التعدد في الشرع مسألة لها ضوابط وظروف ودعوة الرجال إلى التريث والتفكير قبل الإقدام عليها والمنطق الاجتماعي يتفق مع هذه الدعوة إذ أن العدالة تقتضي الحكمة وعدم التهور، أما المرأة فهي عموماً ما أن تتزوج حتى تعتبر زوجها ملكية خاصة ومنطقة محظورة.
وهي تقبل على مضض نزواته عسى أن ينصلح حاله، أما أن يتزوج زوجة أخرى فهذه كارثة تتمنى ألا تحل بها.
إن العديد من النساء إذا لم يكن الغالبية العظمى يرفضن فكرة أن يتزوج أزواجهن بأخرى.. وإذا ما حدث وأخذ رأيهن لا يوافقن إطلاقاً وربما يفضلن الطلاق على العيش مع ضرة!!.
غير أن - أم أحمد - ترى عكس ذلك فقد كان زوجها دائم التحدث عن رغبته بالزواج وحتى لا يفاجئها بزواجه ويضعها أمام الأمر الواقع ذهبت هي لتخطب له وتزوجه وهي تقول ما دمنا نقدم تنازلات في أمور كثيرة سواء العمل أو في العلاقات الاجتماعية أو المشاعر، فلماذا لا نقدم تنازلاً عن الزوج لصالح زوجة أخرى؟!.
وتشاركها الرأي - أم وجدان – الذي تزوجت زوجها عن حب وعاشت معه حياة سعيدة استمرت "15" عاماً ولا تزال تستمتع بالحب الذي أصبح مع العشرة والمودة أكثر ارتباطاً ولأنهما كما تقول لم تنجب له سوى الفتيات وهو يرغب وبشدة في إنجاب الأولاد ولأنها تحبه ذهبت هي لتخطب لزوجها وبالفعل تزوج زوجها من امرأة أخرى، وسارت الأمور طبيعية.
على الرغم من وجود نوع من النساء لا يمانعن من وجود الزوجة الثانية، بل يبادرن بالخطبة لأزواجهن وهن قليلات، فالغالبية الساحقة من النساء لا تفضل أن يتزوج زوجها بامرأة أخرى.
فالطبيبة "أ.م" علقت على ذلك قائلة: أنا لا أخالف شرع الله وأعلم أن الزواج من ثانية ليس حراماً، ولكن أنا لا اقبل أن يتزوج أبو أولادي بامرأة أخرى.. لأني لست مقصرة في أي جانب من جوانب الحياة، على الرغم من عملي إلا أنه لا يأخذ كل وقتي، فأنا أحرص على أن أخصص وقتي لبيتي وأولادي حتى أني رفضت إدخال شغالة إلى المنزل حتى لا أتكاسل عن أداء واجباتي المنزلية وإذا حصل وعرفت أن زوجي تزوج بأخرى دون أن يخبرني أو يعلمني بأمر هذا الزواج لن أشعره بأني أعرف.. حتى يعود إلى صوابه وإلى أسرته.
وتشاركها الرأي الأستاذة "أ.ف"، التي أكدت قائلة: إن الشرع سمح للزوج أن يتزوج بأربع، وأنا لن أسمح لزوجي أن يتزوج بامرأة أخرى، فالمسألة مسألة كرامة.
صحيح تواجه الحياة الزوجية بعض المطبات.. والإنسانة الذكية هي التي تستطيع أن تتخطى هذه المطبات دون أن تخسر حياتها الزوجية أو بيتها.
وإذا سعت الزوجة لإرضاء زوجها وعملت المستحيل علشانه وفي الآخر يتزوج عليها أن تتحمل من أجل أولادها هذا إذا كانت تحبهم وإذا تزوج الرجل بأخرى وعلمت الزوجة بعد فترة أي بعد أن يكون زوجها قد أسس أسرة أخرى، فهل سترى الزوجة؟!.
إن المرأة بشكل عام لا تريد أن تخرب بيتها بيدها هكذا بدأت "أحلام" حديثها.. إن المرأة إذا تزوج زوجها بأخرى تثور في بداية الأمر، ولكن بعد فترة تهدأ وتقبل بالأمر الواقع وإذا هي رجعت بيت أهلها ماذا ستستفيد؟، هل هذا بيغير من الموضوع؟! وبالتالي سوف تكون هي الخاسرة أولاً وأخيـراً.. لأن زوجها إذا أراد الزواج بأخرى سينفذ ما في رأسه ولن يوقفه أي أمر.
هذا كان رأي النساء فما يقول الرجل في هذا الأمر وهل صحيح أن الرجل يتزوج لأنه يريد الزواج والسلام؟!.
أجاب - محمد - عليَّ بابتسامة واسعة وقال متحدثاً، هل هناك بالفعل امرأة في هذا الزمن تقوم بخطبة امرأة أخرى لزوجها؟! وإذا وجدت امرأة توافق على ذلك، فهي بالتأكيد متدينة وفريدة من نوعها.. لأننا نعرف أن طبيعة المرأة والغيرة التي تتصف بها لن تجعلها توافق على ذلك.
إن الزوجة الطبيعية وفي الأحوال العادية لن تقبل أن تشاركها أخرى في زوجها لأن ذلك معناه أن تضييع حقوقها وأنا لا أفضل الزواج بأخرى عموماً.. لأن هذا معناه قلق دائم وعدم راحة للبال.
فأنا أعرف صديقاً لي تزوج بأخرى وكل يوم وهو في مشاكل، فكل زوجة تريد أشياء ومحتاجات للمنزل وللأولاد وهو دائما ما يلبي الطلبات، انطلاقاً من مقولة "أشتر دماغك" وأنا أرى أنه زاد على نفسه التعب والشقاء وعدم الراحة.
أما – خالد علي – فيخالفه الرأي، فهو يقول أن الزواج بأخرى أمر يعود له وإذا رغب بذلك لن يتردد إطلاقاً وأن مسألة أن تخطب لي زوجتي، فأنا لن أنتظر حتى تأذن هي لي.. فأنا عندما سأفكر في ذلك سأفعل ذلك لوحدي.
في الأخير إن زواج الرجل بامرأة أخرى يلجأ إليه أغلبية الرجال بحجة أن الشرع سمح بذلك ونحن بدورنا لن نعترض على مسألة الزواج بأخرى.. ولكننا نأمل أن يكون هناك عدل بين الزوجات.
كروان عبد الهادي الشرجبي
تعدد الزوجات 2076