من يستفيد من أخطائه فهو ذكي ومن يستفيد من أخطائه وأخطاء غيره فهو عبقري، ومن لا يستفيد من أخطائه وأخطاء غيره فهو بالتأكيد غبي.
أعجبني كثيراً هذا القول المأثور لما فيه من علاقة وثيقة بما يدور من أحداث على الساحة العربية فالآن وبعد نجاح ثورة الغضب المصرية وقبلها ثورة الغضب التونسية، هل الحكام العرب سيتعظون من ذلك؟!!
فالثورات الشعبية التي حصلت ما هي إلا نتيجة طبيعية بل ومتوقعة لمواجهة المظالم التي صنعتها أنظمة الفساد، التي استولت على السلطة لعقود من الزمن وحرمت شعوبها من التمتع بخيرات الوطن ومنحتهم الفقر والبطالة والخوف
والاستبداد.
أن ما حدث في مصر هو نتيجة متوقعة، فالشباب الثائر من الرافضين لتقبل الهزيمة أكدوا ذلك لأنهم قادرون على تغيير الأمور، بل وتغيير الواقع بصبرهم وعزيمتهم وبإضرارهم.
وتمنيت أن يفعل شبابنا مثلهم ويصرون على موقفهم ومطالبهم ولكن للأسف إن شبابنا مع وجود شجرة القات اللعينة لن يتحركوا إطلاقا، فتجدهم في الصباح يصرخون وينددون وما أن تحين ساعة الصفر أي ساعة تناول القات تهدأ
الدنيا وكأن شيئاً لم يكن!!
والله حرام الذي يحصل شعوب غيرت أنظمتها ونحن مش قادرين نلغي قرارات تعسفية قصمت ظهورنا وأثقلت كاهلنا.
شعوب بعدت حكامها وأنظمتهم ونحن لم نستطع أن نبعد عنا الظلم والقهر والاستبداد.
إن الأنظمة لن يعملوا قط من أجل الشعوب ورفاهيتها بل اهمولها إلى ابعد الحدود وعملوا بكل جهد من اجل الحفاظ على الكرسي الذي يتطلب الكثير من الأموال لبناء الجيش والأجهزة الأمنية لحمايته من الإحاطة.
وفي اليمن يتم إنفاق مبالغ ضخمة لهذا الشأن!!.
عندما قلت ظلم وقهر واستبداد لم اقلها احتياطاً لأن الشعب اليمني يعاني من ذلك معاناة حقيقة وبكل ما تحمله هذه الكلمات من معنى، فلا يتم التعامل مع المواطنين بطريقة تحفظ لهم حقوقهم بقدر ما هو عليهم من واجبات، فإذا اجاز لي
القول فإننا نعامل كرعايا عليهم واجبات وليس لهم حقوق المواطنة والدليل على ذلك على سبيل المثال لا للحصر طاقم الباخرة أيس بيرج المختطفين من قبل القراصنة الصوماليين منذ مارس 2010م هؤلاء مواطنون يمنيون
مختطفون من قبل قراصنة، ماذا عملت الدولة من أجلهم؟!! علماً بأن واحداً منهم تم قتله من قبل القراصة، أليس هؤلاء مواطنون ولهم حقوق مثلما عليهم واجبات؟!
إن أهالي المختطفين يعيشون حالة من القهر والشعور بالظلم والاستبداد لأنهم لم يلقوا صدى لمناداتهم ومناشداتهم من أجل تحرير أبنائهم ونحن أيضاً نشعر باستياء شديد من ردود الأفعال الغير مسؤولة من قبل المسؤولين في الدولة
ولعدم: عارتهم الموضوع أدنى اهتمام ألا يشعرك هذا الأمر عزيزي القارئ بمدى الظلم الواقع على أهالي البحارة.
وعلينا أن لا ننسى العمال الذين لم يتسلموا رواتبهم منذ ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر، فهؤلاء يشعرون بالقهر لأنهم أجبروا على التقاعد ويشعرون بالظلم والاستبداد لأنهم محرومون من كل زيادة تصاحب الأجور "الإستراتيجية"
نعم إنهم عمال النقل البري، أليس هؤلاء مواطنون يمنيون ولهم حقوق؟!!.
ومثلهم كثير من العمال الذين يشعرون بالذل والقهر لأنهم لا يستلمون مرتباتهم منذ ثلاثة أشهر فأي حياة يعيشها هؤلاء وإلى متى سيتم السكوت على أحوالهم المزرية وأوضاعهم المتردية، هذا هو حال المواطن اليمني، فلماذا السكوت،
لماذا لا نطالب بتحسين الأحوال وتغيير الأوضاع ولطالما أعجبت بالمقولة الرائعة "لا يضع حق ورائه مطالب".
فلماذا لا نطالب بحقوقنا بالطرق السلمية؟!
فهنيئاً للشعب العربي والإسلامي نجاح الثورة العربية "المصرية".
ونتمنى أن تكون هناك شرارة لتصحيح الوضع العربي المتردي والنهوض به إلى مكانته الصحيحة.
كروان عبد الهادي الشرجبي
الاتعاظ بالغير فضيلة 2108