حديثنا اليوم ذو شجون، له مساحة شاسعة في ذاكرة كل فرد فينا, مكان جمعنا لسنوات ليست بقليله, ورسم ملامح شخصياتنا وصقل مواهبنا وهواياتنا.
هذا المكان هو "المدرسة"..
لا أبالغ حينما أقول إني ومنذ نعومة أظفاري كنت مميزة على قريناتي وزميلاتي وجيراني وكنت محبوبة مدرسيّ ومدرساتي منذ الصف الأول وحتى الثاني عشر.. كنت احصل دائما على المراتب الأولى في نصف العام

وآخره.. والسر هو أني كنت أحب المدرسة وأهوى التعليم من أعماقي.
 لا زلت أتذكر أول يوم دراسي لم ابكٍ مثل البقية بل كان قلبي يدق فرحاً وبهجة ولن أنسى أن أول كلمة كتبتها وتعلمتها في حياتي كانت "تفاحة".
نجوم برزت في سمانا وطبعت اسأميها في عقولنا وتركت بصمة لا يمكن أن تنسى مهما طال الزمن, الأستاذ دفع الله السوداني أب بمعنى الكلمة, الأستاذة/ عزيزة المصرية ذات القلب الطيب, الأستاذة/ أمرية أمي

الثانية, الأستاذ/ فضل العبقري, الأستاذة/ رجاء الصارمة ـ أستاذة/ شكرية ـ من جعلتني أعشق اللغة الانجليزية – الأستاذة/ عفاف - قمة الرُقي والذوق في التعامل.. كثير كثير أولئك الآباء والأمهات

الذين تركوا بصمات في حياتنا، لا يمكنها أن تزول حتى آخر رمق فينا.
ولن أنسى زميلاتي ما حييت.. إجلال منافستي دائماً على المركز الأول واهتمام المدرسين, أمة الرزاق توأمي- خديجة الرزينة - خلود المشاكسة, هيفاء ذات الصوت الجميل الصادح بالقران الكريم الذي كلما

سمعناه تفيض أعيننا دموعاً وخشية.. صفاء المرحة, وغيرهن كثير، ولاسيما أولئك الأكبر مني اللاتي كنت أحب مصادقتهن من الصفوف العليا وأذهب دائما لزيارتهن في فصولهن.
إنها المدرسة.. الإذاعة المدرسية, الاحتفالات الوطنية والإنشاد, المسابقات والمنافسات بين مختلف الشُعب والفصول, ما أحلاها أيام زمان.. ذكريات جميلة ومحببة إلى النفس، كنا نظن أن المدرسة نهاية العالم,

وآخر ما يمكن أن نصل إليه من معارف ومعالم.. معلمونا ومعلماتنا.. كل واحد فيهم رسم جزءاً من شخصياتنا.. كان للمعلم تأثيراً قوياً على أي طالب,, أما الآن للأسف في مدارسنا لم تعد الدراسة مثل السابق، لم

تعد العلاقة متكاملة بين الطالب والمعلم, فُقد الاحترام والثقة في التعامل بين الطرفين وصارت في قمة الغرابة والعدوانية, وهذا ما يسّير العملية التعليمية إلى الأسوأ.
إن العلاقة بين المعلم والطالب تعتبر من أسمى العلاقات الإنسانية التي تشكل شخصية الطالب السوية المستقيمة لاسيما حينما يكون المعلم فاضلاً و قدوة حسنة.. رعى الله معلميي ومعلماتي الأفاضل.. كلمات الشكر والثناء

في العالم لن توفيهم حقهم فأنتم من جعلتموني كما أنا الآن.. راضية عن نفسي, جهودكم لم تذهب سُدى,, رعاكم الله أينما حللتم.