السامعي
شوق ولهف..وتمضي على عجل..ها قد مضى خمسة أيام منك يا رمضان، فيا شهر الصيام
ترفق..ويا شهر القيام تمهل..نفوس العابدين..وقلوب الراكعين الساجدين..تحن
وتئن..سبحان الله..منذ أيام، كنا ندعو" : اللهم بلغنا رمضان." ومنذ أيام قليلة، هنأ بعضنا بعضاً ببلوغ رمضان فقد
هل الهلال، مع النداء الشهير: " يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر"..واليوم،
فاجأتنا هذه الحقيقة: بانقضى خمسة أيام من رمضان!! سبحان الله..أبهذه السرعة؟
رمضان..هذا الضيف؛ خفيف الظل، عظيم الأجر..وهنا لا بد أن نقف مع أنفسنا وقفات أيها
الأحباب كيف نحن والقرآن؟ كيف نحن وصيام الجوارح والسمع والبصر؟ كيف نحن
والقيام.
كيف نحن وتفطير الصائمين؟ كيف نحن والصدقة والصلة والبر؟ كيف حالنا مع
الخشوع والخضوع والدموع؟ هل اجتهدنا في طلب العتق، أم رضي البعض أن يكونوا مع
الخوالف..؟ أخي أختي هذه أيام وليالي رمضان تنقضي يوماً بعد يوم وسرعان ما سيقال:
وداعاً رمضان فهلا كانت همتنا عالية، ولسان كل منا يقول: لن يسبقني إلى الرحمن أحد
هلا جاهدنا أنفسنا وأتعبناها بالطاعة، حتى ترتاح في مستقر رحمة الله في جنة الخلد
فالعبد لن يجد طعم الراحة إلا عند أول قدم يضعها في الجنة.
ها نحن في الثلث
الأول من رمضان..
فيا لسعادة من عرف فضل زمانه، ومحا بدموعه وخضوعه صحائف
عصيانه، وعظم خوفه ورجاؤه، فأقبل طائعاً تأئباً يرجو عتق رقبته وفك
رهانه.
أحبتي..
الأيام تمضي متسارعة، والأعمار تنقضي بانقضاء الأنفاس، وكل
مخلوق سيفنى، وكل قادم مغادر، وهذا شهر الرحمة والغفران، يوشك أن يقول وداعاً،
ولعلك لا تلقاه بعد عامك هذا.
فصم صيام مودع، وصل صلاة مودع، وقم قيام مودع، وتب
توبة مودع، وقم بالأسحار باكياً، مخبتاً، منيباً.