ها أنت ذا قلت لي وداعاً ورحلت..
رحلت وتركتني بلا إحساس بلا أمل.. تركتني وحيدة أردد قال لي وداعاً ورحل بصمت.
لقد سقط الحلم الجميل بيننا فاقداً للوعي.. وامتدت يد الوداع لتغطي رفات حلما.. ها قد قلنا وداعاً وملأنا الفشل وسكنا الحزن وقتلنا الفراق..
قلنا وداعاً مملؤة بالأسى غير مصدقة أننا قلناها.
فهل انتهى الأمر؟!
هل انتهت الحكاية حقاً؟!
هل غادرنا الحلم إلى الأبد؟!
هل غابت الشمس عن فصول حكايتنا للمرة الأخيرة؟!
هل أصدق هذه المأساة؟!
لو أني صدقت هذه المأساة.. فماذا ينتظرني؟!
وبأي وجه سأستقبل الغد.. بل وأي غد سيطرق بابِ بعد أن ارتسمت فيه صورتك وأنت مودعاً لي.. محمولاً على الأكتاف؟!
أي شيء ينتظرني لو أني صدقت انتهاء الحلم الجميل؟!
هل ستشرق الشمس كعادتها كل يوم؟!
ربما تشرق.. ولكن لن تدخل حجرتي، فالشمس لا تشرق إلا لبناء غد جديد.. وأنا لا غد لي بدونك.. فقد لقنني الفراق درساً قاسياً من دروسه..
فلم أعد أحتمل ألم الفراق.. فراق بعدك عن دنيتي.. التي ليس لها معناً من دونك.
هل تراني صدقت الفراق؟!
كيف أصدق الفراق وقد كان الشوق إليك أول دروس الحب الذي تعلمته على يديك..
فتعلمت الحب وبدأت أكتب اسمك فوق كل الأوراق وعلى الجدران
رحلت وقلت وداعاً بصمت.. لم أصدق رحيلك ولكني سأصبر وأنتظر
أنتظر اليوم الذي ألقاك فيه وما أظنه ببعيد..
فما عدت أطيق الفراق
ولا أطيق البعاد.. فها أنا ذا آتية إليك.. محملة بالأشواق.. فرحيلي عن هذه الدنيا إلى دنياك هو غايتي.. فبلقياك تنتهي الأحزان وتختفي الآلام..
فما عدت أطيق الفراق.. فلا تقل لي وداعاً
كروان عبد الهادي الشرجبي
لا تقل لي وداعاً 2040