إني أعشق مصر وشعب مصر ، و أتمنى أن أمنح الجنسية المصرية ، تدور رحى الأيام ليثبت أبناء الأمة المصرية أنهم لها ، شباب أطلقوا آهاتهم بحناجر أرهبت العالم ، وبصمودهم أذهلوا المترقب الحيران .
بدأت تدق طبول الثورة الشعبية من تونس ، ولكن الثورة المصرية كانت أكثر إذهالاً ببساطة لأنها من مصر .
في هذه الأحداث يظل الحاكم جالساً متمسكاً بكل ما يملك من إمكانات ، بحجة الاستقرار وضمان الأمان، ومدعياً أنه يعي المسئولية ويقرر التغيير ، إذن التغيير والصحوة أتت بعد غفوة دامت سنين ، وحجة المحتجين من أصحاب الكلمة و العقول النيرة والتي نحترمها ومازلنا نحترمها ، فقد تلبس عليها الأمر، فالله أعلم أنهم رجال صدق ، ولكن نتمنى أن يركزوا في الأمر من جانب آخر ، هم يقولون :
1- ذهب الاستقرار والناس تبهذلت .
2- لا نؤمن بالثورات لا بد من وجود الشرعية الدستورية .
3- هناك أطرف تريد زعزعة الأمان .
4- الرئيس وعد وسيفي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
5- التغيير بدأ .......... وعيب أن نزيح أبونا .
6- وهذه الجزيرة و وثائق ويكليكس تثبت .
7- إنهم عناصر مندسة .
8- خلاص بدأ الحوار مع الحركة الشبابية .
9- ارجعوا لبيوتكو .. خلا ص كده ولو ما صدق الريس ارجعوا تاني
10-لو في ديمقراطية كاملة حيوصل الاخوان وانتو عارفين من الاخوان .
والكلام يجر بعضه البعض ، و لكن ما أثبتته الثورة وهي ثورة نعم، ثورة الشعب المصري ضد الجمهورية الحالية ويرغبون في الانتقال إلى الجمهورية الثانية ، نعم ما أثبتته الثورة المصرية هو التالي :
1- ثورة شبابية كاملة احتضنها الشعب المصري بأسره ، والملايين التي خرجت تثبت ذلك ، ولن يقول لي أحد بس اللي في البيوت ، فهذا تدليس لأن لا يمكن أن تتوقع أن كل الجمهور يبادر بالخروج ، ومن هذا تأتي النسبة والتناسب ، فالانتخابات النيابية المصرية عدد المسجلين فيها في أكبر تقدير لا يزيد عن أربعة ملايين نسمة ، ورغم هذا يعتبر تصويتهم تصويت الشعب المصري ، فلو علمنا أن منتسبي الحزب الوطني هم قرابة ثلاثة ملايين إنسان والأمن العام يمثل أكثر من مليوني إنسان ، فهل تجزم أن من يفوز في الانتخابات يمثل الشعب المصري .. فمتى بدأت الثورة لا يمكن الحديث عن استقرار وخلافه ، فالظلم الذي انتشر والفساد المالي والإداري والمحسوبية و,,, لا تقل هذه الاحتقانات لا تسبب الانفجار .
2- إن لم تؤمن بالثورة فقد ألغيت الثورة ضد الملكية التي جاءت بالجمهورية، رغم أن الثورة في الـ 1952م بدأت بانقلاب ما يعرف بالضباط الأحرار في الجيش المصري ، و بعدها جاء الدعم الشعبي لها ، وتنازل الملك فاروق لتبدأ مرحلة تأسيس الدستور الجديد ، وعهد جديد . في 1956م ، فلماذا لا نكرر القصة اليوم ، ولماذا نقول أن هذا مستحيل وصعب ، وغير منطقي وخلافه . والشرعية الدستورية جاءت من إرادة الشعب، فشرعية الشعب فوق شرعية الدستور ، وبناء على ما حدث فقد تم الإطاحة بالدستور أصلاً لأن الدستور هو العقد بين الحاكم والمحكوم ، وكان الحاكم يتلاعب بالعقد حتى صار غير مقبول عند الطرف الثاني فلابد من إبرام عقد جديد وعهد جديد وجمهورية ثانية قوية .
3- من يريد زعزعة الأمن هو من تقصد إخلاء الأمن وإحراق السجون ، و تهريب المساجين و البلطجية ، هو من استخدم العنف غير المبرر ضد العزل ، هو من سبب في الكثير من التفجيرات النوعية والحصرية المشهودة للأمن والمخابرات المصرية ومن والاها .تصوروا ملايين البشر يخرجون في وقت واحد وفي توجه واحد لم يحملوا سلاحاً ، ولم ينتهزوا فرصة للنهب أو السرقة ، أيعقل في كل هذه الظروف وإخلاء الأمن لمكانه ، لا يستغل من نسميهم عناصر القاعدة والإرهاب و وجع القلب الفرصة للتحرك ، يثبت هذا وبصورة واضحة في مصر أو تونس أن ما نسميهم عناصر الإرهاب هم ذيول مسيرة بيد الاستخبارات تستخدم لتجعل العالم يقبل وجود الحاكم المستبد في كل مكان ، شهادة براءة من الله تعالى للناس الأبرياء وشهادة تثبت أن من يقوم بكل عمليات الإرهاب و القاعدة ومن يتبناها هم الأمن الخاص أو العام للحكام من أجل السيطرة المطلقة على القرار والحصول على دعم الجهات الأجنبية .
4- والله من توليه منصب نائب الرئيس إلى رئيس الجمهورية أكثر من ثلاثين سنة أثبتت أنه ما فتئ يعد ويغلظ الأيمان لكنه يوماً ما نفذ بحجة الأمن ودواعي الاستقرار ، أشهد الله أنني أحرتم محمد حسني مبارك ,اعتبره من الزعامات العربية التي وضعت مقياساً للنمو والاستقرار لبلاده ، وكان لي مثلاً لما يتمتع به القضاء المصري من نزاهة دون تدخل من الحاكم ، وكنت أتوقع أنه عندما سيقول كلمته سيقول كما فعل سوهارتو في اندونيسيا وهو صاحب التاريخ النضالي في بلاده ، أنه يستقيل وسيشكل حكومة انتقالية لنقل لتحمل الفترة الانتقالية و سيخول تخويلاً كاملاً رئيس المحكمة العليا بكامل صلاحياته ، يخول لا يفوض ، كنت أتوقع ، ولكن سقط منه الأمر ، وكان هناك عناصر الفساد المستشري تدافع عن نفسها عبر بقائه و إنزال مقامه بين الناس وهذا ما حدث .
5- كلام غريب من يقوم بالتغيير عناصر تعودت على الكذب . والأب وهو في سنه الكبير هذا ألا يكفيه كذباً ، نتكلم عن انتقال و تغيير في الدستور و إلخ ، ونحن نعلم أن كل هذا سيأتي في شهور وشهور تتجاوز ال 6 أشهر ، ومعنى يكفي أن نسحب الشباب من التحرير و في حالة استمرار نفس الأشخاص ونفس القوانين وبصلاحيات الرئيس المطلقة يمكن مضاعفة حجم الترتيبات الأمنية و النغمة لذلك بدأت من أن هناك عناصر تخريبية وأجنبية دخلت مصر ، وهناك من يدعمها ، إذن معنى القول أن قضية تغيير سيتم إلى الأسوأ وليس إلى الأفضل .
6- قناة الجزيرة أو غيرها قناة إخبارية وليست قناة ترفيه ، فعمل الصحافة فيها هو البحث عن الخبر و نقله ، ويهتم بالتحري عن الخفايا ، ويتجنب المجاملات ، كان الكلام جيد أو سيء ، هذا نقل من الناس وإلى الناس ، فحرصها على المشاهد الذي يتابعها لا على الحاكم ورأيه فيها ، أما عن وثائق ويكليكس وبغض النظر عن صحتها فهي وثائق بين السفارات الأمريكية و الخارجية الأمريكية ، ومتابعة السفارة للأحداث والآراء و بالتالي هي ليست للتعبير عن قرار ضمني أو مبطن أو فعلي، كما هي وثائق المفاوضات الفلسطينية، فهي تخرج من قلب الحدث وقالب التأثير . ونحن نعلم جيداً أن قطر دولة استطاعت أن تنقل نفسها ومواطنيها في مصاف متقدمة تجاوزت معها القيل والقال وخاصة أنها من الدول الثلاثين الأقل فساداً في العالم .
7- خلاص بدأنا نتحاور مع الحركة الشبابية ، والحقيقة تقول أنها ليست حركة بل هي ثورة شعبية سلمية بيضاء ، و القضية ليس حوار، فالحوار يتم وفق نهج عرض الآراء دون الوصول لنتائج و الغرض الحصول على المعلومات والنقاش الحر دون تغيير مجرى الموضوع ، أما ما ينبغي أن يتم هو تفاوض أي محاولة الوصول عبر طرح النقاش الحر إلى نتيجة مثمرة يقبلها الأطراف .
8- وبعد هز وجدل جاءت الأخيرة الطامة ، الديمقراطية الحرة ستصل بالإخوان لسدة الحكم ، ما هي المشكلة ؟ ومن أوصلهم الناس أصحاب القرار ، فليصل الإخوان أليسوا جزءاً من هذا النسيج الكبير ، ولو وصل المسيحي إلى سدة الحكم ما هي المشكلة ، أليس هو جزء من هذا النسيج واختاره الناس . تعبنا من بعبع الإخوان ، هاهي حكومة الإخوان في تركيا (أردوغان ) كيف نقلت تركيا نقلة نوعية ونحن نعرف كيف وصل الوضع في 2001 في تركيا ، واليوم كيف هو الوضع . إذن ديمقراطية كاملة أو استبداد كامل . لا خيار بين الاثنين سوى مهزلة !!
الله يوفق الجميع ويصبر الجميع وغداً لناظره قريب والله المستعان .
ambmacpc@gmail.com
أحمد مبارك بشير
نظرة في الأحداث المصرية 1896