الربيعي
"الجزيرة" هذا الأسبوع والذي تناول فيه موضوع سقوط إحدى تابعت برنامج الملف على قناة "الجزيرة" هذا الأسبوع
والذي تناول فيه موضوع سقوط إحدى طائرات الإيرباص التابعة للخطوط الجوية اليمنية في
موروني عاصمة جزر القمر والتي مضى على سقوطها عاماً وإلى الآن لم يكتمل التحقيق حول
أسباب سقوطها تحت ذريعة تعطل شريحتان من شرائح الصندوق الأسود ولأننا لا نملك لا
القدرة ولا الكفاءة ولا الإمكانية للتحقيق فإن مشاركة الفريق اليمني في التحقيقات
لا يتعدى دور "شاهد ما استفتش حاجة" ، هذا ما نلمسه من خلال حديث مستشار
رئيس مجلي إدارة الخطوط أمين الحيمي من ضعف في الطرح وضعف في التوقع وضعف في تقدير
الاستنتاج وكأن مسؤولي الخطوط يعانون من إدراجهم ضمن السوداء أو تصنيفهم ضمن خاطفي
الطائرات فربما هي الحالة التي تلازم كل المرافق وهي حالة غياب اتخاذ القرار
والإصرار على تطبيقه ومتابعته وقبل ذلك الدراسة المستفيضة لمختلف الجوانب والتوقعات
والتحليلات التي يمكن أن يحدثها من ردات فعل إيجابية أو سلبية ، تم الاستعانة
بالأمريكان من قبل اليمنية على أساس الاشتراك في التحقيق ولكن لا نتيجة والسبب هو
الضعف في الطرح و السماح للفرنسيين بالتلاعب بالتحقيق وتعطيل الشرائح وإخفاء
الحقائق التي لو ظهرت ربما تدينهم والتي يتناولها عموم الناس وتسريبات الصحافة حول
ضلوع الصاروخ الفرنسي في إسقاط الطائرة وسرعة ردة الفعل الفرنسي على أعلى المستويات
يوم ذاك قبل البدء بأي تحقيق وتحميل الجانب اليمني المسؤولية وإلصاق التهمة
بالطائرة والطيار وإدارة الخطوط تثير الكثير من التساؤلات خصوصاً ما لازم ذلك من
كذب وافتراء حول وضع الطائرة ومنعها من الطيران فوق الأجواء الفرنسية والبريطانية
كونها لم تحصل على الصيغة الكاملة وشهادات منظمات الطيران المختصة والذي ينفيه
المسؤولين في اليمنية بالإثبات والوثائق والوقائع التي تدحض كل هذا الافتراء
والتحامل على الخطوط اليمنية، أما ما يثير الإعجاب في الحوار حول الحادثة فهو ذلك
الطرح القوي والمنطقي من قبل الكابتن رجاء أبو زينه الطيار والخبير الأردني الذي
جعلني أتمنى أن يكون أحد المسؤولون التنفيذيين في الخطوط اليمنية عندما قال : إن
مطار موروني من أصعب المطارات في العالم وخصوصاً أثناء الليل والخطوط الجوية
اليمنية هي الوحيدة في العالم العربي التي تتعامل مع هذا المطار بكل صعوباته بكفاءة
عالية تدل على كفاءة وقدرة وتميز الطيارين اليمنيين وهو كذلك دليل على الصيانة
العالية والمتميزة للطائرات من خلال تاريخها المشرق خلال عمرها البالغ ستين عاماً
والذي لم يتم فيه أي حادث سوى هذا الحادث الذي يعتبر الوحيد والذي تدور حوله الكثير
من التساؤلات وبلغة الكثير من الغموض ويزيد في غموضه الشرائح التي أصيبت بالتلف
والخرس على غير العادة، فالمعروف أن الصندوق الأسود بمحتوياته لا يمكن أن يتلف في
أقصى الظروف كالحريق والتفجير وغيره إلا إذا كان قوة ضغط انفجار الصاروخ، لو كان
صحيحاً ما يثار أقوى من العوامل المتوقعة إن صحت الأقاويل والتهم التي لا تجرؤ
الخطوط على طرحها كتهمة مقابل سبيل التهم التي كالها الفرنسيين للخطوط غير سائلين
أنفسهم قبل غيرهم عن سبب سقوط طائرتهم خلال الفترة نفسها فوق المحيط الأطلسي وكما
يفيد الكابتن رجاء أنه تحامل واضح يستهدف الخطوط اليمنية على رأي المثل "رمتني
بذاتها واسلت" فبدل البحث عن سبب السقوط للطائرة وفحص تسجيلات الصندوق الأسود يتم
اتهام اليمنية جزافاً حتى يخرج الفرنسيون من دائرة التساؤل عن السبب كونهم المصنعون
للطائرة وقطع الغيار فيما لو كان السبب فنياً أو غيره مرتبطاً بقطع الغيار أو ما
يتداول حول الصاروخ سواء كان صحيحاً أو غير صحيح وأخيراً فاليمنية تمتلك تاريخاً
ورصيداً مشرقاً حول فئة الحوادث خلال تاريخها إلا أن التاريخ ليس ناصعاً في جوانب
أخرى مثل عمليات التأخير وعدم الالتزام بمواعيد الرحلات والتي أصبحت ظاهرة أكثر
منها خطأ يحصل بالنادر فهل تستطيع اليمنية أن تغير من هذه الآلية التي أتعبت الناس
وأزعجتهم بتكرار هذه العمليات مما قلل من احترامها كشركة لا يعني لها الوقت أو
بمعنى لزبائنها ويفتقر موظفيها حتى للاعتذار ربما بسبب كثرة التأخر أو عدم
الالتزام.