;

مرحباً شهر الخير والغفران 1900

2010-08-19 12:24:11

فوزي أمين
العزي


يستقبل أبناء الأمة الإسلامية ،
ضيفاً مباركاً، وغالياً في قلوبهم، بمزيد من الاهتمام والحفاوة والتقدير، لأنه يأتي
بالخيرات والبركات، ويعمل على إصلاح النفوس الأمارة بالسوء، ويجردها إلى الله
سبحانه وتعالى، ويحررها من أثقال الماديات، ويعودها على الأمانة والصدق في السر
والعلن، ويبث فضيلة الرحمة في أفئدة الأغنياء، فينفقون على الفقراء، ويورث الخشية،
وينمي ملكة
المراقبة، ويوقظ الضمير، ويشحذ همم العُبُّاد والزُّهُّاد
بشعائر تعبدية، تقوي إيمانهم، وترفع درجاتهم، وتسموا بأخلاقهم، ويدفعهم إلى
الامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى، واجتناب نواهيه، ليحلقوا في أجواء روحانية،
ويتخلصوا من غبار الصفات الحيوانية، وهو وقاية من الوقوع في المآثم، ونجاة من عذاب
الآخرة، وطريقا موصلاً إلى الجنة، ورضوان الملك الدَّيَّان.
والآن هل عرفتم اسم
ذلك الضيف ؟ والجواب: إنه شهر رمضان الفضيل، الذي فرض الله عز وجل صيامه على أمة
محمد -صلى الله عليه وسلم- ( حيث قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ
عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ) ]البقرة :183 [.
الذي يعمل على تحقيق الغاية العظمى من الصيام وهي
التقوى، التي تعني الخوف من الله تعالى، وطاعته، واجتناب معصيته، فضلا أنه يبشر
برضوان الله الذي لا سخط بعده أبداً، وينير القلوب، وينعش النفوس، وينشر الإحسان،
ويفتح أبواب الجنة، ويغلق أبواب النار، ويدحر الشيطان، ويحمي البدن من الكثير من
الأمراض الشديدة والمنهكة.
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إذا جاء رمضان،
فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصُفدت الشياطين» أخرجه البخاري ومسلم من
رواية أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي هذا الشهر المبارك نزل القرآن الكريم على
نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ
فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)
«البقرة :185».
والأمر الغريب أن بعض المسلمين من حول هذا الشهر الفضيل إلى شهر
للنوم والكسل في النهار، وتضييع الأوقات في اللهو الحرام كمشاهدة الأفلام الماجنة،
وسماع الأغاني الهابطة في الليل، وآخرون تجدهم يأكلون المال الحرام، ويشهدون الزور،
ويتعاملون بالربا والكذب والسِّبَاب واللِّعَان والحسد والبغضاء والغيبة والنميمة
واحتقار المسلمين والطعن في أعراضهم، ونهب حقوقهم. . . إلخ.
ولهؤلاء نقول: إن رمضان
هو شهر الصيام الذي معناه: حرمان النفس من شهواتها وأهوائها، وجرها إلى حظيرة
الإيمان والسمو الروحي، وليس المقصود منه مجرد ترك الطعام والشراب وسائر المفطرات ،
بل هوموسم عظيم للطاعات، واكتساب الحسنات، وترك السيئات، وفرصة لترويض النفس على
طاعة الله ومحاسبتها وتزكيتها، ودعوة لتصحيح النيات الفاسدة، والابتعاد عن الأعمال
السيئة، وهو نذير لمن أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني وترك طريق الحق وسار
في طريق الضلال، فيعود إلى ربه عودة صادقة، بالاستغفار والتوبة النصوح، والندم على
ما فات من زلل ، قبل أن يأتي الموت ، وحينئذٍ لا ينفع الندم، حتى الصالحون يتمنون
لو أكثروا من العمل الصالح.
فعلينا معاشر المسلمين أن نستقبل شهر رمضان الكريم
باستغلال أوقاتنا في الاجتهاد في أنواع العبادة من المحافظة على الصلوات المفروضة
في المساجد، وصلاة التطوع كالقيام (التراويح)، وذكر الله تعالى كالتسبيح والتحميد
والتكبير والتهليل، وتلاوة القرآن الكريم بالتدبر والتعقل، وطلب العلم النافع،
والاجتهاد في بر الوالدين، وصلة الرحم (الأقارب)، وإكرام الجار والضيف، وعيادة
المريض، والسخاء في الإنفاق على الفقراء والمساكين والمشاريع الخيرية، ودعاء الله
تعالى، والصلاة على النبي ( ، والاعتكاف، وإخراج زكاة الفطر في موعدها قبل صلاة
العيد، والتفكر في أحوال المسلمين، والتأمل في مستقبل الإسلام،. . . إلخ.
ولنعش في
رحاب رمضان، بقلوب صافية، ونفوس مطمئنة، وأخوة صادقة، وحب وتعاون وتراحم، مع جميع
المسلمين الذين تربطنا بهم أواصر العقيدة الإسلامية السمحاء من أجل بناء مستقبل
جديد وأفضل لأمتنا الإسلامية.
وشهر مبارك، ودمتم في خير. .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد