إن المتأمل بعين العقل إلى معالجة السلطة للأزمات والقضايا الشائكة سيرى أن السلطة تستخدم الفساد كأداة ناجحة في نظرها لحل كل المشاكل العالقة التي تعصف بالبلاد، فالسلطة إذا رأت أي إشكالية في الساحة طرحت مبدأ
الحوار ودعت إليه علناً ،وهذا المبدأ من أفضل مفاتيح الحلول للقضايا المستعصية.
وبالفعل تعقد العزم على ذلك وتشكل اللجان للحوار ولكنها –أي السلطة- بدلاً من الحوار مع أصحاب الحق والمطالبين بالعدالة والمساواة فإنها تحصر الحوار مع نفسها ويدور الحوار بين السلطة والسلطة !!، وهذه
المعضلة تتكرر على مرأى ومسمع الجميع ،ولا ندري أهذا استخفاف بأصحاب الحقوق وضحك على الشعب أم أنها سياسية الواقع التي فطمت السلطة عليها ولا تجيد سواها ؟!..ونذكر هنا بعض استخدامات السلطة للفساد في
حل القضايا:
منها اللعب بالمال العام وصرف المليارات في تأسيس ما يسمى بلجان الدفاع عن الوحدة!!، ثم ممن يدافعون عنها وهم الذين طعنوها في مقتل؟! ،فإذا كانت الوحدة مطلب شرعي فإن محاربة الفساد ومحاسبة الذين استثمروا
قضايا الوحدة باسم الدفاع عن الوحدة للمصالح الشخصية واجب شرعي.
ومن استخدامات السلطة للفساد في حل القضايا اللجوء إلى مبدأ القوة وهذا المبدأ العقيم يعتبر أوهن من خيوط العنكبوت ،لأن مبدأ القوة دائماً يتحطم على صخرة المبادئ.
ومن استخدام السلطة للفساد في حل المشكلات العالقة أيضاً استخدام ديمقراطية الببغاء ،التي تندرج تحت شعار "قل ما تشاء ونحن نفعل ما نشاء" ..تلك الديمقراطية التي تدور مع هوى السلطة ،فما تراه السلطة مناسباً تراه
تلك الديمقراطية مناسباً أيضاً والعكس صحيح.
ومن استخدامات السلطة للفساد تجاهل أصحاب الآراء المؤثرة والاستغناء عن دورهم في حل القضايا ،وكذلك التخلي عن الأوفياء الذين وقفوا جنباً إلى جنب مع السلطة في الدفاع عن الوحدة والديمقراطية ،وهذا ما جعل الكثير
منهم يتحول إلى الجانب الآخر حفاظاً على مراكزهم الاجتماعية ،التي فقدوها في ذلك الوقت.
سلام سالم أبوجاهل
عندما يتحطم الظلم على صخرة المبادئ 1783