;

الأزمة بين أصحاب التاريخ وأصحاب الرؤى المستقبلية 1936

2010-08-19 12:24:14

نبيل
مصطفى الدفعي


أن البعض من المهتمين في شؤون
المجتمع اليمني يشيرون إلى وجود أزمة حوار في المجتمع اليمني، ولكن من وجهة نظري
أشير إلى أن الأزمة ليست أزمة حوار وإنما هي أزمة مجتمع..
فنحن أمام مجاميع من
الناس تختلف حول البدهيات..
ولا يجمع بينها رأي عام أو قضايا محدودة يدور حولها
الحوار..
البعض يريد أن يخرج الماضي إلى المستقبل..
فيتصادم بمن يريدون
العودة إلى
الماضي ويعيش في العصر
الإمامي أو العصر الاستعماري..
والبعض يريدون الخروج من أزمة الوضع
الاقتصادي..
والبعض الآخر يريد أن يزيد الأزمة تعقيداً لتحقيق فوائد مادية كبيرة
وتهريبها إلى الخارج.
البعض يريد الانفتاح الثقافي إلى آخر مدى يفخر ويتباهى
برفع صحون أو أطباق الدش فوق بيته يسير حاملاً أحدث أجهزة الموبايل من الصناعات
الأجنبية الذي تحمل العلم الأميركي..
والبعض الآخر يريد المحافظة على التراث
واللغة العربية كما هي منذ نطق بها عنترة بن شداد ..
وأحزابنا السياسية هي
الأخرى لا يجمع بينها رأي عام أو قضايا محدودة.
بعض من الزعماء يتمسكون بالزي
الشعبي وينظرون بعالم الغيب ويرون بأن حل مشاكل الشباب في تدريبه على مهن شعبية أما
بعض الأحزاب فيسودها الطابع العائلي والمناطقي الذي يزعم أصحابها أنهم من أسر
مناضله لها تاريخاً سياسياً ونضالياً إلى جانب من يدعون وراثة السلطة ومن يدعون
وراثة التيار الإسلامي لأنهم أقرباء زعماءه أو لأن قوتهم طويلة وجباههم مختومة
وأسماءهم تبدأ بسيف الإسلام.
نحن نقول عادة أن الأزمة في الاقتصاد وحقيقة الأزمة
في المجتمع في نظامه السياسي وفي وعي الناس بحقوقهم وواجباتهم في قدرتهم على
التعبير عن مصالحهم وأحزاب حقيقية وليست أحزاباً من ورق صحف فقط وإذا كانت قضية
معينة مع عدونا التي اختلفنا حولها بين مؤيد ومعارضة قد وصلت إلى طريق مسدود وبسبب
حملة العدو فعندنا من القضايا وفي مقدمتها البطالة والأمية والصحة والبيئة وتحديث
التعليم والإعلام ما يدفعنا إلى الاتفاق حولها من خلال رأي عام
مستنير..
فالفقراء والجهل والمرضى من أعدائنا ولابد من توعية الناس بهذه الحقيقة
من خلال مشاركه الشباب بآرائهم..
لأنهم أصحاب المصلحة في الحاضر والمستقبل وليس
من خلال آراء المفكرين وزعماء الأحزاب الذين تجاوزوا السبعين أو الثمانين لأن
مصلحتهم في العودة بمجتمعنا إلى الوراء أو بقاء الأحوال على ما هي عليه والمتضرر
يلجأ إلى القضاء ينطق بسكاته أي صمته أفضل.
أننا لا نعاني من أزمة في أسلوب
الحوار أو أزمة في السيولة وإدارة الاقتصاد فهذه الأزمات نتيجة وليست سبباً ومالم
نسارع بإعادة بنائها وبناء السياسية كما أعدنا بناء بعض هياكلنا الاقتصادية التي
ورثناها من الماضي فسوف نصاب بنكسة سياسية لا تقل في خطرها عن النكسة العسكرية التي
أصابتنا منذ أعوام مع قوى التمرد، وبوادر النكسة السياسية واضحة في أحزاب مغلقة على
أسماء تحتكر الرأي منذ حقبه من الزمن..
وتدعي أن رأيها هو الصواب الذي لا يأتيه
الباطل من بين يديه أو من خلفه دون غيرها من تجربة أو خبرة في تداول
السلطة.
نقول أخيراً نحن أبناء اليوم نعيش في عالم جديد له حساباته التي تختلف
عن ظروف التجربة قبل الوحدة وبعدها ونحن أبناء عالم يتغير في كل يوم وفي كل ساعة في
قفزات وطفرات لا يستطيع غير الأجيال الجديدة من الشباب ومن الخطأ أن نتصور أن هذه
الطفرات يمكن مواجهتها في مجال الاقتصاد وحدة دون مجال السياسة لأن ثورة المعلومات
غير مفاهيم السياسية وأنظمة المجتمعات والأقمار الصناعية أصبحت تجمع العالم شرقه
وغربه في أنظمة سياسية لا يستطيع أن يواجه العالم الجديد صاحب التاريخ..
وإنما
صاحب الرؤية التاريخية وصاحب الرؤية المستقبلية التي استلهمها من تجربته الحية في
المجتمع وهو جيل الشباب.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد