منذ أن بدأ الحراك الجنوبي فعالياته قبل ما يزيد على أربع سنوات ونيف لم تكن هناك ثمة مؤشرات أو قناعات حقيقية تقود إلى الاستنتاج بأنه سيصل في نهاية المطاف إلى غايته في تحقيق مطالبه التي بدأت حقوقية وسرعان ما تحولت إلى سياسية تنادي بالتجزئة والانفصال فعلى العكس من ذلك ومع مرورالوقت أصبحت مطالب الحراك عبئ حقيقي على قياداته وأنصاره كما وأصبحت
الممارسات التي ترتكب باسمه ومن داخله حمل ثقيل على الناس يتطلعون جاهدين إلى الخلاص منها وبأي وسيلة.
ولما كانت مطالب الحراك قد وصلت إلى ذروتها من دون سقوف تحميها أو تحدمنها فإنها سرعان ما تحولت إلى قطار عاجز عن الحركة لا ينفع معه غيرالتشليح ومن هنا يمكن القول أن الحراك فشل أولا في جعل مطالبه أكثر قبولا وواقعية وقابلة للتسويق والإقناع.
الفشل الثاني يتمثل في عجز الحراك في الحفاظ على سلميته فهو وإن كان مايزال يتمسك بذلك إلا أن ما يحدث على الأرض من أفعال لم تعد تمنحه صكوك من أي نوع تؤكد أن لا علاقة له بها وأنه ما يزال سلميا إلى الدرجة التي كان وما يزال يتصورها البعض عدا ذلك فإن فشل قياداته إعلاميا خلق نوعا من الفوضى في داخله لم يقدر السيطرة عليها لتبرز المواقف متناقضة كما لو كانت هناك عدة جهات أو قوى تتصدى لها أو تقف خلفها لخلط الأوراق أو
لممارسة الارتزاق فالحراك في مجملة يوشك أن يتحول إلى مشروع استثماري كبير لمن هم بداخله ومن هم بخارجه من الانتهازيين والطفيليين والعاطلين عن العمل.
سأذكر مثالا بسيطا له علاقة في تأكيد الصورة غير السلمية للحراك ويتمثل في التصريحات التي أطلقتها قياداته قبل انطلاق بطولة خليجي 20 وهي بالمناسبة تصريحات عدائية زادت الطين بله وجعلت أي فعل عنفي قد يرتكب مرتبطا به ومن هنا فإن قيادات الحراك ما تلبث أن تتورط في تسويق الأفعال التي تنزع عنها ثقة الناس وأزيد من ذلك ثقة الأشقاء الخليجين والمجتمع
الدولي فيظهر الحراك كالحمل الوديع.
وتأسيسا على بدء يمكن القول أن الحراك فشل مرتين في الحفاظ على مطالبه الحقوقية المطلبية في الإطار الوطني الشامل هذا أولا،وثانيا في الحفاظ على سلميته وبهذا الفشل يصبح أمام قياداته مسؤولية جسيمة في إصلاح مساره وهذه بحد ذاتها مهمة صعبة تحتاج لعملية جراحية معقدة.
b.shabi10@gmail.com