;

داووا مــرضـاكــم بالصــدقـــة 1504

2010-08-18 05:54:11

علي محمد
الحزمي


قصص كثيرة نسمعها من هنا وهناك وهذا
مريض بالسرطان وهذه امرأة فيها مرض قاتل ولا علاج له وهذا وذاك وتسمع العجب العجاب
ولا تستغرب بل لا يستغرب من كانوا على غير دينك أيها المسلم ، صدقوني كثير من الغرب
أكانوا دكاترة أو خبراء أو متعلمين أو حتى أناس عاديين حين يجدون هذه القصص ،
يبحثون كثيراً عن السر وينتهي بهم المطاف وهم مسلمين لله وقانتين له
وخاشعين وخاضعين لأوامره
سبحانه وتعالى ، أما نحن فتصبح هذه الحكايات كأنها أساطير من الخيال والأمثلة كثيرة
، رغم انك تسمع القصة عل
ى لسان الشيخ فلان الفلاني أو الداعية فلان الفلاني
أو حتى على رواية هذا العالم أو الدكتور ، وفوق هذا لا ادري ماذا أصابت النفوس فينا
، فحين تحدث احدهم حول هذه المواضيع وقصص العلاج الرباني الذي أوهبه الله تعالى
لأحد المرضى وبسبب الصدقة تجدهم لا يصدق وكان الموضوع طرفة ينتظر نهايتها حتى يضحك
، والأدهى من هذا كله أن الصدقة أصبحت شبه معدومة في زماننا والكثير لا يفرق بين
الصدقة والزكاة فالزكاة واجب على كل مسلم يدفعها قبل صلاة عيد الفطر وتسمى زكاة
النفس ، أما الصدقة فهي التي يوهبها المسلم من ماله لأخيه المسلم مسكينا كان أو
فقيرا في سائر أيام العام ولا فرق في رمضان أو شعبان أو محرم أو صفر ، وليس تلك
التي يذهب احد أمراء ملوك النفط إلى بقايا حطام برجي التجارة العالمي بعد كارثة
الثلاثاء الأسود ليقدم عشرة ملايين دولار كتبرع منه ، ويتم رفضها بسبب انه من بني
عرب ، أو لأنه يظهر ما لا يخفي واليهودي يهودي والمسلم مسلم ، وملايين المسلمين
ليتها تكون في الهند وباكستان وبالذات هذه الأيام بعد كارثة الفيضانات في أسوء
حالات الفرق والجوع والتشرد .
حين تكلم أحدهم عن الصدقة فيقول لك والله أننا في
هذا الوطن كلنا مستحقين وتجوز لنا الصدقة ، والواحد فينا لو تجي تقارنه بإنسان مثله
على الطرف الثاني من الكرة الأرضية صدقني بيحسبونا نعيش في عصر الديناصورات ،
وعندما يأتي احدهم مسنا ويطلب صدقه تسمع كلاما كثيرا من هنا وهناك فهذا يتمسخر
بقوله أن هذا لديه ثلاث عمارات وهذا يقول انه يعرفه ويحلف أغلظ الإيمان انه جاره في
نفس الحارة وان عنده كذا وكذا ، والآخر يمتنع عن إعطاء صدقة لأي شخص يطلب إلا بعد
أن يسأله ويضحك معه وبالذات لو كانت من النساء ، فلا حول ولا قوة إلا بالله
.
كيف تداوي مرضاك بصدقة أنت لم تجعلها صدقة بل أصبحت وبالاً عليك لأنك تبغي بها
رضا الشيطان وليس رحمة ربك وعفوه ومغفرته ، وصدقتك هذه يا أخي كم ستكون وهل ستتجاوز
العشرة ريالات كما هي عليه منذ زمن ، وهل تدري بأن العشرة ريالات أصبحت قيمة حبة
سيجارة من المنتج الوطني المحلي بكل فخر والذي سننافس به في الأسواق العالمية من
خلال سعره فقط أما الجودة فالسجاير المزيفة من إفريقيا وباسم أمريكي وماركة عالمية
أولى وبخمسين ريال ومع البساطين وفي باب السباح ، والطبري ومدخل التحرير ومخارج
السايلة أحياناً تكون أفضل وأكثر جودة واسألوا المدخنين ، وأنت تتحدث عن الصدقة
وانك إنسان تتصدق من مالك ، وكم هو هذا الذي تصدقت به وأنت تعطي العشرة ريالات
للشحاته وتتكلم معها بما لا يرضي الله سبحانه وتعالى ، كيف وأنت تحسب انك من
الأخيار وأنت لم تعد سوى مريض نفس تحتاج إلى كثير من غسيل الروح بطهارة الإيمان
وليس بغسلها بالأوهام في زمن الأوهام ، وهل تعلمون إخواني انه لا يجوز بتاتا نهر
السائل قال تعالى ( وأما اليتيم فلا تقهر ، وأما السائل فلا تنهر) صدق الله العظيم
، ونحن نجد كل فيلسوف ينهر السائل حتى لو كان في المسجد فماذا حدث إخواني اتقوا
الله وخافوا بطشه وعذابه ، فوالله ما يرضى على نفسه احد أن يقف بين الناس ويطلبهم
معروفا الا بعد أن ضاقت عليه الأرض بما رحبت واستنجد واستغاث بإخوانه ، وكل
المنظمات تطلب وحتى الدول ونحن أشهر من يجيد فن الشحت على المستوى الرسمي في العالم
، فلماذا نعتبر وقوف احد المتسولين في المسجد بعد الصلاة كارثة وهذا ينهره وهذا
يمقته وهذا يمتنع عن التصدق له ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، ماذا جرى أو لسنا نبحث
عن رضا الرب قبل رضا العبد ، وهل نسيتم إن الله هو من يكتب الأرزاق وغيره يفنى مهما
طال به الأبد ، ومهما تبجح ومهما طغى في الأرض ، ومهما ومهما فإن العبرة في العاقبة
.
ولنا فيمن خلوا خير عظات وعبر.
مرسى القلم: والله أني ما عشقت إلا بكور وما
جنيت من القطوف إلا أوّله ماني الفلاح لو خفت الطيور وما أستحق الحب لو كنت
أهمله.
a.mo.h@hotmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد