;
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي

نسوا الله فأنساهم أنفسهم 2105

2010-11-13 02:51:58

كثير من الناس تجده حين تصيبه نائبة من نوائب الدهر أو مصيبة في أهله أو ماله أو نفسه يتوجه مباشرة ويدعو الله وكأنه لم يعرف الله إلا حينها فقط ، عاش عمره كثير النسيان بين اللهو والمعصية ولم يدرك حقيقة العاقبة إلا حينها فتوقف ومد يديه وقال يا الله ، وكأنه ينتظر الإجابة والفرج من الله على وجه السرعة وهو ممن نسوا الله فأنساهم أنفسهم ، واشغلتهم الدنيا فلم يعودوا يفكرون ولو قليلا بالدين ، ولم يعترف بفضل الله عليه ويصبح وكأنه هو صاحب الأمر كله ولا حول ولا قوة إلا بالله .

وفي خضم معترك الحياة التي يعيشها الفرد وكأنها حقيقة تصبح الحياة كفاح حين يبحث عن قوت يومه وما يستره من الحاجة إلى الناس تجد بالمقابل الكثير من الناس يعيش على القناعة والرضى بما قسمه الله في حياته وهو يعرف تماما قول الله تعالى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) صدق الله العظيم ، وبين هذه المفارقات العجيبة تجد الأعجب من هذا ، فالفرد القنوع بما أعطاه الله والممتثل لأوامره والمبتعد عن نواهيه إن دعا ربه سرا وعلانية هو يعلم أن الله قريب يستجيب دعوة الداعي ويستبشر حتى إن لم تتحقق دعوته، لأنه سيجد خيرها يوم الحساب وهذا ما يغفل عنه الكثير ولا يعرف ربه إلا حين يقع بمصيبة .

كثير هي المساجد التي تعج بالمصليين وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى ، وقليل بل ومن النادر جدا أن تجد مسجدا لا يقف فيه مابين ثلاثة إلى خمسة أشخاص مابين رجال ونساء بعد كل صلاة وكل واحد يقول ساعدوني يا عباد الله ويبوح بما في صدره وعيونه تذرف دمعا وقلبه ينزف دما ، وكلنا نعرف الواقع المرير وكلنا يعي حقيقة المأساة التي يعيشها الكثير من الناس بين الفقر والجوع وقلة الحيلة ولكن قليل وقليل جدا من تجدهم يحنون على هؤلاء بل والأمرّ من هذا أن تجد من ينهر هذا السائل وهذا لا يجوز إطلاقاً ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، من يستطيع أن يساعد أخاه فالرحمة بين العباد واجبة وللمسلم من أخيه حق التعاون وواجب العطاء حتى وأن قال البعض هم يقفون هكذا كل يوم وهم يتسولون كل يوم ، فأقول لهم وبالله عليك ماذا فعلت أنت لهذا السائل يوم من الأيام هل انهيت كل مشاكله وهل أوجدت له الحلول التي تحفظ له كرامته كانسان يعيش على وجه الأرض، وحقه عليك واجب وهو حرام عليك لأنه مسلم وكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ، وتراحموا يرحمكم الرحمان ، وما نقص مال من صدقة ، كل هذا وأكثر ونحن لا نعي كلام الله ولا حقيقة شرعه وهدي نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم .

صحيح أن المتسولين كثير ولكن هل سال أحدكم نفسه يوما ماذا قدمت لهذا المتسول أكثر من عشرة ريالات في لحظة كنت فيها تريد أن تصبح رجل خير وأنت تعلم يا أخي أن العشرة ريال لا تكفي لرغيف خبر في يومنا هذا؟؟

shape3

تتكلم عن العمل وتقول لماذا لا يشتغل ؟ واترك لك الإجابة حين تجد خريجي الجامعات يقفون على الجولات ويطوفون الشوارع من اجل الحصول على عمل ولو بمطعم أو بكافتيريا او بقهوة او بمحل شبس وطعمية ، إلا من رحم ربي .

كلنا يعلم واقع الحال المرير ولكن ليس الكل يعي أهمية التعاون وواجب العطاء بين المسلمين وليكن توجهنا جميعا لنيل رضوان الله سبحانه وتعالى وسنجد البركة والخير والعطاء ولكي لا ينسانا الله فلا تنسوا إخوانكم المحتاجين في هذا الوطن ولا تنسوهم في يوم عيد ولا مطلع شمس يوم جديد، فلهم علينا حق كبير وواجب لا ينساه عاقل ولا يهمله إلا غافل ، وان كان الحال من بعضه كما يقول البعض فلا تنسى انك على الأقل تجد قوت يومك وغيرك يبحث عنه حتى تدمى قدماه وهو يتسول من مكان الى مكان ويهرب ويجري ان لمح سيارة ذات لوحة خضراء، خوفا من ان ينتهي به المطاف ملقى في احد الأماكن وقد تم ضربه وسلبه كل ما يملك وهو مجرد متسول وهم بالطبع من مكافحة التسول .

لربما سيكون حالنا أفضل إن حاولنا إن نفي بواجباتنا لرب العرش ولربما أصبحنا سعداء ولو قليلا في أنفسنا وقنوعين بما قسمه الله لنا ، وبالتأكيد سنلقى الخير كل الخير وسيعم الأمن والأمان كل إرجاء الوطن ولن يكون للهوان مكان بيننا بإذن الله ، فهل تفكر اخي القارئ بكلامي هذا ولو للحظات وسنترك لك حرية قرارك في ان تعطي او تمتنع ، وشكرا لقلوبكم الطاهرة النقية ودمتم مسلمين .

مرسى القلم :

يا عزاه المجد بصقور المشارق *** يوم صار المجد بديار الرذيلة

الجبال اللي على الماضي شواهق *** انطوى التاريخ بالفكرة الدخيلة

وقالوا الأديان ما تصنع فوارق *** والأصيل ابن الأصيل ابن الأصيلة

والضعيف اللي رهن عمره مراهق *** أرملوا أمه وخلّوها هزيلة

والفقير اليوم وأصحاب السوابق *** يحملوا حمل المخاليق الثقيلة

يا زمان الذل يا عهد الخوارق *** وش جنينا من مآسينا حصيلة

غير ذكر الخوف وإحزان الخنادق *** والنفوس اللي تناشدكم عليلة

غير خطوات ٍ بها لمز السواحق *** نرفع الأجساد والهامة ذليلة

يا حسافه ضاعت أمجاد المشارق *** وكل غاية ما تبرّرها وسيله.

a.mo.h@hotmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-05-11 23:50:03

"2-5" حقائق عن اليمن

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد