كثر الحديث عن يوم الحب والاستعداد له بتوفير الملابس الحمراء والورود وبطاقات التهاني.. وما ينتج عن كل هذه التهيئة من لقاء المراهقين من الجنسين، ممن تساعدهم حالة التسيب وعدم الاهتمام بهم من قبل أسرهم..
لتكن لحظات انفلات وطيش حمراء نتيجتها الندامة لهم ولأسرهم.. وللأسف فقد حصروا الحب في لقاء رجل وامرأة.. في كلمات منمقة فاقدة للصدق.. وفي صورة أخرى شاب يركض للإيقاع بفريسته يضع مكياج
ليتجمل، فيبدو حملاً عاشقاً، بينما هو ذئباً ضارياً وهذا النوع من الشباب إنسان مريض وعليه أن يبادر بعلاج نفسه وأن لم يفطن لذلك، فالمجتمع يتحمل مسؤولية إعادتهم إلى صوابهم وتعريفهم بمعنى ا لحب ودلالاته، فالحب له صور
شتى يأتي في مقدمتها حب الله ورسوله ويليها حب الوطن وحب الأم والأب وحب الزوجة وحب الأبناء.
الحقيقة الصارخة إننا شعب مسلم، نفوسنا تعانق الثريا وكرامتنا هي قرن الاستشعار الذي يحس بقرب وقوع الزلزال قبل أن يقع ، فهو يرى رؤية البصر ورؤية البصيرة!.
فالمعتقدات الخاطئة لا تؤدي إلا نتائج خاطئة.. وما هو غير مشروع في ديننا فهو خاطئ.. ومسؤوليتا أن نغرس في أبنائنا الحب لكل من أراد الله له أن يعيش على أديم هذه الأرض ويتشرف بالانتماء لها في مجتمع التآلف
والوفاء وهذا هو الاحتفال الحقيقي ولتكن أيامنا كلها حب وليس يوم "14" فبراير فقط.
وشبابنا بحاجة إلى رعايتنا وتحسس مشاعرهم وحاجياتهم والانتقال للكلمة الحلوة والمشاعر العامرة بالندى.. والكلمات معازف القلوب وكلما كان الجوع قارصاً.. كان الطعام لذيذاً.. هي الحاجة التي أغفلنا نحن الآباء
في الاستجابة لها وتوظيفها التوظيف الأمثل وفق شريعتنا الإسلامية من خلال الزواج الميسر .
الحب عندما ينبت يولد في الإنسان طاقة فعندما تقول أحببنا فإنه ذلك الإحساس الذي يتولد داخلنا ويولد الرغبة في أن نرتقي بأحاسيسنا وفكرنا، فنشعر بأهمية تلك المشاعر الشفافة وروعة الإبداع التي تخاطب عقولنا وتسكن وسط
قلوبنا ويحلوا لنا ترديدها، هي عاطفة إنسانية تنبع من الأعماق وتنبض بها القلوب وتترجمها الأحرف، فما أجمل المشاعر الصادقة تلامس التراب فيتنفس عطراً وما أجمل الحب يتمثل قلباً نابضاً يلامس قلوب.
عمر علي الدبعي
يوم الحب ... 1754