في البدء لابد من الاعتراف أن تاريخاً رياضياً حقيقياً قد بدأ مع بطولة خليجي 20 الذي ستنطلق فعاليته مساء هذا اليوم وأن ثمة مستقبل كروي متميز قبل أن يصير واقعاً نعيشه ونتابعه بشغف مع هذا الحضور الخليجي الرائع ومع التقدم الكبير الذي لمسناه في أداء منتخبنا الوطني خلال المرحلة الماضية والتي اثبت فيها الشباب أنهم الرقم الصعب في مونديال اليمن 2010م( بطولة الشهيد ـ فهد الأحمد الصباح ـ رحمه الله ) أو هكذا هي الأحلام والأمنيات.

 ويبدو أننا مع هذا الاحتفاء بالحضور والمشاركة الخليجية في خليجي "20" قد نسينا نحن في هذا البلد أن شبابنا يمتلكون من المهارة والذكاء والفنيات العالية ما يجعل الرهان عليهم مربحاً ليس لأنهم مفاجأة ولكن لكونهم يمتلكون رصيداً حقيقياً من الانتصارات يسمح لمن يتابعهم بأن يقف بثقة معهم في تحقيق الانجازات والنصر عن جدارة.

هكذا المشهد الرياضي يبدو لنا في اليمن بل ليس ببعيد مطلقاً عن هذا المنتخب الأنيق في عروضه ولمساته الكروية أن يبلغ انتصاره حد اعتلاء القمة ..

هكذا الأحمر اليمني (منتخبنا الوطني ) يفتح أزمنة جديدة ويقدم مهارات طالما تمنيناها أن تكون حاضرة فينا وبيننا ..

بالتأكيد فإن هذا الأداء الكروي الرائع والنجوم التي تلمع بمبعث الدهشة في سماء الوطن وتنبض بالفرح ونشوة النصر لا يمكنه إلا أن يتنامى.. وإن نحن وقفنا وبمسؤولية في صف هذه النخبة الرياضية التي تسير في خط تصاعدي وتعطي من الإتقان والجودة ما يجعلنا نقف مذهولين من هذه الفنية العالية التي بلغت مرتبة تسجيل الانتصارات ..

والحق نقول: إننا لم نكن في يوم من الأيام فقراء في إبداعاتنا الرياضية وغير الرياضية حتى نرضخ لاشتراطات تجنيس الأجانب ودفع ملايين الريالات أو الدولارات لهم مقابل ذلك في وقت يعج فيه الوطن اليمني بقامات ونماذج شابة قادرة على الإبداع وتقديم فن كروي راق لا ينكره إلا جاحد أو قصير نظر.

 فاليمن بلد مصدر للكفاءات والإبداعات ولم يكن الوطن اليمني في أي زمن أو مرحلة من المراحل مستوردا للكفاءات بل مصدرا لها وبشهادة الأشقاء والأصدقاء.

 لهذا نتمنى من المسؤولين في وزارة الشباب والرياضة أن يعيدوا النظر في مسألة تجنيس الأجانب وان ليتابعوا ما بقى من منتخب الأمل الذين قدموا لنا الإبداع وبهروا العالم بأدائهم الكروي قبل سنوات ووصلوا العالمية ثم خفت أو أفل نجمهم إلا قليلاً من الأسماء ..

فاللاعب اليمني إذا وجد من يقدم له الحوافز ويحيطه بالرعاية والعناية.. نحن على ثقة بأنه سيبدع ويقدم ما لديه من فن كروي لا يضاهى ـ فقط لا تبخلوا على الشباب ببعض المال وتوفير رواتب مجزية ـ ومسألة تقديم خمسين مليوناً للاعب واحد أجنبي مقابل أن يلعب لمنتخب اليمن حولوا هذا المبلغ الضخم ليصبح رواتباً لعدد( 24)لاعباً يمنياً في الشهر وستجدون المردود ,إن عاجلاً أو أجلاً.

 وما بقى من سلبي بسيط يمكننا ان نتجاوزه بالخبرة والتمرس والقدرة على العطاء والتميز والثقة بالنفس ,وهذا لا يمنع في ذات الوقت ان يتم تجنيس أي لاعب عربي أو أجنبي يلعب في الدوري اليمني لكن لا يكون هذا على حساب اللاعب اليمني , ثم ما الذي يمنع أن يحترف اللاعب اليمني وتصبح مهنته الحقيقية لاعب كرة ونقدم له كل التسهيلات والإمكانيات ثم نحكم عليه أما أن نجلب أجانب ونمنحهم الفرصة ولاعبونا رواتبهم تقل عن مائة دولار فهذه فضيحة واسمحوا لنا لنقول لكم إن ما يحدث ربما يكون وراءه فساد أو عمولات أو صفقات مشبوهة لا ينبغي أن تتم ولا يمكن القبول بها على الإطلاق.

وختاماً ندعو الجمهور اليمني لمساندة المنتخب الوطني اليوم في مباراة الافتتاح أمام الأخضر السعودي.. والله الموفق

  Abast66@hotmail.com