بعد أن جف حبري .. وأغلقت كل دفاتري ، أحرقت كل كتبي .. وبعت كل قصائدي.. أرسلت رسالة لثقافتي ,, وقعت في الأخير (مستقيل) ، بعد انتظار طويل لعدل لن يعود ، لشعب يأبى أن يثور , لظلم لن يزول ، أرسلت رسالة لحكومتي وقعت في الأخير (مستقيل) .
بعد بحوث طويلة ودراسات فلسفية وبعد أن تحالفت هموم عالمي الصغير مع هموم عالمي الكبير اكتشفت أن المجنون في واقعي هو أعقل الناس فأرست رسالة لعبقريتي وقعت في الأخير (مستقيل).
بعد سنوات الاغتراب عدت لوطني فوجدت نفسي مبعداً تائها بين الحدود ووجدت وطني ممزقا وقد كثرت عليه الذنوب فأرسلت رسالة لوطنيتي وقعت في الأخير (مستقيل).
بعد كل تلك الحروب والانكسارات لم أنس هويتي يوماً رغم أنهم قد باعوام القضية لك أرضي لم تزل عربية فأرسلت رسالة لحكوماتي العربية وقعت في الأخير "مستقيل"
بعد ألم وحنين وذكريات عشق قديم شاء له القدر أن يموت أرسلت له رسالة وقعت في الأخير (أحبك) لكني مستقيل .
بعد أن عشت مع الجياع والمطحونين والبؤساء في هذا الوطن وبعد أن تجلطت الدماء في قلوب البشر كتبت للإنسانية رسالة وقعت في الأخير (مستقيل).
بعد ثلاثة وأربعين عاماً من الاستقلال وبعد تاريخ طويل مابين مد وجزر وبعد دماء زكية روت عطش الأرض كتبت لكل الأحرار رسالة جاء فيها :
إنني يا سادة عن كل ظلم وفساد (مستقيل) ، وعن كل شرور البلاد (مستقيل) ، وعن كل هموم العباد (مستقيل) ، أرسلت تلك الرسالة لـ"أخبار اليوم" صرحت صرختي الأخيرة حين سألوني ما الهوية ؟؟ أنا لست بدوية، لست عدنية ، لست صنعانية / لست حضرمية / لست لحجية ، لست تعزية ، يكفيني أن دمائي يمنية ، جدتي (بلقيس) وأمي (أروى الصليحية) تلك هي القضية وأنا عن كل كره وحقد (مستقيل).. (مستقيل).