الجفري
بين الفنون الجميلة والفنون التطبيقية فالمشكلة قديمة قدم التاريخ إذا تحدثنا عما يقال عن الفرق بين الفنون
الجميلة والفنون التطبيقية فالمشكلة قديمة قدم التاريخ نفسه بمعنى أن الفصل بين
الفنون من ناحية أن هناك فن جميل وفن تطبيقي ترجع إلى أيام الفيلسوف اليوناني
"أفلاطون" حينما كان يرى أن العقل شيئ والجسم شيئ آخر فالقيم المعنوية هي مجال
العقل والقيم المادية مجال الجسم فالصورة أو اللوحة الفنية مثلاً للمتعة العقلية أو
المعنوية بينما المنضدة أو الكرسي للمتعة الحسية أو المادية أما وقد تغيرت
النظرة وأصبح الفصل بين العقل والجسم أمر يجانبه الصواب بفضل التطور والتجارب
العلمية الحديثة وأصبح العقل والجسم صورتان لشيئ واحد كالعملة النقدية التي لها
وجهان فالفصل بين المتعة المادية أمر لا وجود له وبالتالي الفصل بين ما هو فن جميل
وبين ما هو فن تطبيقي أمر ينبغي أن يزول، أن الإنسان في استقباله لأنواع القيم أو
المتع التي تأتيه من الحياة لا يفرق بين متعة معنوية وبين متعة مادية لأن إنسان ذو
كيان واحد ولأنه في الوقت نفسه عندما يستقبل المتعة التي تأتيه من الشجرة التي
أمامه مثلاً لا يفرق بينها وبين المتعة التي تأتيه من الكرسي الذي يجلس عليه بعد
يوم شاق طويل ففي كلتا الحالتين لن يأخذ الإنسان الشجرة أو الكرسي بداخله وإنما كل
ما يجنبه هو آثار نفسية من تلك الشجرة من ذاك الكرسي كإنسان دو كيان واحد، على هذا
الأساس علينا أن نرى الفنون على أنها وحدة واحدة لأنه في الحقيقية ذات طبيعة وأساس
واحد، وإذا ما بدأ التمييز بين الفنون ينبغي أن لا يكون على أساس فن جميل وفن
تطبيقي لأن الشعور بالجمال في حد ذاته قيمة وظيفية وتطبيقية