;

المناظرة العلمية الثانية .. ويبقى السؤال الهام : كيف فهمتم ما لم يفهمه الإمام علي «كرم الله وجهه» ؟! 1487

2010-08-14 03:31:10

بقلم /
أبو زيد بن عبد القوي


أرسل الأستاذ الفاضل عباس الشعباني
رسالة عبر البريد الإلكتروني يطلب مناظرتي فيها فوافقت على ذلك ونشرت رسالته كما هي
في عدد سابق من أخبار اليوم ورحبت بمناظرته والتزمت بعرض كل ما يرسله دون أي تدخل
ثم أرد عليه وقد نشرت المناظرة الأولى التي أرسلها الأستاذ الكريم عباس في الأسبوع
الماضي مع الرد عليها واليوم أنشر مناظرته العلمية الثانية مع تعقيبي عليها :

نص المناظرة الثانية أرسل الأستاذ
عباس رده عليَّ مع مناظرته الثانية وهذا نصها : ( أقول لك قال الله ورسوله وتقول لي
قال نشوان الحميري لمن العجب العجاب ردكم على ذكرناه في إمامة علي عليه السلام من
أحاديث صريحة واضحة ، أنا أقول لكم قال النبي ( فمن كنت مولاه فإن علياً مولاه ،
اللهم عاد من عاداه ووال من والاه ) وقال النبي صلى الله عليه واله وسلم ( إن هذا
أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوه ) وقوله صلى الله عليه واله وسلم (
إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل
ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا
كيف تخلفوني فيهما ( سنن الترمذي ) (3) وتقول إنكم قد بحث المسألة عند نشوان
الحميري والنوبختي وغيره ، هذا كلام النبي صلى الله عليه واله وسلم وهو قول فصل ،
فأين تذهبون ، وهذه حقائق وبراهين تستحق منك وقفة لتأملها وإدراك أبعادها أما نحن
نقول سمعنا واطعنا يا رسول الله وقول النبي (ص) لنا ولكم قول نشوان الحميري ،
أناشدكم بالله تأملوا قليلا في الحديث السابق يقول النبي صلى الله عليه واله وسلم (
إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل
ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا
كيف تخلفوني فيهما ) إن الإمعان في الحديث يعرب عن عصمة العترة الطاهرة، حيث قورنت
بالقرآن الكريم وإنهما لا يفترقان، ومن المعلوم أن القرآن الكريم كتاب لا يأتيه
الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فكيف يمكن أن يكون قرناء القرآن وأعدله خاطئين
فيما يحكمون أو يقولون ويحدثون أضف إلى ذلك أن الحديث، يعد المتمسك بالعترة غير
ضال، فلو كانوا غير معصومين من الخلاف والخطأ فكيف لا يضل المتمسك بهم تأمل يا شيخ
يقول النبي إذا أردتم أن لا تضلوا وتهلكوا فعليكم بالتمسك بكتاب الله وأهل البيت
العتره الهادية ولم يقل تمسكوا بنشوان الحميري فانه منجيكم أو فلان وعلان والمعرف
للباحث المنصف أن كل الفتن نعود إلى عدم تمسك ألامه بهذا الحديث العظيم ، هذا تعليق
على ما سبق في الحلقة الأولى ونواصل الحديث في خلفاء النبي منهم وهل حددهم النبي
صلى الله عليه واله وسلم ؟ الأحاديث الواردة من كتب أهل السنة فيما يدل على أن
الأئمة اثنا عشر 1- صحيح البخاري: في الجزء الرابع في كتاب الأحكام في باب جعله قبل
باب إخراج الخصوم، وأهل الريب من البيوت بعد المعرفة ، حدَّثني محمد بن المثنى
حدثنا غندر حدثنا شعبة عن عبد الملك سمعت جابر بن سمرة قال: سمعت النبي (صلى الله
عليه وآله) يقول: " يكون اثنا عشر أميراً فقال كلمة لم أسمعها فقال أبى : انه
يقول:" كلهم من قريش ".
2- صحيح الترمذي: ( صفحة 45 الجزء الثاني ) في باب ما
جاء في الخلفاء حدثنا أبو كريب نا عمر بن عبيد عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال
: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) "يكون من بعدي اثنا عشر أميراً ثم تكلم بشيء
لم أفهمه فسألت الذي يليني فقال : قال : كلهم من قريش (قال الترمذي).
3- صحيح
مسلم: في كتاب الإمارة ( صفحة 191 الجزء 2) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن حسين
عن جابر بن سمرة قال: قال: سمعت النبي يقول:- ح وحدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي،
واللفظ له حدثنا خالد يعني ابن عبد الله الطحان عن حصين عن جابر بن سمرة قال: دخلت
مع النبي فسمعته يقول: "ان هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضى فيهم اثنا عشر خليفة ثم
تكلم بكلام خفي عليَّ فقلت لأبي: ما قال ؟ قال: كلهم من قريش.
4- صحيح مسلم: (
كتاب الإمارة في الباب المذكور ) ابن أبى عمر حدثنا عن سفيان بن عبد الملك بن عمير
عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) يقول: "لا يزال أمر الناس
ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا" ثم تكلم النبي (صلى الله عليه وآله) بكلمة خفيت علي
فسئلت أبى ماذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ فقال: كلهم من قريش ورواه
أيضا عن قتيبة بن سعيد عن أبي عوانه عن سماك عن جابر بن سمرة عن النبي (صلى الله
عليه وآله) ولم يذكر( لا يزال أمر الناس ماضيا).
5- صحيح مسلم: ( في الباب
المذكور ) حدثنا هداب بن خالد الأزدي حدثنا حماد بن مسلمة عن سماك بن حرب قال: سمعت
جابر بن سمرة يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: "لا يزال الإسلام
عزيزاً إلى اثني عشر خليفة" ثم قال كلمة لم افهمها فقلت لأبي ما قال ( ماذا قال، نخ
) فقال: كلهم من قريش ) 6- صحيح أبى داود : ( جزء 2 كتاب المهدي صفحة 207 ) حدثنا
موسى ثنا وهيب ثنا داود عن عامر عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله (صلى الله
عليه وآله) يقول: " لا يزال هذا الدين عزيزاً إلى اثنا عشر خليفة فكبّر الناس وضجوا
ثم قال كلمة خفيت قلت لأبي: يا ابة ما قال ؟ قال: كلهم من قريش، 7- مسند أحمد : جزء
( 5 ص 106 ) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا مؤمل بن اسمعيل ثنا حماد بن سلمة ثنا
داود بن هند عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبي (صلى الله عليه وآله )
يقول: "يكون لهذه الأمة اثنا عشر خليفة".
8- المستدرك على الصحيحين: (في كتاب
معرفة الصحابة (صفحة 618 الجزء 3) حدثنا علي بن عيسى أنبأ احمد بن نجدة القرشي ثنا
سعيد بن منصور ثنا يونس بن أبى يعقوب عن عون بن جحيفة عن أبيه قال: كنت مع عمي عند
النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: "لا يزال أمر أمتي صالحاً حتى يمضى اثنا عشر
خليفة ثم قال كلمة، وخفض بها صوته فقلت لعمي وكان أمامي ما قال يا عم ؟ قال: قال:
يا بني : كلهم من قريش، وروي في ( ص 617 ) بسنده عن جرير عن المغيرة عن الشعبي عن
جابر قال: كنت عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسمعته يقول: "لا يزال أمر هذه
الأمة ظاهراً حتى يقوم اثنا عشر خليفة" وقال كلمة خفيت علي وكان أبى أدنى إليه
مجلساً مني فقلت ما قال ؟ فقال: "كلهم من قريش".
9- تيسير الوصول إلى جامع
الأصول: (جزء 2 كتاب الخلافة و الإمارة باب 1 فصل 1 ص 34 ) وعن جابر بن سمرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : "لا يزال هذا الدين عزيزاً
منيعاً إلى اثني عشر كلهم من قريش قيل ثم يكون ماذا ؟ قال: ثم يكون الهرج، أخرجه
الخمسة إلا النسائي إلى قوله من قريش، واخرج باقية أبو داود.
10- منتخب كنز
العمال: (صفحة 312 جزء 5 ): "يكون لهذه الأمة اثنا عشر قيماً لا يضرهم من خذلهم
كلهم من قريش" أخرجه عن الطبراني في الكبير عن جابر بن سمرة.
11- مسند احمد: (
جزء 1 صفحة 398 ) حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا حسن بن موسى ثنا حماد بن زيد عن
المجالد عن الشعبي عن مسروق قال كنا جلوساً عند عبد الله بن مسعود وهو يقرئنا
القرآن فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
كم يملك هذه الأمة من خليفة ؟ فقال عبد الله بن مسعود: ما سألني عنها أحد منذ قدمت
من العراق قبلك ثم قال: نعم، و لقد سألنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: "
اثني عشر كعدة نقباء بني إسرائيل، و في منتخب كنز العمال ( صفحة 312 جزء 5 ) "يملك
هذه الأمة اثنا عشر خليفة كعدة نقباء بني إسرائيل، وقد اختلفت كلمة علماء السنة في
تعيين هؤلاء الأئمة، ولا تجد بينها كلمة تشفي العليل، وتروي الغليل، ونحن نسأل
الشيخ أبو زيد ليرد علينا بحجه واضحة لكي نواصل معه الحوار أما إذا لم يعرف منهم
خلفاء النبي الأكرم (ص) ألاثني عشر فان الباب يغلق وعلى الجميع البحث عن جواب لهذا
لسؤال الصادر من حديث رسول الله صلى الله عليه واله من هم هؤلاء الخلفاء الاثنا عشر
الذي أوصنا النبي بأنهم خلفاء؟ إن الأحاديث الدالة على كون الخلفاء بعده اثني عشر،
قد اشتهرت من طرق كثيرة، ولا يمكن أن يحمل هذا الحديث على الخلفاء بعده من الصحابة
، لقلتهم عن اثني عشر، ولا يمكن أن يحمل على الملوك الأمويين لزيادتهم على الاثني
عشر ولظلمهم الفاحش إلا عمر بن عبد العزيز. . .
ولا يمكن أن يحمل على الملوك
العباسيين لزيادتهم على العدد المذكور. . . . . .
الإنسان الحر الفارغ عن كل رأي
مسبق، لو أمعن النظر في هذه الأحاديث وأمعن في تاريخ الأئمة الاثني عشر من ولد
الرسول يقف على أن هذه الأحاديث لا تروم غيرهم فإن بعضها يدل على أن الإسلام لا
ينقرض ولا ينقضي حتى يمضي في المسلمين اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش
وبعضها يدل على أن عزة الإسلام إنما تكون إلى اثني عشر خليفة وبعضها يدل على أن
الدين قائم إلى قيام الساعة وإلى ظهور اثني عشر خليفة. ) أ. ه.
الجواب على
المناظرة يا أستاذ عباس لقد أجبتك بإجمال وسألتكم أهم سؤال وهو : كيف فهمتم أن
الأحاديث التي سقتها لنا - بغض النظر عن صحتها وضعفها - هي دليل على خلافة وإمامة
علي رضي الله عنه بينما علي نفسه لم يفهم ما فهمتم ؟! يا سبحان الله !! فإما إنكم
أفهم وأعلم منه بمراد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو أن أنتم على ضلالة ؟! هذا
أولاً.
ثانياً : سقت لك أصل حكاية النص الإلهي ومن الذي اخترعه من كتب الاثنى
عشرية أنفسهم لا من كتب غيرهم !! ثالثاً : سقت لك أكثر من تسعة نصوص من نهج البلاغة
يتحدث فيها علي رضي الله عنه عن البيعة والشورى لا عن الوصية الإلهية ومن أهمها
قوله في 3/7 : ( بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم
عليه فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار
فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضى فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو
بدعة ردوه إلى ما خرج منه فإن أبى قاتلوه على إتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله
ما تولى ) وهذا النص ينفي كل كلامك عن النصوص النبوية التي تدل على تنصيبه خليفة
للمسلمين فتأمله !! وبما أن ردي عليك كان بإجمال بديع ليس فيه ترقيع وبما أنك لم
تجب على كل أسئلتي التي طرحتها بل أصررت على طرح نفس الأحاديث التي زعمت أنها دليل
على الخلافة والإمامة فقد آن الأوان للرد عليها بالتفصيل : عجب العجاب !! يعلق
الأستاذ عباس على ما جاء في الحلقة الأولى بقوله : ( لمن العجب العجاب ردكم على
ذكرناه في إمامة علي عليه السلام من أحاديث صريحة واضحة ، أنا أقول لكم قال النبي (
فمن كنت مولاه فإن علياً مولاه ، اللهم عاد من عاداه ووال من والاه ). . .
الخ ما
جاء في تعليقه ) وهو هنا يعيد هذا الحديث باختصار وعليه فإننا نعيد ما قاله في
المناظرة الأولى ثم نجيبه على هذا الدليل يقول الأستاذ عباس في المناظرة الأولى : (
واليكم حديث الولاية من كتب السنة قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة
الوداع حينما قام في الناس خطيبا في غدير خم من خطبة طويلة : (. . .
ثم قال :
( يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن
كنت مولاه، فهذا مولاه يعني علياً اللهم وال من والاه وعاد من عاداه …) وقد روى
هذا الحديث جمهرة كبيرة من الصحابة وأورده جمع كبير من الحفاظ في كتبهم وأرسلوه
إرسال المسلمات.
وإليك بعض المصادر : 1.
(الصواعق المحرقة) لابن حجر الهيثمي
المكي الشافعي، ص25 ، ط الميمنية بمصر.
2.
(كنز العمال) للمتقي الهندي ،
ج1/ص168/ح959، ط 2.
3.
( تاريخ دمشق) لابن عساكر الشافعي ، ج2/ص45/ح545 ،
ترجمة الإمام علي.
4.
(صحيح مسلم) ج2/ص362 ، ط عيسى الحلبي بمصر (قريب منه)
.
ودلالة الحديث على خلافة وولاية علي (عليه السلام) واضحة.
فإن رسول الله (
صلى الله عليه وآله وسلم ) ذكر ولاية علي بعد ولاية الله وولايته، ثم جاء بقرينة
واضحة على أن مراده من الولاية ليس هو الصديق والمحب وما شاكل وذلك بقوله: ( وأنا
أولى بهم من أنفسهم ) فهي قرينة تفيد أن معنى ولاية الرسول وولاية الله تعالى هو
الولاية على النفس فما ثبت للرسول يثبت لعلي (عليه السلام) وذلك لقوله : ( من كنت
مولاه فهذا مولاه ). فإن أي إنسان عاقل إذا نعيت إليه نفسه وقرب أجله تراه يوصي
بأهم الأمور عنده وأعزها عليه.
وهذا ما صنعه رسول الله (صلى الله عليه وآله)
حينما حج حجة الوداع ، حيث جمع المسلمين وكانوا أكثر من مئة ألف في يوم الظهيرة في
غدير خم و يخطبهم تلك الخطبة الطويلة بعد أن أمر بإرجاع من سبق وانتظار من تأخر عن
السير و بعد أمره لتبليغ الشاهد الغائب.
كل هذا فعله الرسول (صلى الله عليه وآله
وسلم) ليقول للناس أن علياً محب لكم صديق لكم ، فهل يليق بحكيم ذلك ؟ وهل كان خافيا
على أحد من المسلمين حب علي للإسلام والمسلمين ؟ وهو الذي عرفه الإسلام باخلاصه
وشجاعته وعلمه وإيمانه. أم أن ذلك يشكل قرينة قطعية على أنه (صلى الله عليه وآله
وسلم) جمعهم لينصب بعده خليفة بأمر الله تعالى: (( يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل
إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس ))
(المائدة:67).
نسأله تعالى أن يعرفنا لحق حقا ويوفقنا لأتباعه ) وقبل الرد
المفصل أشير باختصار إلى بعض الأخطاء التي وردت في قوله السابق : 1- قوله في حجة
الوداع غير صحيح بل بعد حجة الوداع !! فحجة الوداع كانت في مكة والغدير يبعد عن مكة
حوالي 260كم.
2- بحثت في صحيح مسلم فلم أجد هذا الحديث ولا قريباً منه.
3-
قوله : ( فما ثبت للرسول يثبت لعلي عليه السلام ) كبيرة من الكبائر أرجوا أن يتراجع
عنها.
4- قوله أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم جمع مائة ألف في الغدير خطأ
جسيم فالمائة الألف اجتمعوا في حجة الوداع أما الذين اجتمعوا في الغدير فما كانوا
إلا أصحاب المدينة النبوية ومن كان طريقه من المدينة فقط لأن الحجيج قد تفرقوا وكل
ذهب في حال سبيله بعد إكمالهم لشعائر الحج.
والآن إليكم الرد المفصل على ما قال
: قصة الغدير باختصار أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه إلى اليمن
قبل حجة الوداع على رأس جيش وقد عاد علي رضي الله عنه من اليمن ليلحق الرسول صلى
الله عليه وسلم في مكة وترك نائباً له على الجيش فقام هذا النائب بكسوة الجيش بحلل
وعندما قدم الجيش إلى مكة لقيهم علي رضي الله عنه وشاهد الحلل الجديدة فوقهم فغضب
وطلب منهم خلعها قبل أن يلقاهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فأثار ذلك حنقهم
وغضبهم وبدأ القيل والقال في علي رضي الله عنه وعندما كثر القيل والقال قال عليه
الصلاة والسلام كلاما في غدير يسمى "خم" - يبعد عن مكة حوالي 260 كم - ومن هذا
الكلام قوله "من كنت مولاه فعلي مولاه" معرفاً لهم بفضل علي رضي الله عنه فسكت
المنتقدون وانتهت القضية ولم يفهم علي رضي الله عنه أو الصحابة بأن هذا دليل على
الخلافة والإمامة.
ابن كثير يحكي قصة الغدير الإمام الحافظ ابن كثير أورد روايات
عديدة في كتابه "البداية والنهاية" عن قصة غدير "خم" ومنها ما جاء في 5/102 : ( قال
يونس عن محمد بن إسحاق حدثني يحي بن عبد الله بن أبي عمر عن يزيد بن طلحة بن يزيد
بن ركانة قال إنما وجَدَ جيش علي بن أبي طالب الذين كانوا معه باليمن لأنهم حين
أقبلوا خلف عليهم رجلا وتعجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال فعمد الرجل
فكسى كل رجل حلة قلما دنوا خرج عليهم علي يستلقيهم فإذا عليهم الحلل قال علي : ما
هذا ؟ قالوا كسانا فلان.
قال : فما دعاك إلى هذا قبل أن تردم على رسول الله
فيصنع ما شاء فنزع الحلل منهم فلما قدموا على رسول الله اشتكوه لذلك وكانوا قد
صالحوا رسول الله وإنما بعث علياً إلى جزية موضوعة.
قلت : هذا السياق أقرب من
سياق البيهقي وذلك أن علياً سبقهم من اجل الحج وساق معه هدياً وأهل بإهلال النبي
صلى الله عليه وسلم فأمره أن يمكث حراماً وفي رواية البراء بن عازب أنه قال له :
إني سقت الهدي وقرنت : والمقصود أن عليا لما كثر فيه القيل والقال من ذلك الجيش
بسبب منعه إياهم استعمال إبل الصدقة واسترجاعه منهم الحلل التي أطلقها لهم نائبه
.
وعلي معذورا فيما فعل لكن اشتهر الكلام فيه في الحجيج فلذلك والله أعلم لما
رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجته وتفرغ من مناسكه ورجع إلى المدينة فمر
بغدير خم قام في الناس خطيباً فبرأ ساحة علي ورفع من قدره ونبه على فضله ليزيل ما
وقر في نفوس كثير من الناس ) ما معنى كلمة ( مولى ) في اللغة العربية ؟! يستدل
الأستاذ عباس الشعباني على إمامة علي رضي الله عنه بقوله صلى الله عليه وآله وسلم
في الغدير "من كنت مولاه فعلي مولاه" فماذا تعني كلمة مولى عند العرب ؟ أقول : لهذه
الكلمة عند العرب عدة معان هي : - 1- الرب 2- المالك 3- العَصَبة 4- الحليف 5-
الناصر 6- المُعتَقُ 7- المُعتِق 7- الجار 8- الشريك 9- السيد 10- المحب 11-
المُنِعم 12- التابع 13- الصهير 14- المُنعَم عليه 15- ابن العم 16- العبد 17-
العقيد 18- الصاحب 19- ابن الأخت 20- العم 21- الأخ 22- الابن 23- العصبات كلهم 24-
كل من ولي أمرا أو قام به 25- النزيل.
والموالاة ضد المعاداة ( لسان العرب مادة
: ولى والمعجم الوسيط ص1058 ومختار الصحاح مادة ولي ) لذلك فهي من ألألفاظ المشتركة
ذات المعاني المتعددة واللغة وحدها لا تحقق مرادك ولا مطلبك فبطل بذلك كل كلامك
واستدلالك !! وموعدنا غداً إن شاء الله
تعالى.
writerw1@hotmail. com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد