جارنا فايز ؟؟! ما الذي جعلني أتذكره اليوم ؟.. لا زلتً أتذكر ملامحه رغم أني كنت صغيرة حينها، لم نكن جيراناً بالفعل ولكن نسكن نفس الحارة .. كان يلفتً انتباهي زوجته ذاتً الجسم الضئيل وأطفاله الأقزام ،
كانوا شديدي الشبه بأبيهم.. كان فايز وعائلته متنقلاً في بيوتً الإيجار منذ أن وفد من قريته الصغيرة سعياً وراء مصدر للرزق، كان حلم حياتًه أن يمتلك بيتاً خاصاً، كان إنساناً نشيطاً يعمل عملاً دؤوباً طول النهار، كانت له ابنة
وحيدة بين الأولاد، كنتً أشعر برغبة في ضربها كلما رأيتها.
بعد فترة ليست بقليلة سمعنا أن فايز اشتًرى "أرضية" لكن في مكان يبعد قليلا عن التجمع السكاني تناقل الناس الخبر بسرعة البرق، فايز استطاع أن يفعلها وامتلك قطعة أرض ..!! لم ادري حينها هل فرحوا له أم
حسدوه ، ولكني أجزم أن فرحته وعائلته بهذا الانجاز لا توازيها فرحة، أخيرا !! فايز سوف يمتلك بيتاً!! سوف يتخلص من بيوت الإيجار وظلم واستبداد المؤجرين إلى الأبد !! "يعلم الله كم ظل يجمع قيمة الأرض"
غادرنا لنعيش في مدينة أخرى وتركنا مدينة الطفولة و لم تغب عن بالي لحظة..
ما أجمل بلادي:
فيها العجب العجاب تأسر من يراها من أول نظرة بما تحويه من خضرة مذهلة ومناظر ساحرة ومياه عذبة وأجواء صافية لامعة .. " معاذ الله إن كنت أقصد ترويجاً سياحياً لمدينتي كما قد يظن بعض القراء – إن كان
هذا ممنوعاً – ولكني فقط أتغزل بها ولي الحق في ذلك"، أما الآن لم يعد يُسمح لي بزيارتها..
يقولون : "انسيها" ..! "هههه" كيف أنسى "17" سنة من عمري بهذه البساطة ؟؟
فقدنا بيتنا وفايز امتلك بيتاًً ؟؟ فبرغم كثرة الأهل إلا إننا أصبحنا بدون منزل في قريتنا... !!
"آأأأه" كم بكيت على ذاك البيتً الذي عشت فيه طفولتي وتركت لعبتي ودفاتًـري وكتًبي وذكرياتـي وكل شيء ..كل شيء ,, أملاً في العودة ..
في سفرة من أسفاري إلى مدينتنا مررتُ بجانب بيت وظللت أتساءل بيت من هذا، لا أذكر إن كان هنا منزلاً صغيراً مبنياً بالخشب والطوب مطوقا بسور صغير وشبه بستان !! رأيت أطفالاً يلعبون .. في الحقيقة أعرف تلك
السحنة وتلك الملامح - صحيح إنهم كبروا لكن ما زالوا (اقزااااااماً).. لم أرى الفتاة التي كنت أشعر برغبة في ضربها، ما زلت أتًذكر أن اسمها "حواء" مؤكد أنها كبرت و صارتً فتاة جميلة فلا يصح أن تلعب في
الشارع لا أدري هل ما زالتً قزمة؟
أنا متأكدة هذا بيتً فايز وعائلته وعدت أدراجي ..! يا تُرى ما شعور جارنا فايز حين يعرف أنني كتبتً عنه ونشرت في الصحف؟؟!..
همسة أنثى :
.. سابقاً قلتها لي بأنني شرقية من عصور جاهلية وأنني خٌلقت من ضلع أعوج.. ضعيفة مهما فعلت.. ويلي .. ألم تعلم أن كتمان مابدواخلنا ليس ضعفاً ولكن احتراماً بقدر الحب الذي تعلمناه من ذوينا.. ولو بات
عقلك مفكراً حينها لعلمت أنك كلك مني كلك مني ,‘ لا يهم ما سـأناله من قضاء جبروتك , ولا يهم إن لم أعد جارية لسلطنتك أصدقك القول: لستُ بحاجة لأشباه الرجال وأرفض بتاتاً الانصياع لهم .. ونسيت أن
أخبرك شيئاً بأن [ قامتك باتت قصيرة في عيني، ينبغي لك أن ترتفع قليلاً حتى أراك ..!
ملاك عبدالله
جارنا فايز وأولاده الأقزام 1796