ردفان التاريخ المجيد غير ردفان الزمن البليد ، بين ثورة 14أكنوبر 63م
وذكرى 14اكتوبر 2010م بلا شك مسافة شاسعة تتعدى الحساب والفهم،
فردفان الثائر لبوزة ورفاقه غير ردفان النائب الخبجي وأنصاره، قدر الأمكنة
أنها في أحايين كثيرة هي من يقرر مصير الرجال وهي أيضا من يدون
تواريخ فاصلة في سفر الأمم والشعوب.
نعم مابين رصاصة لبوزة وصرخة الخبجي ثمة بون وفارق يتخطى المكان
والزمان، فشرارة الشيخ الثائر أضاءت دياجير الظلام المعتمة بينما صرخة
النائب الدكتور أطفأت وهج الثورة وألقها في وجدان وعقول الناس بل وحتى
منازلهم، ردفان السلف (الذئاب الحُمر) المحارب لأعظم إمبراطورية
عرفها العصر الحديث وردفان الخلف القاطع للطريق والكهرباء والاتصال
وحتى الماء عن سكان مديرية حبيل جبر بكاملها ومنذ أكثر من شهر.
إن الثورات بطبيعتها وجدت من اجل غاية عظيمة، إسقاط مبدأ مكيافيللي (
الغاية تبرر الوسيلة) على واقع يزخر بكثير من القتل والقمع والسجن
ووووالخ من الممارسات المقترفة من السلطة لا يستقيم أبدا مع قيم وشيم أية
ثورة تنافح في سبيل الكرامة والحرية والحق الإنساني في الحياة والوجود، أيا
كانت المبررات والأحاجي التي نسمعها عند كل فعل مشين، فماذا يعني القتل
والتقطع والتخريب؟ أين ردفان الثورة من ردفان الحراك؟ لا مقارنة بين
الحالتين، ففي كل الأحوال تبقى ردفان الثورة المجيدة ولادة للرجال ولن يحط
من قدرها ومكانتها سوى أفعال أشباه الرجال.
نقلا عن نيوزيمن