التقشف:
يعني شد الحزام ومحاولة الحرص على الصرفيات، ولكن من منظورها الحكومي تكون عادة إيقاف بعض المشاريع التي لا تفيد (ولا أدري كيف لا تفيد وقد تم إقرارها مسبقاً؟!) وكذا وقف سفريات بعض الوزراء من عشر سفريات في الشهر إلى ثمان وتقليص عدد المخزنين في المجلس من عشرين إلى ثمانية عشر.
لا موظف سلي ولا عاطل مستريح:
بالفعل أصبحت هذه هي حكمة زماننا الحاضر ولم يعد أحد يحسد أو يغبط أحداً على وظيفته.. فالموظف المسكين لم يعد يجد ما كان يحصل عليه قبل سنوات من مكافآت وتحسين معيشة وبدلات، بل ويصل الحال في بعض المرافق بإيقاف أهم بدل وهو بدل المظهر كما هو الحاصل عند مذيعو الفضائية اليمنية والذين أصبحوا يبثون شكواهم ..والخوف يتربص بهم من الفصل والإبعاد، كما هو حال الكثير ممن تكلموا وتم نفيهم إلى المجهول أو على الأقل إلى المعلوم بدون أي عمل.
وبالمقابل أصبح المواطن العادي أو بالأصح العاطل هو الآخر يستعد في كل مرة لشد الحزام.. ولا ندري متى سيصبح قسمين من كثرة الشد.. والسبب قالوا التقشف من أجل توفير الميزانيات وإقلال الصرفيات والموازنات أو على الأقل أن لا يتم إهدار وقت جلسات البرلمان في إقرار موازنات إضافية وهي مقرة مسبقاً ولا تحتاج للنقاش اللهم من باب إسقاط الواجب الديمقراطي فقط.
موازنات وهمية:
الأرقام التي تكون عادة في خانات الستة أو السبعة وأحياناً ثمانية أرقام أو أكثر لا ندري كيف تذهب هباءً منثوراً في أيام معدودة وكثير من الأحيان نسمع عن اعتماد مبالغ مليونية أو مليارية من أجل إقامة مشروع كذا أو إكمال طريق كذا أو حتى تحسين كذا وكذا.. وللأسف لا نجد شيء سوى الكلام وكان مع الكلام قليل من الأوراق التي سرعان ما تختفي من الأدراج وتذهب أدراج الرياح بدلاً من أدراج المكاتب.. ومخصصاتها تذهب طبعاً إلى بعض الحسابات والجيوب التي لا تشبع.
بدون تبذير:
أصبح الكثير من المقبلين على الزواج من فئة الشباب لا يفكرون كثيراً في إقامة عرس يتم فيه دعوة الأصحاب والأحباب والأقارب بسبب الخوف من التبذير.. وعلى الأقل "ما سيذهب للناس سيفيد العريس كثيراً في متطلبات الحياة" ولو أن العديد من الشباب أصبح يعزف عن الزواج بسبب الخوف من المجهول وهذا قد يكون طبعاً في مجال محاربة التبذير والمبذرون إخوان الشياطين.. وما يحصل في أعراس بعض الذين فتح الله عليهم وجعل لهم السلطة على بعض من عبيده يقيمون الولائم التي تذهب نصف مأكولاتها إلى القمامة وكثير من الناس يعيشون على براميل القمامة من خلال تجميع قوارير المياه والعلب البلاستيكية وغيرها من الأشياء التي تكون قابلة للأكل.. وهنا تتضح فكرة التعاون في المجتمع بين الأغنياء والفقراء ..واعتبروا صدقاتكم وصلت ولو عن طريق برميل القمامة.
كشوفات فساد:
كثيرا ما نقرأ عن قضايا الفساد والتي يقوم الجهاز المركزي واللجنة الوطنية لمكافحة الفساد وكل العاملين فيها والعاملين عليها ومعها وبها، ونجد العديد من القضايا التي تجعلنا ندرك أنه لازال هناك خير.. ولكن للأسف لا نقرأ إلا من مصادر خارجية وما تكتبه عن اليمن أو مايعاد نشره على بعض الصحف اليمنية أو بعض المواقع الالكترونية التي تقوم بنشر الأخبار التي تخدم المواطن قبل أن نبحث عن وسائل الإعلام التي تخدم الحكومات على حساب المواطن.
وما يزيد الحسرة أننا لم نسمع عن محاكمة فاسد أو حتى مساءلته.. والأغرب من هذا كله أنك تجد بعض الفاسدين يرد على بعض الاستفسارات وليس الاتهامات.. يا إخواني هي مجرد استفسارات، فيرد وكأنه فتح مغارة "علي بابا" أو اكتشف لنا كنوز قارون ويمتدح فساده أمام الجميع سواء كانوا شعباً أو ممثلي الشعب في البرلمان.
تقشفوا يرحمكم الله:
في الختام لابد على المواطن أن يكون أكثر تقشفاً من أجل أن ينعم بالرشاقة الربانية الطبيعية من دون أن يحتاج إلى "الريجيم" وعلى الأقل من أجل تطبيق حكمة أصحاب الباصات الفسح في القلوب أو الجيوب وكله على السواء.
مرسى القلم:
ريحة البارود أزكى من العطور *** في قواميسي ولا هي مرجله
وش يفيدك إن تعلمت الزبور *** وأنت ماتعرف معاني البسملة
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
سياسة تقشّف المواطن وتكشّف الفساد 1978