الشرجبي
ومعمولاً بها في كافة أنحاء اليمن وخصوصاً في عدن ومن هذه العادات الرمضانية تبادل
الجيران الأطباق الرمضانية، وأحياناً كثيرة كانت تعطى بدون الانتظار أن يكون هناك
بدلاً لها، وصدقوني كان ذلك يعمل على التواصل بين الأهل والجيران. . هذه العادة
الأولى أما
الأخرى فهي لمة الأحباب والأقارب عند الإفطار، فقد كان مميزاً جداً في هذا الشهر
الفضيل التقاء الإخوة والأقارب على مائدة طعام واحدة وأما الآن فلا يأتي الإخوة
والأحباب إلا بعد الإفطار هذا إن حضروا.
في الحقيقة لا أدري لماذا أتحدث
عن هذا الموضوع وأنا أعلم جيداً السبب!! نعم أعلم السبب وأظن أن الكل يعلمه.
*
فإذا نزلتم إلى الأسواق وخصوصاً أسواق الخضروات ستعرفون السبب، فأسعار الخضروات
وليس الفاكهة في حالة ارتفاع جنونية جداً لا أعلم لماذا؟ أنا أعرف أن هذا الشهر شهر
المحبة والتسامح والتقارب والألفة وفيه سيتعاطف الكل، ولكن الحاصل في بلدنا أن هذا
الشهر يتحول إلى شهر للربح والتجارة، إذ يتم فيه استغلال الفرص على اعتبار أن الناس
صيام ولا بد أن يتوجهوا إلى السوق للشراء وبالتالي تم فرض أسعار جنونية للخضروات
ولا ننسى أيضاً الزيادة الجنونية لأسعار المواد التموينية، هذا كله شكل حملاً
ثقيلاً على رب الأسرة فهو يعمل جاهداً من أجل توفير ما تحتاجه عائلته ويكاد
يكفيها.
هل تصدق عزيزي القارئ أن عائلات كثيرة استغنت تماماً عن شراء الدجاج
واللحوم حتى السمك لعدم قدرتها على مواكبة الأسعار الخيالية، فهم يكتفون بشراء
الأشياء المهمة جداً "دقيق زيت أرز" ومع ذلك يحمدون الله ويشكرون
نعمته.
وكما يقولون البيوت أسرار ، فهناك عائلات لا تفطر إلا الشيئ القليل
واليسير وهناك عائلات لا تفطر إلا خبزاً وشاي إذا لم يكن ماءً ومع ذلك مستورون
وأيضاً يشكرون الله.
نعم علينا أن نحمد الله ونشكره في كل الأحوال ولكن أين
المسؤولون من هذا الحديث الشريف للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "كلكم راعٍ
وكلكم مسؤول عن رعيته؟ هل فكر أحد بالناس ؟!!! وماذا سيفعلون وسيأكلون خصوصاً في
هذه الأيام المباركة؟ أين الرقابة على الأسعار؟! ولماذا لا تفرض أسعار معقولة
ومقبولة على الخضروات خصوصاً في هذا الشهر؟! لأن هذا الشهر متطلباته تختلف عن بقية
الشهور. ! فأنتم مسؤولين علينا فنحن الرعية التفتوا إلينا، واشعروا بمعاناتنا على
الأقل في هذا الشهر الفضيل. .
أعاده الله على الكل بالخير واليمن
والبركات.