;
أحمد مبارك بشير
أحمد مبارك بشير

نظرة في الأحداث المصرية 1896

2011-02-12 12:05:50


إني أعشق مصر وشعب مصر ، و أتمنى أن أمنح الجنسية المصرية ، تدور رحى الأيام ليثبت أبناء الأمة المصرية أنهم لها ، شباب أطلقوا آهاتهم بحناجر أرهبت العالم ، وبصمودهم أذهلوا المترقب الحيران .
بدأت تدق طبول الثورة الشعبية من تونس ، ولكن الثورة المصرية كانت أكثر إذهالاً ببساطة لأنها من مصر .
في هذه الأحداث يظل الحاكم جالساً متمسكاً بكل ما يملك من إمكانات ، بحجة الاستقرار وضمان الأمان، ومدعياً أنه يعي المسئولية ويقرر التغيير ، إذن التغيير والصحوة أتت بعد غفوة دامت سنين ، وحجة المحتجين من أصحاب الكلمة و العقول النيرة والتي نحترمها ومازلنا نحترمها ، فقد تلبس عليها الأمر، فالله أعلم أنهم رجال صدق ، ولكن نتمنى أن يركزوا في الأمر من جانب آخر ، هم يقولون :
1-    ذهب الاستقرار والناس تبهذلت .
2-    لا نؤمن بالثورات لا بد من وجود الشرعية الدستورية .
3-    هناك أطرف تريد زعزعة الأمان .
4-    الرئيس وعد وسيفي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
5-    التغيير بدأ .......... وعيب أن نزيح أبونا .
6-    وهذه الجزيرة و وثائق ويكليكس تثبت .
7-    إنهم عناصر مندسة .
8-    خلاص بدأ الحوار مع الحركة الشبابية .
9-    ارجعوا لبيوتكو .. خلا ص كده ولو ما صدق الريس ارجعوا تاني
10-لو في ديمقراطية كاملة حيوصل الاخوان وانتو عارفين من الاخوان .
والكلام يجر بعضه البعض ، و لكن ما أثبتته الثورة وهي ثورة نعم، ثورة الشعب المصري ضد الجمهورية الحالية ويرغبون في الانتقال إلى الجمهورية الثانية ، نعم ما أثبتته الثورة المصرية هو التالي :
1-     ثورة شبابية كاملة احتضنها الشعب المصري بأسره ، والملايين التي خرجت تثبت ذلك ، ولن يقول لي أحد بس اللي في البيوت ، فهذا تدليس لأن لا يمكن أن تتوقع أن كل الجمهور يبادر بالخروج ، ومن هذا تأتي النسبة والتناسب ، فالانتخابات النيابية المصرية عدد المسجلين فيها في أكبر تقدير لا يزيد عن أربعة ملايين نسمة ، ورغم هذا يعتبر تصويتهم تصويت الشعب المصري ، فلو علمنا أن منتسبي الحزب الوطني هم قرابة ثلاثة ملايين إنسان والأمن العام يمثل أكثر من مليوني إنسان ، فهل تجزم أن من يفوز في الانتخابات يمثل الشعب المصري .. فمتى بدأت الثورة لا يمكن الحديث عن استقرار وخلافه ، فالظلم الذي انتشر والفساد المالي والإداري والمحسوبية و,,, لا تقل هذه الاحتقانات لا تسبب الانفجار .
2-    إن لم تؤمن بالثورة فقد ألغيت الثورة ضد الملكية التي جاءت بالجمهورية، رغم أن الثورة في الـ 1952م بدأت بانقلاب ما يعرف بالضباط الأحرار في الجيش المصري ، و بعدها جاء الدعم الشعبي لها ، وتنازل الملك فاروق لتبدأ مرحلة تأسيس الدستور الجديد ، وعهد جديد . في 1956م ، فلماذا لا نكرر القصة اليوم ، ولماذا نقول أن هذا مستحيل وصعب ، وغير منطقي وخلافه . والشرعية الدستورية جاءت من إرادة الشعب، فشرعية الشعب فوق شرعية الدستور ، وبناء على ما حدث فقد تم الإطاحة بالدستور أصلاً لأن الدستور هو العقد بين الحاكم والمحكوم ، وكان الحاكم يتلاعب بالعقد حتى صار غير مقبول عند الطرف الثاني فلابد من إبرام عقد جديد وعهد جديد وجمهورية ثانية قوية .
3-    من يريد زعزعة الأمن هو من تقصد إخلاء الأمن وإحراق السجون ، و تهريب المساجين و البلطجية ، هو من استخدم العنف غير المبرر ضد العزل ، هو من سبب في الكثير من التفجيرات النوعية والحصرية المشهودة للأمن والمخابرات المصرية ومن والاها .تصوروا ملايين البشر يخرجون في وقت واحد وفي توجه واحد لم يحملوا سلاحاً ، ولم ينتهزوا فرصة للنهب أو السرقة ، أيعقل في كل هذه الظروف وإخلاء الأمن لمكانه ، لا يستغل من نسميهم عناصر القاعدة والإرهاب و وجع القلب الفرصة للتحرك ، يثبت هذا وبصورة واضحة في مصر أو تونس أن ما نسميهم عناصر الإرهاب هم ذيول مسيرة بيد الاستخبارات تستخدم لتجعل العالم يقبل وجود الحاكم المستبد في كل مكان ، شهادة براءة من الله تعالى للناس الأبرياء وشهادة تثبت أن من يقوم بكل عمليات الإرهاب و القاعدة ومن يتبناها هم الأمن الخاص أو العام للحكام من أجل السيطرة المطلقة على القرار والحصول على دعم الجهات الأجنبية .
4-    والله من توليه منصب نائب الرئيس إلى رئيس الجمهورية أكثر من ثلاثين سنة أثبتت أنه ما فتئ يعد ويغلظ الأيمان لكنه يوماً ما نفذ بحجة الأمن ودواعي الاستقرار ، أشهد الله أنني أحرتم محمد حسني مبارك ,اعتبره من الزعامات العربية التي وضعت مقياساً للنمو والاستقرار لبلاده ، وكان لي مثلاً لما يتمتع به القضاء المصري من نزاهة دون تدخل من الحاكم ، وكنت أتوقع أنه عندما سيقول كلمته سيقول كما فعل سوهارتو في اندونيسيا وهو صاحب التاريخ النضالي في بلاده ، أنه يستقيل وسيشكل حكومة انتقالية لنقل لتحمل الفترة الانتقالية و سيخول تخويلاً كاملاً رئيس المحكمة العليا بكامل صلاحياته ، يخول لا يفوض ، كنت أتوقع ، ولكن سقط منه الأمر ، وكان هناك عناصر الفساد المستشري تدافع عن نفسها عبر بقائه و إنزال مقامه بين الناس وهذا ما حدث .
5-    كلام غريب من يقوم بالتغيير عناصر تعودت على الكذب . والأب وهو في سنه الكبير هذا ألا يكفيه كذباً ، نتكلم عن انتقال و تغيير في الدستور و إلخ ، ونحن نعلم أن كل هذا سيأتي في شهور وشهور تتجاوز ال 6 أشهر ، ومعنى يكفي أن نسحب الشباب من التحرير و في حالة استمرار نفس الأشخاص ونفس القوانين وبصلاحيات الرئيس المطلقة يمكن مضاعفة حجم الترتيبات الأمنية و النغمة لذلك بدأت من أن هناك عناصر تخريبية وأجنبية دخلت مصر ، وهناك من يدعمها ، إذن معنى القول أن قضية تغيير سيتم إلى الأسوأ وليس إلى الأفضل .
6-    قناة الجزيرة أو غيرها قناة إخبارية وليست قناة ترفيه ، فعمل الصحافة فيها هو البحث عن الخبر و نقله ، ويهتم بالتحري عن الخفايا ، ويتجنب المجاملات ، كان الكلام جيد أو سيء ، هذا نقل من الناس وإلى الناس ، فحرصها على المشاهد الذي يتابعها لا على الحاكم ورأيه فيها ، أما عن وثائق ويكليكس وبغض النظر عن صحتها فهي وثائق بين السفارات الأمريكية و الخارجية الأمريكية ، ومتابعة السفارة للأحداث والآراء و بالتالي هي ليست للتعبير عن قرار ضمني أو مبطن أو فعلي، كما هي وثائق المفاوضات الفلسطينية، فهي تخرج من قلب الحدث وقالب التأثير . ونحن نعلم جيداً أن قطر دولة استطاعت أن تنقل نفسها ومواطنيها في مصاف متقدمة تجاوزت معها القيل والقال وخاصة أنها من الدول الثلاثين الأقل فساداً في العالم .
7-    خلاص بدأنا نتحاور مع الحركة الشبابية ، والحقيقة تقول أنها ليست حركة بل هي ثورة شعبية سلمية بيضاء ، و القضية ليس حوار، فالحوار يتم وفق نهج عرض الآراء دون الوصول لنتائج و الغرض الحصول على المعلومات والنقاش الحر دون تغيير مجرى الموضوع ، أما ما ينبغي أن يتم هو تفاوض أي محاولة الوصول عبر طرح النقاش الحر إلى نتيجة مثمرة يقبلها الأطراف .
8-    وبعد هز وجدل جاءت الأخيرة الطامة ، الديمقراطية الحرة ستصل بالإخوان لسدة الحكم ، ما هي المشكلة ؟ ومن أوصلهم الناس أصحاب القرار ، فليصل الإخوان أليسوا جزءاً من هذا النسيج الكبير ، ولو وصل المسيحي إلى سدة الحكم ما هي المشكلة ، أليس هو جزء من هذا النسيج واختاره الناس . تعبنا من بعبع الإخوان ، هاهي حكومة الإخوان في تركيا (أردوغان ) كيف نقلت تركيا نقلة نوعية ونحن نعرف كيف وصل الوضع في 2001 في تركيا ، واليوم كيف هو الوضع . إذن ديمقراطية كاملة أو استبداد كامل . لا خيار بين الاثنين سوى مهزلة !!
الله يوفق الجميع ويصبر الجميع وغداً لناظره قريب والله المستعان .
ambmacpc@gmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد