بداية:
انتقاء التوقيت الجميل بين حفلة الفنان الكبير العالمي/ فؤاد العديني - أقصد فؤاد اليمن بنفس توقيت يوم الاعتصام الشعبي والمطالبة بالإصلاحات الداخلية والتي على ضوئها ستجدد الكثير من الملامح والمواقف والاتجاهات
جعلني في حيرة من أمري وكله يوم الخميس وثلاثة فبراير.
مشاركة بمقابل:
قال لي أحدهم لابد أن نشارك في يوم الغضب.. فقلت له هل التي ستكون في التحرير أم التي ستكون على ملعب الظرافي ، وكله غضب، هذا غضب حق المشترك وهذا طرب حق الحاكم، وماذا لو شاركت وتم تغيير الحكومة
هل سيتم تعيني وزيراً للصحة مثلا؟؟ عادي مدام وأنا عندي شهادة ثانوية، وأحسن من غيري، على الأقل كان في معانا سبعة وزراء مادرسوش حتى محو الأمية، يعني على أقل تقدير تكون وزارة الصحة لي.
من حكايات الغباء:
يحكى أن أحدهم اشتكى لصديقه أنه عاطل عن العمل منذ فترة ولا يدري ماذا يفعل، فأشار عليه أحد أصدقائه بوضع قليل من التراب وبيعه في أكياس صغيرة مربوطة بعناية وبيعه بسعر زهيد تحت مسمى علاج الغباء وينصح
استخدامه في الظلام من خلال سكبه على اليدين، وبعد نجاح خطته الشهيرة جاء إليه أحدهم وقال له يا أخي هذا فقط مجرد تراب، فأجابه : الآن بدأت تفهم!!
جيل بعد جيل:
ومن العجيب أيضاً أن كلاً منا يحاول أن يقنع أقاربه وذويه ومن حوله ومن يرأسهم حتى على مستوى مشرفي عمال البلدية حول وجهة نظره وأنه يقول كلاماً صحيحاً 100%.. وأنه يستحق أن يقول "ما أريكم إلا ما أرى"،
وعليه.. فكل من عارضه أو اختلف معه هو مجرد غبي لا يستحق الالتفات إليه مطلقاً.
وتستمر الحكاية:
وإذا كانت حكايات الجهل المتوارث أصبحت ميزة الكثيرين، فلا داعي للخوض في مسائل مثل غياب فترات زمنية وتأريخ أمم وشعوب ونضالاتها عن كتب التاريخ أو على أقل تقدير عن روايات وحكايات كبار السن ومن عاصروا
هذه الفترات، ولكل شخص تاريخ وجغرافيا ونحو ، ولكن أليس الله غفور رحيم؟؟
كل ما يلمع ذهب:
ولأننا من عشاق اللمعان فإن من وجهة نظرنا أن كل ما يلمع بالفعل ذهب ، حتى وإن كنا نعرف مسبقاً حقيقته، حتى وإن حاول أحدهم تنبيهنا إلى أن هذا المنظور خاطئ.. فلا تشفع معنا الاستدلالات ولا يغنينا التاريخ ولا نقتنع
بظروف الزمان والمكان، فيكفي أن تجد البطل المنشود وراء أي مسيرة صغيرة أو كبيرة أو متحدث في إحدى القنوات ليل نهار أو ممن يبتدعون أفكاراً تتصف بالحماقة اللامحدودة أصبح ذو شعبية وأصبح يستحق أن يكون مواطناً
له أحقية القول والكلام والتصريح والتعبير والهدرة والاستحواذ على مجالس العامة من الشعب من أولهم لآخرهم.
سنظل كما نحن:
ولعل الخطاب الحكومي والرسمي يظل عادة، كما هو في رمي الاتهامات للأطراف الأخرى سواء كانت على صواب أو على خطأ.. وللأسف نحن لم نجد إلى الآن من يقول كلمة حق نستطيع من خلالها أن نقول: إنه بالفعل
رجل غيور على وطنه وليس رجلاً غيوراً على مصلحته الشخصية التي لا تتعدى وظيفة مرموقة رسمية إلى جانب ثلاث أو أربع وظائف في الخفاء وما أكثر رؤساء المؤسسات والوكالات.. وكله كلام في كلام.
77 لون:
البعض الآخر من الناس تجده يستطيع التأقلم مع الجو العام وما تفرضه عليه المصلحة الشخصية ويلزمه عمله.. فهو قادر على أن يكون موالياً للحاكم في مقابل عمله في وظيفة حكومية وسرعان ما ينتهي هذا الولاء من خلال
عمله في أي مؤسسة تهتم بل وتريد فقط من يقول كلمة لا ،حتى أصبحنا في يومنا هذا نبحث عن معارضة من أجل المعارضة، لكي تقوم بدور التوجيه الصحيح للمعارضة ومتطلبات العامة من الشعب.. وركزوا حفظكم الله
العامة من الشعب وبالتأكيد شعب اليمن وليس سواه.
ختاماً:
لم نعد ندري ما هي الحلول.. فلو تكلمنا عن الصمت والجلوس في المنزل.. فنحن نعلم جيداً أن لدينا حكومة تعشق الصامتين والسكوت من ذهب، وإذا تكلمنا ووجدنا من يتكلمون كنا أكثر ضعفاً لأنه لا يوجد في وطني
معارضة تستحق أن يكون لها صوتك.. فالحكاية باختصار لا غيّر الله حال على أهل الأقوال قبل الأفعال، وقيل دوام الحال من المحال!!!
مرسى القلم:
ما يجوز
كُلْ مَرَّه فِيْهَا تِزْعَلْ وأنَا أرَاضِـي
بَسْ لأنَّي عَارِف أسْرَار الرُّمُـوزْ
وإلاَّ تِخْطِي أنَا أسَامِحْهَا وأغَاضِي
وُلَوْ أنَا أزْعَلْ هِي تِسَمِّيْهَا نُشُوزْ
وُلَو اذَكِّرْها تِقُول المَاضِي مَاضِي
وُلَو نَسِيت اشْلُون تِدْعِيْنِي عَجُوزْ
وُلَوْ أسَامِرْهَا تِقُول القَلْب فَاضِي
مَا أحَدْ لَلْحِيْن فِيْ قَلْبِـي يِحُـوزْ
يِمْكِنْ اطْلَع مِنَّها خَالِي وِفَاضِـي
وإلاَّ غِيْرِي فِي هَوَاهَـا بَايِفُـوزْ
بَسْ أخَاف انِّه بِيُوم تِصِيْر قَاضِي
وتِحْكُم إعْدَامِي عَلَى ظَهْر الكُرُوزْ
كَان فِيْكُم خِيْر دِلّونِـي بِقَاضِـي
لأجْلْ تِدْرِي إنَّ ظُلْمِي مَا يِجُـوزْ
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
يوم الغضب أو الطرب؟! 2292