البعض يكذب ويدعي بأنه كذب أبيض والبعض الآخر منا يكذب حتى يتجمل لتبدوا صورته عكس ما هو عليه وأحياناً نكذب على أنفسنا حين يكون الواقع أقسى وأمر وأكبر من قدرتنا على احتماله!! ولكن في كل الأحول يبقى
الكذب هو الكذب، فهناك من يكذب قائلاً بأن التعليم لم يكن منتشراً قبل الوحدة والآن انتشر التعليم والمدارس والجامعات وأصبح العلم متاحاً للجميع، ونحن نقول لمن يكذب حتى يحسن من صورته أمام المسؤولين.
أولاً لا يجب إقحام الوحدة بكل الأحاديث والوحدة على عيني ورأسي ولن استطيع أن أقول فيها أي شيء ولكن ليسمح لي الجميع أن التعليم كان منتشراً ومتاحاً للجميع دون استثناء، فقد كان التعليم أساسي لكل فرد من أفراد المجتمع
حتى الفتيات كانوا يدرسن ويكملن تعليمهن الجامعي الذي كان مجاناً، بل أنه كان يتم إعطاء مساعدات مالية للطلاب الجامعيين وكان يتوافر لهم السكن المجاني حتى المواصلات كانت توفر للطلاب الجامعيين.
أما الآن لم تعد الفتاة تدرس وان درست حتى الجامعة يجب أن تضع في حساباتها بأنها لن تتزوج لأن الراغبين بالزواج لا يقبلوا الزواج إلا بفتاة صغيرة السن، لم تكمل دراستها "لذلك نجد أن الأمية بدأت بالانتشار، خصوصاً بين
الفتيات"، وحتى الأولاد أكثريتهم لم يكملوا تعليمهم بسبب خروجهم للعمل فقد زادت في الآونة الأخيرة نسبة الأولاد أو الأطفال العاملين وهذا الأمر بدوره ساهم كثيراً في عملية تسرب الأولاد من المدرسة، بالتالي انتشار الأمية
بينهم وهذا واقع ولا داعي لأن نكذب ونغطي عين الشمس بمنخل كما يقول المثل.
وكذبوا أيضاً قائلين أن الصحة أصبحت في متناول الجميع وأن أعداد المستشفيات بازدياد وأن الطب في تقدم مستمر وذلك لوجود التقنيات الطبية الحديثة، نعم وجدت التقنيات الطبية العالية وكذا استخدمت أحدث الأجهزة في الطب،
ولكن هل كل ذلك موجود في المستشفيات الحكومية!!
طبعاً لا، فكل ما ذكر موجود في المستشفيات الخاصة أما المستشفيات الحكومية، فقد مللت من كثر الشكوى فالشكوى لغير الله مذلة.
وكذبوا علينا قائلين بأن هناك لجان لمعالجة مشاكل الأراضي وأن هذه اللجان ستقوم بحل كافة القضايا الخاصة بالنزاعات على الأراضي، فلا نعلم لماذا لم تكمل هذه اللجان عملها؟!! ولماذا لا رأيتم إعطاء صلاحيات كتابية
لمحافظ عدن للنظر في هذه النزاعات؟!! المهم أن يتم النظر في هذه القضايا حتى تتعرقل مصالح المواطنين.
كذبا علينا وقالوا إن مصلحتنا هدفهم وهتفوا وهتفنا معهم ووصلوا إلى مباغيهم فعندما جلسوا على الكرسي نسوا أنهم وعدوا شعباً للدفاع عن مصالحه وخلفوا الوعد ما عرفوا أن حبل الكذب قصير.
وكذبوا علينا أيضاً قائلين أن هناك حملة لمحاربة حيازة السلاح وحمله وبيعه والاتجار به؟!! فلا نعلم على من شنت هذه الحملة وكيف كان عملها؟!! لأن الصحف تطالعنا يومياً بحوادث مؤسفة نتيجة حمل السلاح، يومياً
نشاهد العديد من المواطنين العاديين يحملون أسلحة "مرخصة" وطالما وأنها مصرح باستعمالها ومن قبل جهة مسؤولة، فكيف نقول أن هناك حملات لمنع حيازة الأسلحة؟!! ألا تجدون معي أن هناك تناقض واضح؟!!
وأخيراً تحية تقدير واحترام وإجلال لشعب تونس" العظيم" الذي رفض أن يعيش بقية حياته، فخرج رافضاً الوعود والأكاذيب.
??
كروان عبد الهادي الشرجبي
كذبوا علينا 1956