;

الشتات والمفاوضات!! 1709

2010-08-18 05:54:00

سليمان
نزال


الذين وُلدوا في مخيمات الشتات
حافظوا على قدر كبير من مكونات الهوية الثقافية الفلسطينية، تمرسوا في حصون
الحكايات والمرويات عن وطن مُغتصب، وأحزان وآلام وحسرات مُتوارثة.
كل كان يحدق
في جبين جدته فيكاد يلمس تضاريس البلاد، ويبصر نزيف التشريد، ويتوق لأيام لم يكن
فيه للصهاينة وقت في ساعات مأساتنا.

كان الشتات في المحيط العربي قاسيا..
وما زال..
كان الدم
الفلسطيني تتوزعه قبائل الجهل والتسلط والتخلف والاستبداد..
وما زال المشهد يكرر
ذاته في أحداث وتواريخ..
لكن الفلسطيني لم يتغرب كثيرا عن أبناء وبنات جنسه
ودينه وظل في الحدود النسبية قادرا على تربية أطفاله وفق التقاليد والعادات العربية
الاسلامية، وبذا لم يتحطم جسر الانتماء إلى الشعب والأمة والمصير المشترك.
في
الأقطار العربية المحيطة بفلسطين السليبة، ولدت أجيال، وكبرت على حب البلاد، عانت
وجاعت، وتعلمت وصبرت، وطورت نفسها، وتحسنت أحوال البعض حتى غدا من أصحاب الملايين
وهو المولود أصلا في خيمة أو كوخ، في الأردن أو لبنان أو سوريا أو مصر وغيرها من
بلدان وأمصار..
في الأقطار ذاتها يعيش آلاف آلاف الفقراء والمعوزين من فلسطينيي
النكبة وملاحقها..
ولم يحصل الفلسطيني على أبسط حقوقه في العمل والتملك وحرية
التنقل، كما يحدث في لبنان الشقيق والذي نحب..
حيث يُعامل الفلسطيني كجسم غريب،
مع أن الفلسطينيين لم يتخلوا لحظة عن حق عودتهم إلى مدنهم وقراهم الأصلية في فلسطين
التاريخية..
الفلسطيني الصابر والمُعذب والمقهور في شتاته، لا يهمه أمر
المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة بقدر ما تعنيه مسألة الحصول على حقه في العودة
التامة واستعادة كرامته وبناء مكونات سيادته بشكل مباشر لا يقبل اللبس والغموض
والتفريط.
خريطة موازين القوى والمصالح الغربية الأمريكية خالية من دولة
فلسطينية، مستقلة، سيدة نفسها، حسب مشاريع وخطط وسياسات "الجغرافيين" الغزاة
المُحتلين، أما إذا تعلق الموضوع بشيء ما كدولة شكلية ناقصة العناصر الكيانية
فسنحتاج إلى "تلسكوب" كي نراها تتحرك في حرية وعزة ومنعة ونهوض.
مرة أخرى،
القضية لا تكمن، فقط، في رفض المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة، بغطاء عربي، أو
تطمينات أمريكية أو بيانات رباعية..
أهم من الرفض، بعد لقاء أحد عشر فصيلا
فلسطينيا في دمشق، هو الرغبة الحقيقية المتصلة بالإرادة الفولاذية للقيام بأعمال
وأنشطة وفعاليات مباشرة أو غير ذلك، للخروج من المأزق الفلسطيني الجمعي، حتى لو كان
المتسبب في هذه الأزمات الانقسامية والسياسية، من جعلوا فرديتهم فوق كل عمل وحدوي
جامع.
الصبر الشعبي الفلسطيني مشهور..
لكن الغضب أشهر وهو قادر على قلب
الطاولة في وجه جميع من تنكر لعذابات الشعب ونسي أن أكثر من نصف الشعب الفلسطيني
يعيش في المخيمات والمهاجر والمنافي على اختلاف أشجانها.
تذكروا، أعزكم الله
ونحن في هذا الشهر الفضيل، شهر رمضان، أن الثوابت والمقدسات غير خاضعة للتفاوض، وأن
محمول الذاكرة لا تفرغه أزمنة وتيارات وتسويات عابرة، وأن الذين ولدوا خارج وطنهم،
بقوة وسبب التشريد والبطش والتنكيل الصهيوني، لن تسره ولن تقنعه سوى عودته وذريته
وأحفاده للعيش داخل الوطن.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد