علي الحامد
تنسمت من نسيم الوادي ضمنا. . ضمنا إليك فإنا لم نزل من بنيك و الأحفاد هكذا أنت يا
رمضان ، شهر للخير والبر والمغفرة والبركات ، وشهر للقيم والألفة والترابط والرحمات
، وشهر للعزة والإباء والشموخ والانتصارات.
هكذا أنت وهكذا كان مجيئك. . كنت تحل
على أمة الإسلام من قبل وهي في عزة وإباء لا تعرف الذل والخضوع إلا لخالقها سبحانه
وتعالى ، فهي لم تقف عند أبواب أعدائها ، بل كنت تحل علينا يا رمضان وهي قائدة
العالم وسيدة الأمم يقف أعداؤها على عتبات أبوابها مملوءة قلوبهم هيبة
وتعظيماً ، يطلبون ودها ويرجون عطفها. . قد حللت يا رمضان على هذه الأمة من قبل وهي
في يوم كيوم بدر (2ه) ، وفي يوم كيوم فتح مكة (8 ه) ، بل في حلولك يفتحون الأندلس
(92ه) ويوقفون زحف التتار في عين جالوت ( 658 ه)، وأيام العز التي كنت تحل علينا
فيها يا رمضان كثيرة ، وقائمتها طويلة.
أما اليوم يا رمضان فتأتي وجرح فلسطين
ينزف دماً ، والمسجد الأقصى يئن ويصرخ ويشتد نحيبه ، وحصار غزة الحقير الذي يكشف
حالنا وضعفنا وتفككنا مازال مستمراً حتى نكسنا رؤوسنا خجلاً منك يا شهر العزة
.