تتزايد هذه الأيام الأصوات الناعقة والداعية لتحرير المرأة من الدين والأخلاق ومما يؤسف له أن تجد هذه الأصوات والأقلام المخرفة مساحة في صحفنا اليمنية ونحن من وصُفنا بالإيمان والحكمة فقد قرأت لكاتبة سبق وأن نشرت قيّها في الثقافية حتى تسببت في إغلاقها ولكنها لم تتعلم فعاودت الظهور في صحيفة أخرى وأكثر جرأة (قلة حياء) تتهجم على الإسلام وعلماء المسلمين فقد انتقلت من الدعوة إلى ممارسة الجنس بدون زواج بحجة أنها حرية شخصية وإثارة الغرائز البهيمية إلى المطالبة أن يكون للمرأة حق التعدد والجمع بين الأزواج كما قد سبقتها لهذه الدعوة الكاتبة المخرفة (أمينة السعيد) بل وزادت عليها بالاعتراض على تعاليم الإسلام وأحكامه فدعت إلى الاختلاء المحرم ورفضت أحاديث رسول الله في طاعة الزوج و"إن الملائكة تلعنها حتى تصبح" وكذا حديث النامصة والمتنمصة والواشمة المغيرات لخلق الله والتي أخذت بعداً أكبر في تكبير الشفايف وتغيير لون العيون وأخشى ما أخشاه أن يعلو طنين الذباب على زئير الأسود وتنقلب الصورة عند البعض فيرى السفح قمة وترى القمة سفحاً وحتى لا يفرض عمى الألوان والمفاهيم ( والإحساس) نفسه فيكون القطن الناعم الأبيض الرقيق أشد سواداً وأصلب من صخور بركانية سوداء .. والظلام الدامس يصير نوراً يخطف الأبصار والشمس المضيئة بجدائلها المشعة في رابعة النهار تكون ظلاماً يحتاج الماشي تحتها إلى دليل يهديه الطريق وحتى لا يكون نور الإسلام وتعاليمه السمحاء بحاجة إلى تقويم من هؤلاء الأقزام وأقصد الأقزام أقزام الهمم والأرواح ( الشواذ ) دعاة الجنس ومن لا يتعدى أفقه أرنبة أنفه، ولكن الأغرب والأعجب والأكرب هو أن يسكت المسؤولون في وزارة الإعلام عن التهجم على الدين ومعتقداته وعلماء المسلمين وهؤلاء العلماء هم من يصنعون ضمائر الأفكار وينشدون فضائل الآمال ويعملون على رقي الحس وزرع المبادئ والسمو بالإنسان من درك الخواء وقرقعة الرحى إلى طحين الزرع وأرغفة الأرواح.
لقد اتهموا الإسلام بظلم المرأة وهضم حقوقها وهذا ما ينافي الحقيقة، فالإسلام كرم المرأة وجعلها ملكة متوجة في بيتها( ولهن مثل الذي عليهم) وكلف الرجل بالإنفاق عليها حتى وإن كانت حالتها المادية ميسورة وما درجة القوامة إلا تشريفاً لها وما قول الله تعالى (وقرن في بيتوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) إلا للمحافظة على هذه الدرة المكنونة وحتى حالة الطمع التي تنتاب بعض أولياء الأمور حكمها بأن جعل الولاية في يد القاضي ونظم تعدد الزوجات بآيات تتلى بعد أن أجاز التعدد لفوائد عديدة يعلمها الله ويلمسها المجتمع بقوله تعالى (وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) وقوله تعالى (ولن تعدلوا بين النساء ولو حرجتم).
فأين الظلم يا دعاة الإباحية وتهييج الغرائز.