الدائم السلاميٌ
الافتراضية يتبادلُها النّاسُ في شيءٍ من النِّفاقِ الاجتماعيِّ.
ولم يَبقَ من
أيّامِ الأكل النهاريِّ إلاّ تَلَمُّضُ الأفواه لِبََواقي الفناجيلِ أملاً في
استِدامةِ طعمِها للتقليلِ من مَرَاراتِ الحارِّ من الأيّامِ.
وجاءتْ مع رمضان
سهراتُه التي تمثّل تُخمةً من المُسلسلاتِ الدراميّة أو الساخرةِ يتجشأُ
ارتجاعاتِها الناسُ في جلساتِهم بالمقاهي وفي مكاتبِ العملِ.
وهي تُخمةٌ تعوّدَتْها أمعاءُ الأدمغةِِ
العربيّةِ، بل صارت تنتظرُها أكثرَ من انتظارِها طهارةَ شهرِ الصّومِ ذاتِه، لا بل
إنّ رمضانًا دون مسلسلاتٍ قد يؤدّي إلى انتفاضاتٍ شعبيّةٍ في بعضِ أقطارِنا
العربيةِ التي ما تزالُ شعوبُها تُصدِّقُ التمثيلَ وتبكي تعاطُفًا مع بعضِ
الشخصياتِ وتَشْمُتُ في أخرى وِفْقَ ما تُلبّيه الأدوار التي تقومُ بها تلك
الشخصياتُ الوهميّةُ من انتظاراتِ هؤلاءِ المُشاهدين الحالِمينَ بِصِدْقيّةِ ما
تبثُّه الفضائياتُ.