على نافذتي أجده كل صباح، ذا الريش الناعم الملون والنظرة الحزينة وملامح تبدو وكأنها تخفي أسراراً عميقة أثقلت كاهله ، وكأن بيننا موعد يومي يوقظني دائماً في الوقت المحدد لا يتأخر ولا يتقدم، كـ "ساعة ذكية" أبدع في
صنعها الخالق ويشدو بصوته البديع كموسيقى مذهلة ألفتها اولكسترا"عالمية.. صوته يبعث في نفسي الهدوء والارتياح والاسترخاء العميق ، أتجاوز إرهاق ومتاعب اليوم بمجرد رؤيته على شرفة نافذتي.. وعندما أستيقظ
من نومي فرحة بشوشة والابتسامة مرسومة على شفتايّ القي عليه "صباح الخير يا طير"، وفي نفس اللحظة يرد التحية ولكن بلغة الطير، ما أجمل لغة الطير.. لغة صادقة جميلة تترجمها ألحاناً صادحة نابعة من أعماق
الوجدان.
في بادئ الأمر كان يأتي ليأكل بعض الحبوب وفتات الخبز التي أضعها له ولكن بعد ذلك لم يكن يأتي إلا من أجلي فقد صرنا أصدقاء، ويا لغبائي حين أردت يوماً أن أحبسه في قفص، فقط ليكون بالقرب مني دوماً ولم أفكر أن
حريته أغلى ما يملك وسيعيش حالة من الحزن والأسى، وإن كان مجرد التفكير فقط يبث الرعب في نفسي.. استيقظت يوماً ولم أجده على شرفتي.. انتظرت وطال انتظاري.. فلم يأتي.. لقد مات السنونو
..!!
لا ادري كيف ولماذا، ربما على يد طفل طائش أو عاصفة هوجاء، ولكني متأكدة أنه رحل ولن يعود.. رحل وتركني وحيدة مع الهموم والأحزان، لماذا؟! ... عفواً لا استطيع أن أكمل..
يا طائر السنونو
أترى الجبال الفارعة؟
أترى الثلوج اللامعة ؟
أترى الفتاة....
تلك الفتاة..
خلف الحجوب المعتمة
اذهب إليها..
حافظ عليها..
بجناح عطفٍ أو بريح مرسلة
أثني الثلوج عن التدافع نحوها
يا طائر السنونو...
ملاك عبدالله
وطائر السنونو ..! 1687