلم يعد مثل ذلك ذا نفع خاصة في مجتمع كمجتمعنا به من الندوب والمآسي
والمتاعب والمجاعات والأمراض وطوابير الشحاذين ما يكفيه. . ! هذا جانب وجانب
آخر. .
لماذا لا يحاول المعنيون بأمر حاضر ومستقبل هذا البلد، الذين يمتلكون كل
الوسائل والإمكانيات والأدوات لتقليص حجم وميزانية ونصيب الفساد والفاسدين من ثروة
ودخل البلد بما فيها القروض والهبات وصدقات رمضان وغيرها من الأشهر الحرم التي يجود
بها المسلمون ورأس السنة لدى المسيحيين وغيرهم؟ ولماذا لا يحاول القادرون على الفعل
وإحداث التغيير التأكيد للناس بأنه لم يعد هناك مجال للاستمرار في الغلط وتقبله؟
ولماذا لا يحاول المعنيون تغيير الصورة النمطية والمترسخة والشائعة في عقول الناس
وذلك حول العدالة الاجتماعية والمواطنة والثروة النفطية والغازية والضرائب والجمارك
الزكاوات وبمعنى التأكيد لهم بأنها تؤخذ من جميع والمكلفين بها وتعطى للمستحقين لها
وصرفها في مصارفها الصحيحة؟ ولماذا لا يحاول المعنيون التأكيد للمواطنين في المهرة
والمحويت وصعدة وإب ولحج وتعز وأبين والضالع ووصاب بأنهم سواسية جميعاً وأن القانون
والدستور فوق الجميع وأنهم أيضاً جميعاً سواسية في عين رئيس الوزراء ونوابه ووزراء
الداخلية والعدل والتخطيط وغيرهم، وأنه لا فرق بينهم في نظرهم إلا في درجة التزامهم
بالنظام والقانون والمساهمة في بناء الوطن وتكريس المواطنة المتساوية.
تخيلوا
معي كم من الأشياء الجميلة يمكن أن تتحقق في هذا البلد إذا ما تم اتخذت مثل تلك
الإجراءات. . ! وكم من الأشياء الجميلة يمكن أن تتحقق أيضاً إذا ما قام الشرفاء
والصالحون وهم بالطبع الغالبية في بعض المناطق التي تشهد فوضى وأعمالاً التخريبية
وذلك بكشف المخربين ونبذهم وردعهم وإدانتهم صراحة وتوضيح فسادهم وأضرارهم ودرجة
خطرهم ونتائج أفعالهم على مناطقهم وعلى البلد. . !!.
وتخيلوا معي كم من المكاسب
والأشياء الجميلة ستتحقق إذا قال الشرفاء لأولئك الذي يتباهون بالقتل على الهوية
والمذهبية ويقدمون أنفسهم كفاتحين أو محررين أو ك"جيفارات" جدد أنهم ليسوا هكذا،
لستم أبطالاً ولا دعاة خير وبالتالي ليس لكم من التاريخ إلا الصفحات السوداء ومن
الأجيال اللعنات. .
وكم هو جميل وأخلاقي وعدل أن يقول الجميع لأولئك الذي يحملون
الوطن وثوابته رجس أفعال وأخطاء الفاسدين أنه لا ذنب للوحدة ولا ذنب للمواطنين من
أبناء المحافظات الشمالية ولا ذنب لعابري الطريق ما بين المحافظات. .
مما يصنع
هؤلاء. .
وليس ذلك أيضاً ذنب اليمن كاسم وتاريخ وثوابت، ليس ذلك صحيحاً وليس
منطقياً أيضاً أن يذهب البعض إلى تحميل اليمن ذلك الوزر والدعوة إلى تغيير اسمه
وكأنه سلعة أو علامة تجارية وتسميته إما ب"جنوب البحيرات العظمى" أو "بلاد واق
الواق" أو ما شابه. .
المسالة ليست هكذا بمطلق الأحوال وإنما المسألة هي العمل في
إطار الوطن للجميع واليمن للجميع والوحدة للجميع وليس هناك من يملك أي شيئ من ذلك
ولا يحق لأحد مصادرة شيء من ذلك أو وضعه في بورصة المزايدات والبيع
والشراء. .
خلاصة القول: اليمن للجميع ووحدته ملك لأبنائه ولكل عربي وقومي ومسلم
غيور ولا يحق لأي كائن كان المزايدة في ذلك أو الارتداد عليه بناءً للمزاجية أو
نوعية المصلحة.
أما استئصال الفساد والتجاوزات وترسيخ العدالة وتفعيل القوانين
ومبدأ الثواب والعقاب واستشراف المستقبل فمن مصلحة الجميع أن يضعوها عناوين
ومنهاجاً وقيماً نضالية نشارك جميعاً في نهج الطريق السوي وتعديل مسار الوطن الذي
يحاول البعض اليوم إخراجه عن مساره وطريقه الصحيح.
الشهيرة التي قالها مدوية في القرن الثامن عشر "اسحقوا العار" ولكن سأجري عليها
تعديلاً أو قل إضافة وأقول:" اسحقوا عار الخلافات والخيانات والفساد" نعم اسحقوا كل
تلك الأشياء والسلوكيات والعثرات وأشباهها من حياتنا. .
كفانا عيشاً على كف
عفريت، كفانا
عيشاً محاطاً بكل هذه المخاوف، كفانا عيشاً على هامس العصر
والعالم. .
كفانا هذا الكم من الجنون البطولي السامج والفساد الباذخ،
كفانا هذه الوضعية التي جعلت منا أرقاماً تموت في بلادنا بالمئات وبأسباب بعيدة عن
المنطق! لقد أصبح الأشقاء المتخمون بالثروة ورغد العيش ومتع الحياة من حولنا وكذلك
العالم يتأملوننا بمزيج من السخرية والاستهزاء وكأننا قطعان مستنسخة من العصور
الوسطى، أو كأننا آخر بؤرة فقر وتخلف وجهل وفساد في العالم. . ! إن الواقع الذي صرنا
إليه يدعونا بأعلى صوته إلى استعادة الحكمة ومراجعة النفس وتقليب الصفحات ونقد
الذات بوعي ومن ثم البحث عما يعدل ويقوم واقعنا. .
البحث عن نقاط توحدنا وتجمعنا
وليس نقاطاً تفرقنا وتثخن صدورنا بالكراهية والحقد تجاه بعضنا.
لم يعد العصر عصر
حفر الخنادق وإحراق المصالح العامة والخاصة ونشر الفوضى وقتل الناس من خلال
البطاقة، كما أنه ليس مجدياً نشر الفوضى وفق الجملة المأثورة أو الشائعة، "علي و
على أعدائي" فلم يعد مثل ذلك ذا نفع خاصة في مجتمع كمجتمعنا به من الندوب والمآسي
والمتاعب والمجاعات والأمراض وطوابير الشحاذين ما يكفيه. . ! هذا جانب وجانب
آخر. .
لماذا لا يحاول المعنيون بأمر حاضر ومستقبل هذا البلد، الذين يمتلكون كل
الوسائل والإمكانيات والأدوات لتقليص حجم وميزانية ونصيب الفساد والفاسدين من ثروة
ودخل البلد بما فيها القروض والهبات وصدقات رمضان وغيرها من الأشهر الحرم التي يجود
بها المسلمون ورأس السنة لدى المسيحيين وغيرهم؟ ولماذا لا يحاول القادرون على الفعل
وإحداث التغيير التأكيد للناس بأنه لم يعد هناك مجال للاستمرار في الغلط وتقبله؟
ولماذا لا يحاول المعنيون تغيير الصورة النمطية والمترسخة والشائعة في عقول الناس
وذلك حول العدالة الاجتماعية والمواطنة والثروة النفطية والغازية والضرائب والجمارك
الزكاوات وبمعنى التأكيد لهم بأنها تؤخذ من جميع والمكلفين بها وتعطى للمستحقين لها
وصرفها في مصارفها الصحيحة؟ ولماذا لا يحاول المعنيون التأكيد للمواطنين في المهرة
والمحويت وصعدة وإب ولحج وتعز وأبين والضالع ووصاب بأنهم سواسية جميعاً وأن القانون
والدستور فوق الجميع وأنهم أيضاً جميعاً سواسية في عين رئيس الوزراء ونوابه ووزراء
الداخلية والعدل والتخطيط وغيرهم، وأنه لا فرق بينهم في نظرهم إلا في درجة التزامهم
بالنظام والقانون والمساهمة في بناء الوطن وتكريس المواطنة المتساوية.
تخيلوا
معي كم من الأشياء الجميلة يمكن أن تتحقق في هذا البلد إذا ما تم اتخذت مثل تلك
الإجراءات. . ! وكم من الأشياء الجميلة يمكن أن تتحقق أيضاً إذا ما قام الشرفاء
والصالحون وهم بالطبع الغالبية في بعض المناطق التي تشهد فوضى وأعمالاً التخريبية
وذلك بكشف المخربين ونبذهم وردعهم وإدانتهم صراحة وتوضيح فسادهم وأضرارهم ودرجة
خطرهم ونتائج أفعالهم على مناطقهم وعلى البلد. . !!.
وتخيلوا معي كم من المكاسب
والأشياء الجميلة ستتحقق إذا قال الشرفاء لأولئك الذي يتباهون بالقتل على الهوية
والمذهبية ويقدمون أنفسهم كفاتحين أو محررين أو ك"جيفارات" جدد أنهم ليسوا هكذا،
لستم أبطالاً ولا دعاة خير وبالتالي ليس لكم من التاريخ إلا الصفحات السوداء ومن
الأجيال اللعنات. .
وكم هو جميل وأخلاقي وعدل أن يقول الجميع لأولئك الذي يحملون
الوطن وثوابته رجس أفعال وأخطاء الفاسدين أنه لا ذنب للوحدة ولا ذنب للمواطنين من
أبناء المحافظات الشمالية ولا ذنب لعابري الطريق ما بين المحافظات. .
مما يصنع
هؤلاء. .
وليس ذلك أيضاً ذنب اليمن كاسم وتاريخ وثوابت، ليس ذلك صحيحاً وليس
منطقياً أيضاً أن يذهب البعض إلى تحميل اليمن ذلك الوزر والدعوة إلى تغيير اسمه
وكأنه سلعة أو علامة تجارية وتسميته إما ب"جنوب البحيرات العظمى" أو "بلاد واق
الواق" أو ما شابه. .
المسالة ليست هكذا بمطلق الأحوال وإنما المسألة هي العمل في
إطار الوطن للجميع واليمن للجميع والوحدة للجميع وليس هناك من يملك أي شيئ من ذلك
ولا يحق لأحد مصادرة شيء من ذلك أو وضعه في بورصة المزايدات والبيع
والشراء. .
خلاصة القول: اليمن للجميع ووحدته ملك لأبنائه ولكل عربي وقومي ومسلم
غيور ولا يحق لأي كائن كان المزايدة في ذلك أو الارتداد عليه بناءً للمزاجية أو
نوعية المصلحة.
أما استئصال الفساد والتجاوزات وترسيخ العدالة وتفعيل القوانين
ومبدأ الثواب والعقاب واستشراف المستقبل فمن مصلحة الجميع أن يضعوها عناوين
ومنهاجاً وقيماً نضالية نشارك جميعاً في نهج الطريق السوي وتعديل مسار الوطن الذي
يحاول البعض اليوم إخراجه عن مساره وطريقه الصحيح.