لم نذهب إلى أي مكان كي نقول: عدنا.. وإنما كان الحدث يستحق أن نكون متفاعلين معه وأن نواكبه وللأسف لم نستطع سوى مواكبة السلبيات التي كان لها نصيب الأسد من وجهة نظرنا نحن المستضيفين والمواطنين والجمهور المغلوب على أمره؟
انتهى "خليجي 20" بعروضه وافتتاحه الجميل وانطوت صفحة من سجل إخفاقاتنا الرياضية ولكن هذه المرة بميزانية تفوق المليار دولار من أجل إسعاد هذا الشعب حسب وصف الصحف الأميركية والأوروبية والتي تناست القاعدة وتهديداتها لتنقل للشعب الأميركي صورة ايجابية عن حكومتنا التي تعمل من أجل إسعاد الشعب ولو بمليار دولار ، من أجل ملاعب كورة ومنشئآت رياضية ومرافق خدمية.. إلى جانب فنادق فيها قنوات مفتوحة على مدار الساعة من قنوات الرذيلة والفسوق ، ومراقص استحدثت وديمقراطيات ومتحررات يحضرن إلى مدرجات الملاعب.. وللأسف لم تكن السعادة نصيب هذا الجمهور اليمني وإنما كانت من نصيب غيره كالعادة ولا خلاف عليها.
وبين اكتفاء المسؤولين في الرياضية في بلادنا ورضى مسؤولي محافظتي عدن وأبين بالحاصل والقليل الدائم ولو انها مناسبة تجد أقل واحد منهم قد نهب له كم مليون عشان الحدث.. إلا أن مسؤولي محافظة لحج كانوا الأكثر جشعاً وطمعاً ونهباً للملايين بل والمليارات من الريالات التي اختفت دون أي خبر.. والآن بدأت الفضائح تطفو على السطح وصدقوني من قبل بعض المسؤولين الذين لم يكن لهم وجود في كشوفات النهب ولا حضور في ولائم الاقتسام بالغنائم التي فاقت أرقام خيالية ـ وهذا من أجل إسعاد الشعب حسب زعم المسؤولين في بلادنا ـ جزاهم الله خيراً.
قبل أيام قرأت تصريحاً غريباً وجريئاً لرئيس الجمهورية حين قال: إن وزير الشباب ورئيس الاتحاد ومسؤولي الكرة في بلادنا قاموا بتعيين أعضاء المنتخب بالواسطة وكأنه شيء غريب يا سيادة الرئيس أو هو اكتشاف جديد.. فكل ما في هذا الوطن بالواسطة حتى لدرجة تعيين حارس في بوابة وزارة أو سواق من عائلة أي مسؤول كان صغيراً أو كبيراً ، كل شيء بالواسطة.. الأكل والشرب والتوظيف وحتى إفشاء السلام بالواسطة ، وإلا لما كان بعض المتهمين بإلقاء السلام على بعض المسؤولين في غياهب المجهول بدون أي جريمة سوى إفشاء السلام والذي هو سنة ورده واجب.
وإذا كان هذا التصريح يكشف للشعب حقائق فأين الحلول ؟ أين القرار المنتظر بعزل وزير الشباب والرياضة وحل اتحاد الكرة وتغيير كل أعضاء المنتخب من لاعبين ومسؤولين ومشرفين؟ لعلنا نجد أسماءً جديدة تخاف على سمعتها قبل أن تخاف على الملايين التي تصرف لغيرها ولم يكن لها فيها نصيب ، وهذا هو الغريب فعلا يا جماعة الخير ، فنحن ننتظر من أصحاب القرار القرار المناسب ، لان الشعب ليس بيده شيء والأمر كله الله وثم لولاة الأمر.
انتهى الحدث بمليارات من الريالات وما أحوج الكثير من المواطنين لمثل هذه الأموال التي تهدر من اجل إسعاد ضيوف اليمن وعلى حساب أفراح وأحلام المواطن ، وما أحوجنا جميعا للاستفادة من هذه المليارات التي نهبت في محافظة لحج من اجل توظيف العاطلين هناك والمتضررين والذين يخرجون للنهب من اجل العيش ولكن الفرق ان هذا المواطن اذا خرج وقام بعمل خاطئ فعادة ما تكون آثاره محدودة على أشخاص وبكمية معروفة ومبالغ محددة وأما المسؤول فان النهب لديه تكون عادة في خانة الأرقام التي تصل إلى الستة وأحياناً إلى السبعة وآثار ما قام بنهبه اكبر لأنها تعود بالسلب على الوطن بأكمله فتتعثر مشاريع وتتعطل مصالح كثير من الناس ويصبح الكثير عاطلين وإذا ما خرجوا يطالبون بحقوقهم كمواطنين طلع هذا المسؤول ليتكلم في الوحدة والثوابت الوطنية وقيمة الوطن والتي لم يعرف هو عنها شيئا سوى النهب والهبش وحسابات سويسرا تجمع وتطرح .
انتهى الحدث وأتمنى أن لا ينتهي مسلسل الفضائح المالية والإدارة وإذا ما كانت وثائق ويليكس قد أشغلت العالم اجمع إلا أننا سنظل نحن منشغلين بأحداثنا الداخلية أكثر وننتظر أخبار أكثر وفضائح أكثر لعله يكون هناك تغيير في أي قيادة محافظة أو وكلائها وأرجو من بعض مسؤولينا الاكارم أن ينتبهوا لكلامهم وتصريحاتهم لأنهم يقولون مالا يعرفون وعادة ما يتحججون بالثوابت الوطنية وقيمة الوطن الذي أصبح في جيوبهم وحساباتهم وبالدولار طبعا عشان لو ارتفع يكونوا كمان كسبانين ، ولهذا نقول انتهى الحدث، فهل تنتهي اخفاقاتنا الرياضية ؟ وهل تنتهي بعضا من إحزاننا وآلامنا ؟ هل تنتهي البطالة التي تملأ الشوارع ؟ هل ينتهي الحديث عن الفضائح المالية التي تحدث في كل إرجاء الوطن ؟
انتهى خليجي 20 وتبقى مأساة "25" مليون مواطن يمني ينتظرون انتهاء الخوف من القادم وينتظرون متى يجدون شيئا من التصحيح من قبل قيادته؟ وإلا صدقوني فما حدث في مصر بالأمس لن يكون ما يحدث هنا أبعد منه أبداً مهما حاولوا توزيع ما تبقى من القمح الممنوح من دولة الإمارات مسبقاً للمواطنين وليس للمنافقين ، للمواطنين وليس للمواليين ، للمواطنين وليس لمن يقاسم المواطنين ما رزقهم الله ، وكما قيل (مسلك يتصدق وإبليس يتسبّق)
مرسى القلم:
المال والسعادة
ما عاش عمره سعيد** منهو بخيل وشديد
والمال لا ما يفيد *** أو يشتري لك سعادة
رضوان رب الملا *** من فوق عرشه اعتلا
من قبل زود البلا *** يسكن فؤادك زيادة
لو زاد عمرك وطال ** لا بد تلقى الزوال
لا غيّر الله حال *** لهل التقى والعبادة
المال لو صار غاية *** فالعاقبة بالنهاية
كم في الخوالي حكاية *** للعبرة والاستفادة
ياللي كنزت الذهب *** عجيب أمرك عجب
لو كان مثلك وهب *** للخير حاز الريادة.
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
انتهى الحدث وعدنا من جديد 1819