عندما أرى تلك المشاهد أتساءل هل هذه بالفعل صورة الموظف الحكومي؟!! وهل هذه هي معاناتهم؟!.
الموظفون الحكوميون وبالذات في اليمن بحاجة لأن تسخر لهم وسائل الإعلام جل طاقاتها للتركيز على همومهما، وتقدم أعمالاً درامية تعكس الواقع المعاش للموظف، فكثير من الموظفين يمثلون الصورة الإيجابية، للموظف، وذلك من خلال تمسكهم بالمبادئ والقيم وهم بذلك يقاومون الفساد ويرفضون الرشوة التي أصبحت جزءاً أساسي وشرطاً مهماً من أجل تسيير أي معاملة، فالأداء الحكومي في بلادنا يتراجع يوماً بعد يوم ولم يرتفع مستواه حتى مع تزايد موظفي حملة الشهادات العليا، بل إن هؤلاء يصبحون بعد فترة من الاندفاع والحماس حجراً أخرى ترص في جدار المبنى الحكومي، فوجودهم لا يقدم ولا يؤخر.
عموماً إن النظام الإداري في بلادنا نستطيع أن نقول بأنه يعاني من العجز في كثير من جوانبه بتبعات البيروقراطية والروتين الممل وتعقيد الإجراءات.. تلك المعوقات أقعدته عن القيام بدوره في التنمية ليصبح حجراً عثرة في خطط الإنماء وجل ما يقوم به النظام الإداري هو تخريج أفراد منتمين إلى نظم بدائية تستند إلى سنوات التراكم الزمني كمؤشر لأحقيته الترقية، متجاوزة الإبداع والعطاء والكفاءات لمصلحة معادلة توقيع الحضور والانصراف، جاعلة من الموظف ترساً في الآلة الصماء المسماة الأنظمة الإدارية الحكومية.