المضرحي
نلاحظ الغرائب والعجائب من قوم وأمة الحبيب المصطفى ونحن على أبواب أعظم شهر في العام نلاحظ
الغرائب والعجائب من قوم وأمة الحبيب المصطفى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
هادي العرب والأغراب إلى طريق النور والنجاة من النيران، من العجيب على أبناء
الإسلام في زمننا هذا ترى الناس في شهر رمضان الكريم يتحولون وينقسمون إلى
عدة أصناف فمنهم من يستقبله بفرحة وسرور متشوقاً للتقرب إلى الله عزم وجل
وعبادته والتوبة عن المعاصي والتوبة عن الزلات والتضرع بالدعاء لله تعالى بالرحمة
والمغفرة والعتق من النار فهذا الشهر المبارك أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من
النار.
ومن الناس أيضاً من يستقبل هذا الشهر باستقبال ونفور وعدم الرضا والعياذ
بالله ويعتبرونه كابوساً حل عليهم ، فإذا أطل الشهر الكريم علينا ضيفاً اضطروا إلى
الصيام ليس بفرض العبادة لله إنما حياء من الناس الصائمين في الشوارع والأسواق
خوفاً من أن يرمونهم بما لا يحمد عقباه هذا بقي من الذي لديهم القليل من ماء الوجه،
أما معدومي ماء الوجه فتراهم في الشوارع يأكلون ويشربون عيني عينك لا خزي ولا حياء
لا من الله ولا من الناس، أما من لديهم قليل من ماء الوجة ويصومون حياء وخزي من
الناس ليتهم يصمون مثل الناس بل ينامون من الصباح أحياناً إلى قبيل آذان الإفطار في
المغرب بهدف إضاعة الوقت ليس إلا.
وإن يتناولوا العشاءء فتراهم يتسللون إلى
مجالس السمر الرمضانية ومجالس القيلة ليقضوا ليلهم بمتابعة المسلسلات والبرامج
المسلية والأفلام وغيرها حتى الفجر، وهكذا يقضون الوقت في شهر رمضان وكأنهم يتخذون
من رمضان وسيلة لتعويض النوم المفقود في الفطر، ويمضون الليل بالاستماع بالسهرات
وتضييع للوقت مع أصدقاء السوء، والسعيد من أغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات
وتقرب فيها إلى مولاه.
إن الله جل وعلا شرع الصوم إيقاضاً للروح وتصحيحاً للجسد
وتقوية للإرادة وتربيه لمشاعر الرحمة وتدريباً على كمال التسليم لله رب
العالمين.
ولكن في الزمن الغريب ترى بعض الناس يخبرك حالهم أنهم لم ينتفعوا
برمضان ولم يستفيدوا منه بما فيه من صيام وقيام رمضان جعله الله للقلب الروح فجعلوه
للبطن والمعدة، جعله الله للحلم والصبر فجعلوه للغضب الطيش، جعله الله للسكينة
والوقار وجعلوه شهراً السباب والشجار، جعله الله ليغيروا فيه أنفسهم فما غيروا إلا
مواعيد أكلهم، جعله الله تهذيباً للغني الطاعم ومواساة للبائس المحروم فجعلوه عرضاً
لفنون الأطعمة والأشربة،