الحزمي
وفعال في حياة مجتمعنا وبالذات في شريحة الذين منّ الله عليهم بالخير واليمن
والبركات ، فتصبح المطاعم هي الملاذ الوحيد لتجسيد معنى الوليمة بكامل تفصيلها دون
الحاجة لانشغال عمال البيت من خدم وطباخين وحتى الأهل ، هذا بالنسبة للمسؤولين ،
أما بالنسبة للمواطنين العاديين فإن المطاعم تقوم مقام الكرم الطائي في تقديم كل
الوجبات التي تشرف الشخص المضيف وتجعل الضيف يحس بالراحة والاطمئنان وكأنه أكل في
بيت المضيف وليس في مطعم ، ومابين مطاعم شارع حده والقيادة وشارع العشرين
بهائل حكاية عجيبة ، إذ أن المطاعم التي ذكرتها أولا تكون ذات صيت ولها سمعتها
الداخلية والخارجية إما من خلال الطلاب الذين يأتون للدراسة أو من خلال الزائرين
والذين يرجعون بفكرة انشاء مطعم شبيه لأحد هذه المطاعم داخل العاصمة صنعاء وبالذات
في شارع حدة .
المطاعم استثمار ناجح ولعل آخرها سلسلة المطاعم المعروفة بدول
الجوار والتي قامت بفتح فرع لها في صنعاء ويكفي ان المطعم في شارع حده حيث لا يتجرأ
موظف من موظفي الصحة ولا البلدية ولا الرقابة ولا أي شيء من الدخول أو السؤال حتى
لو بتكليف رسمي إلا في حالة واحدة وهو أن يكون مرافقا للمدير العام والمدير هو ضيف
على المطعم ، وبالمقابل فإن شارع العشرين وبعض المناطق الأخرى والتي تتميز بكثافتها
السكانية وبوجود الأسواق الكبيرة وأسواق القات التي تزيد من الزحمة والحركة فيها
بشكل متواصل قد تكون هذه المطاعم هي الأجمل من حيث ان الدجاجة عندهم سعرها بنصف سعر
ما هي عليه في شارع حدة وبدون وجود بند في الفاتورة اسمه خدمة أو طاولة ، ولعل
مقارنة بسيطة ستجد أن المطاعم التي تعتبر سياحية لا تسمح للزبون بالمشاهدة حتى ما
يحدث وراء الجدران أو خلف الحوائط البلاستيكية والديكورات بينما في مطعم الحبيشي
تستطيع ان تشاهد جميع أصناف الطعام أمام عينيك وتبدي أي ملاحظة تريدها او أي شكوى
تقولها مباشرة للمدير المتواجد خلال الوجبات الأساسية مع الزبائن ليتدارك أي قصور
في الخدمات وبدون بند خدمات وتواصل مباشر مع المدير ، أما في الأماكن السياحية فيا
فصيح لمن تصيح ، في مطعم مشهور تم طلب بيتزا وحين وجد الزبون فيها شعره وعاد للمطعم
قال له الأول وماذا يضمن لي انك لم تضعها أنت كي تشوه سمعتنا وحين انفجر الزبون
بالغضب حاول المسلون تدارك الموضوع فجاء احدهم بلباقة يحدثه ان هذه ليست بشعره
وإنما خيط من الفرشة المستخدمة لطلاء واجهة البيتزا بالبيض وغيره ، والآخر جاء قبيل
وقت المغرب للغداء ولم يجد إلا طعاماً بارداً ومعاملة باردة وكأن العمال ينهرونه
بسبب تأخره ويا للعجب ، وبالطبع الفاتورة تحمل في جنباتها الكثير من البنود
المتعلقة بخدمة الضيافة والطاولة وخدمة المباشرة ، حدث قبل فترة في مطعم للأشقاء من
بلاد الشام أن رجلاً كان برفقة أسرته في المطعم وحين خروجه نظر في الفاتورة فوجد
فيها 1500ريال خدمة طاولة فاستنكر الأمر وقال للمسؤل ان كان على الزيادة والفرق في
الأسعار فهذا لأننا في شارع حدة ولكن خدمة طاولة هذه غير مقبولة فما كان من الأبطال
إلا أن خرجوا من كل مطبخ وخلف ستاره مفتولي العضلات فلم يستطع المواطن المسكين أن
يفعل شيئاً فقام بدفع الحساب وهو كالسائح داخل وطنه ، ويتوجب عليه دفع بقشيش وخدمة
طاولة وما إلى ذلك من كل ما يتعلق بخدمات السياحة المتطورة وهذا ليس بغريب فموسم
السياحة في إب او في المكلا أو في عدن أو أي منطقة ساحلية في الأعياد يصبح موسما
للزيادة في كل شيء ولا فرق بين مواطن وسائح فالمساواة أوجبها الله علينا كما يقول
أصحاب المحلات التجارية والفنادق والجناح الذي تأخذه في فندق متواضع في محافظة إب
في الأيام العادية بألفين ريال يصبح بثمانية آلاف ريال وطبعا لأنه موسم وليس لك
الحق في النقاش وأهلا بكل السائحين اليمنيين في اليمن .
مرسى القلم: والله إني
عشقتك واحتملت الكروب وارتضيت المواجع وارتضيتك مناي.