حزم العام حقائبه ورحل دون أن نلتفت إليه أو حتى نودعه، رحل وترك في أعماقنا عبارات وكلمات طيبة كنا نتمنى أن نقولها وأفعالاً كنا نتمنى أن نفعلها ولكننا لم نتمكن من ذلك، لذلك لا أرغب دائماً بتوديع العام الحالي واستقبل العام الحديد، لأنني كنت قد وضعت وخططت لأمور تمنيت أن أنهيها.
ولكن بما أني لم أتمكن من إنجازها، فلن أشعر بحلاوة العام الجديد، لأنه جاء مبكراً وحال دون تحقيق طموحاتي، لم أتقاعس يوماً ولم أكن كسولة في يوم في الأيام، ولم تتعثر خطواتي في تحقيق ما أصبو إليه بسبب ذلك وإنما بسبب التعقيدات الإدارية والروتين المتبع في كافة الإدارات والوزارات "فيوم الإدارة بسنة وكذلك الوزارة فإذا أردت أن توقع أوراقاً من قبل المحافظ فلن تنجر ألا بعد طلوع الروح ويكن قد مر من السنة شهران أو ثلاثة أشهر هذا إن كنت محظوظاً، أما إذا كان لديك موضوع للمناقشة أولاً ومن ثم يتطلب توقيعاً فإنك لن توفق في أي أمر، من هذين الأمرين لأن الأول أصعب بكثير من الأخير والصعوبة في ذلك تكمن في عدم تواجد المحافظ في المحافظة أساساً، أما الأوراق فيمكن توقيعها في أي مكان حتى في السيارة!!
لا أريد التعمق في هذه المسألة ولكن صدقوني المحافظ السبب الرئيسي الأول وراء إخفاقي وعدم إنجاز الأعمال.
إن العام الجديد دائماً ما يجعلني أستقبله وأمامي كشف حساباتي أتفحص، ما حصدت طوال تلك الفترة السابقة وأخفقت،!! لست الوحيدة الذي أفعل ذلك وليست الوحيدة أيضاً التي توقفت طموحاتها عند نقطة معينة فمثلي كثير ممن تعرقلت خطاهم بسبب التعقيدات والروتين الذي يوماً عن يوم ثبت أنه البطل الحائز على لقب "ملك العراقيل" وبجدارة وعلى مستوى كافة الإدارات والوزارات في الجمهورية اليمنية.
والآن وبعد أن انقضى عام 2010م وولى، سنحاول أن نفتح باباً جديداً، أملا جديداً للعام 2011م ونحلم بان يكون عاماً أفضل وتصحح فيه الأخطاء والخروقات التي حدثت في عام 2010م.
وعلينا نحن أيضاً مراجعة أنفسنا وأن نقف مع أنفسنا وقفة صدق، لنتذكر أرباحنا وخسائرنا ولنصحح ونعدل جدول حياتنا ونستفيد ونتعظ من أخطائنا ولنرسم آمالنا بكل تفاؤل ولنعلم كيف نحب ونسامح ونمنح الحب لكل من حولنا، وعلينا أن نحافظ على من نحب ونستقبل معهم العام الجديد بعد أن فقدنا من الأحبة من فقدنا.
علينا ألا نفقد الأمل في عام جديد يمد ذراعي لنا وربما نجد فيه الأمان، علينا أن نبتسم في وجهه ونكرم ضيافته ونأمل منه الكثير ونرجو فيه الخير.
وندعو الله أن يعوضنا ما خسرناه وما لحق بنا من أضرار أصابتنا في العام 2010م.
فالأيام بيننا وأمامنا فلا ننظر خلفنا إلا بقدر ما نحتاج من دروس وعظات وعبر من الماضي!!
لنستقبل عام 2011م ولنتمنَ للجميع أن ينعم بالصحة والعافية والخير والمحبة والعدل والسلام بإذن الله.