قلت وهل هذا العمل يعد انجازاً؟!! قد يكون من وجهة نظركم عملاً عظيماً وإنجازاً ضخماً تقوم به المحافظة ، لكن من وجهة نظري الشخصية هذا العمل عادي جداً بكثير من الطلاء وكثير من الأبنية التي تم طلاؤها تشكو من السقوط والتآكل.
فالشارع الرئيسي لمنطقة المعلا كل أبنيته قد عفا عنها الزمن وأصبحت في حالة يرثى لها من الداخل، أما جهتها الخلفية فهي بحالة مزرية، فهل شاهدتم أنابيب المجاري؟ والقمامات هل تم أخذها أم لازالت في محلها؟!! فماذا يفيد تجديد طلاءها؟! أما كان الأجدر النظر إلى تلك الأبنية من الناحية الإنشائية والعمل على إصلاح الأضرار الحقيقية التي يواجهها السكان.
وهل وتلك المبالغ المصروفة لتجديد الطلاء في محلها؟!!، وإذا نظرتم أيضاً إلى حي عبدالعزيز عبدالولي السكني في مديرية المنصورة وخصوصاً العمارات ذات اللون الأخضر ، ستجدون مجاريها دائماً طافحة وأنابيبها التابعة لها تتآكل من التسرب الدائم وهذا الأمر لم يلتفت إليه أحد، علماً بأن مياه المجاري إذا استمرت في التسرب ستؤثر على القاعدة الخاصة للبناية وستلحق بها أضراراً مستقبلية وقد يلحق هذا الضرر أذى للساكنين، وأما الشوارع فمخلفات البناء مرمية على أغلبية شوارع الحي والقمامة أصبحت لا تؤخذ إلا بعد أن تتراكم ورائحتها تفوح وتزكم الأنوف.. ألا يعد هذا الأمر متعلقاً بنظافة المدينة وتحسينها أم أن المبالغ المحددة في الصندوق لا تدخل هذه المواضيع ضمن حساباته التي يشكل فيها الإيراد أعلى مستوى في بلادنا، فتخيلوا أن أعلى إيراد هو إيراد صندوق نظافة عدن.
ومع ذلك لا نرى أي انجازات تذكر، حتى الحدائق التي يجب أن تنشأ من إيرادات هذا الصندوق لم ترَ النور، والملايين والمليارات تنفق على النظافة والتحسين، فلا نرى نظافة ولا نرى أي تحسينات ولا نلمس أي نظافة، حتى أعمال الطلاء التي قامت بها المحافظة ما هي إلا من أجل تحسين صور المسؤولين في المحافظة لدى أصحاب القرار، خصوصاً وأن هناك مشروع قانون تقدم به وزير الإدارة المحلية من أجل تجريد محافظة عدن من إيراداتها المحلية وتحويلها إلى صنعاء.
عموماً يبقى سؤال يحتاج إلى إجابة هو: إذا كان التجديد والطلاء قد طال الأحياء السكنية الراقية نوعاً ما وخصوصاً التي في الواجهة، فهل يا ترى سيصل المناطق الشعبية أم أنهم مواطنون من الدرجة الثانية؟!.