أمس الأول وتحت عنوان (اضعف الإيمان -اليمن مشكلة خليجية) قال الإعلامي الخليجي داود الشريان في جريدة الحياة ونقلته "أخبار اليوم" إن 80% من المصوتين في الاستفتاء الذي جرى في موقع العربية نت قد صوتوا لصالح الخيار الثاني الذي يقول (إن انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي سيجر المجلس إلى أسفل ) .
ويستنتج الشريان بان غالبية أبناء الخليج لا يرحبون أو لا يرغبون بانضمام اليمن إلى مجلس التعاون وعلل ذلك بأسباب كثيرة اقتصادية واجتماعية وأمنية وسياسية والخ والحقيقة التي لا ينبغي القفز عليها والتي تؤرق الخليج العربي بأسره ليست الظروف الأمنية ولا الوضع الاقتصادي ولا الأوضاع الاجتماعية ولا غير ذلك ولا مما ذكر في الاستفتاء والأدلة كثيرة وواضحة ولا يمكن إنكارها أو محاولة الالتفاف على الواقع والظرف الدولي والإقليمي المعقدين، فبالنسبة لدول الخليج العربي ومع الأسف الشديد هم لا يدركون مخاطر مثل تلك الآراء غير الواقعية وغير المدروسة ولأسباب عدة، لعل أبرزها غياب الدراسات الاقتصادية والديموغرافية التي يفترض أن تكون حاضرة ومنذ زمن بعيد لتكشف الحقائق للجميع وتقدم الفرضيات الواقعية العلمية والصحيحة في الوقت الذي لا ننكر بان هناك من يشوه صورة الإنسان اليمني في الخليج ككل إما بممارسة أساليب الشحاذة بالطرق الحديثة أو بالطرق البدائية الحال من بعضه، ناهيكم عن الهجرة غير الشرعية والتي تصطدم بالقوانين والأنظمة الخليجية ويتحول جزء منها إلى عالة .
ثانيا والاهم أن الإرادة السياسية لغالبية الدول الخليجية غائبة أو مغيبة لظروف ربما يدركها القاصي والداني في المنطقة، فنظرة الشك والريبة التي تولدت لدى صانع القرار الخليجي ومنذ أزمة وحرب الخليج الأولى من اليمن لا زالت قائمة وحاضرة بل ليس من قبيل المبالغة القول أن ما يقال في الفضائيات واللقاءات السياسية بين القيادات الخليجية والقيادة اليمنية لا يعد أكثر من مجاملات ليس إلا وبغض النظر عن بعض التصريحات الرسمية الموسمية من قبل هذا الطرف أو ذاك وفي هذه المناسبة أو تلك .
أما فيما يخص الجانب اليمني فنزعم أن اليمن يسير بخطوات بطيئة وبطيئة جدا لم يقدم رؤيته الواضحة المبنية على فلسفة اقتصادية واضحة بمعنى إننا لا ندري ماذا نريد من هذا المجلس الخليجي هل هي المساعدات المالية السنوية التي تقدم أم أن هناك أمور أخرى يجب التنبه لها ودراستها وتقديم وجه النظر إلى الخليجيين، على سبيل المثال الأسبوع الماضي كان هناك قمة خليجية في أبوظبي كان يفترض أن يكون لدى الجانب اليمني برنامج عمل تم الانتهاء منه ..اقصد مجموعة من المحددات والشروط التي وضعتها دول المجلس ليتم على ضوءها الحديث عن إمكانية اندماج اليمن وقبوله كعضو كامل في مجلس التعاون الخليجي أو على اقل تقدير نقل ذلك إلى قمة الرياض التي مقرر انعقادها بداية العام الميلادي الجديد لتكون الكلمة الفصل .
لكن الأهم في هذا كله إن اليمن وبصريح العبارة لن تؤثر أو تسحب الخليج إلى الأسفل وكما جاء في الاستبيان السالف الذكر، بل نتوقع أن المكاسب الخليجية اكبر بكثير مما يتخيل رجل الشارع الخليجي الذي صوت ضد انضمام اليمن ولسبب بسيط جدا أن أبناء اليمن عندما كانوا في الخليج قبل أزمة وحرب الخليج الأولى يمثلون رافدا اقتصاديا قويا في أماكن تواجدهم في الخليج وخصوصا في المملكة لان تدوير المال في السوق السعودية كان مختلفا ويشهد بذلك البعيد قبل القريب ومائة بليون دولار تذهب لشرق آسيا وكما جاء في مقالة الشريان يحتاج اليمن لربعها نقول للأشقاء إن الأموال التي يحصل عليها المهاجر اليمني يستثمرها داخل البلد التي يعيش فيها بعكس كل الجنسيات الأخرى عربية وأجنبية وهذا حسب اعتقادنا ما جعل اليمني واليمن عرضة لنكبات وزلازل المنطقة وعلى مر العقود المنصرمة وللحديث صلة ..
abast66@hotmail.com
عبدالباسط الشميري
اليمن والخليج ..من يسحب الآخر للأسفل ! 3531