الربيعي
نتقاسم الشكوى نفسها نشكوها لا جديد في اليمن السعيد إلا البعد في الموعد نفسه نلتقى الهم
نفسه نتقاسم الشكوى نفسها نشكوها لا جديد في اليمن السعيد إلا البعد عن السعادة
التي تزداد كل يوم ابتعاداً عن حياتنا ذاهبة معها بالابتسامة والضحكة والفرحة
البهجة والسرور هذه الصفات التي تفتقدها على وجوه الناس لأنها استبدلت بالضجر والهم
والبؤس والقلق وهذا ما نشاهده على وجوه الجميع ومن ضمنهم صديق الحال الذي ألقاه
وعلى وجهه (تكشيرة) غير مصطنعة مقطب الجبين عابس الوجه ترى على جبهته أشكال مدرجات
جبال اليمن وهو يرفع حاجبيه...
وبعد السلام يسألني هل تابعت الأخبار؟
قلت: نعم ولا جديد إلا الذي نسمعه كل يوم سلام الحكومة وتعدي الحوثيين، قتل الجنود،
تقطع لم أسمع أو أشاهد جديد قال: لا هناك أمر مهم فإنك.
أما سمعت إن أثرياء
البلد وأغنياءها ومن ضمنهم التجار وشيوخ القبائل وشركاتهم في الشركات والمؤسسات صحت
ضمائرهم فجأة فقرروا أن يتبرعوا بنصف أموالهم ومدخراتهم التي جمعوها بكل الطرق
والسوائل من كد وعرق أبناء الوطن إلى المؤسسات والجمعيات الخيرية حتى يساهموا في
محاربة الفقر الذي تسببوا في نشره في أرجاء الوطن ومساعدة المحتاجين وتحسين مستوى
المعيشة لدى المواطنين ودعم السلع الضرورية حتى تكون في متناول الجميع كيف فاتك هذا
الخبر؟ ويستطرد ربما هي إحدى نفحات الشهر الكريم الذي يحب فيه هؤلاء فعل الخيرات
وكثرة الإنفاق وهم يذكرونك بالصحابة وما كانوا عليه من الإنفاق وبذل المال كله
أثناء الأزمات كما حدث مع عثمان رضي الله عنه في عام الرماده قدم ألف بعير بحمولتها
للمسلمين وغيره من الأغنياء الذين كانوا يبذلون الكثير من أموالهم بسخاء قل
نظيره.
إنها صحوة الضمير لدى أثرياء اليمن حتى وإن جاءت متأخرة المهم أنها جاءت
كيف لم تسمع هذا الخبر وأنت تتابع الأخبار أولاً بأول؟ فاجأني الخبر وأفرحني وجعلني
أتذكر أين وجد صاحبي الخبر أو سمعه وتذكرت أني سمعت الخبر في وسائل الإعلام وتمنيت
أن معلوماتي خاطئة فقلت: يا صاحبي سمعت مثل هذا الخبر في وسائل الإعلام ولكن في
أمريكا وهو استعداد الأثرياء ورجال الأعمال هناك بالتبرع بنصف أموالهم لمواجهة
الأزمة المالية ومكافحة الفقر والبطالة إياك واللعب بأعصابي.
فقهقه صديقي ضاحكاً
مردداً (( شر البلية ما يضحك)) للأسف ما سمعته هو الصحيح في أمريكا وفي بلاد
الرأسمالية والمادية هذا الذي يحدث.
أما في بلادنا فالأثرياء والتجار يستثمرون
الأزمات ويستغلون المناسبات للحصول على المزيد والمزيد من الأموال ولو على حساب
صرخات الفقراء والمساكين والمحتاجين ولو على حساب حياة الأطفال الذين يحلمون ببعض
الحليب الذي يعجز الكثيرون عن توفيره لأبنائهم.
في أمريكا التجار
يتبرعون.
وفي بلادنا التجار يشحذون سكاكين جشعهم ويحدون أظافرهم حتى يجيدوا
الافتراس ويتقنوه فلتة الدولار أخيراً جعلتهم يرفعون أسعار السلع أضعافاً مضاعفة
وعلى أبواب الشهر الكريم يزيدون من مضاعفة الهموم على المواطنين غير مهتمين
بالمناسبة ولا مكترثين بالمسؤولية أمام الله لأن مسؤولية الحكومة مفقودة
ومعدومة.
....
تمنتيت أن الضمير الذي يمتلكه أثرياء أمريكا يغزو أثرياءنا كما
تغزونا الأفلام والثقافة الأمريكية.
هذا هو حال تجارنا وأثريائنا الذين لا يهمهم
إلا الحصول على الأموال بكل الطرق ولو أدى ذلك إلى أن يموت كل من في
البلاد.
الغلاء والأزمات عندهم نعمة يستثمرونها أفضل استثمار حتى يزدادون غنىً
وثراءً وبطراً فهي في أعينهم فرص على رأي من قال: مصائب قوم عند قوم فوائد.