عندما نصب الشباب المصري الخيام في شارع التحرير وأقاموا فيها كان ذلك من أجل هدف ومطلب شرعي ، والحمدلله تحقق لهم هدفهم الرئيسي، والباقي سيتم تحقيقه بفضل إصرارهم وشجاعتهم وعزيمتهم التي لا تعرف الخوف.
هذا كلام معروف، أعلم ذلك ولكنني كتبت ذلك ورأسي ملئ بالتساؤلات التي هي بحاجة إلى إجابة!! فهناك خيام نصبت في شارع أو ميدان التحرير بصنعاء هذه الخيام يقيم فيها مؤيد الرئيس / علي عبدالله صالح.. فعندما تخرج أي مظاهرة معبرة عن رأيها ورفضها للواقع يخرج هؤلاء يصرخون ويهللون باسم الرئيس!! ألا يثير هذا الأمر لديكم أعزائي القراء أي تساؤلات؟ أعلم أنكم مثلي تتساءلون ما هي مطالب ناصبي الخيام في ميدان التحرير؟!! ولماذا أساساً نصبت تلك الخيام؟ هل هو الخوف من تكرار المشهد المصري في اليمن؟!.. هل الرئيس بحاجة إلى مثل هؤلاء لحماية حكمه؟! أنا في رأي الشخصي أعتقد أن الرئيس لا يحتاج إلا لشيء واحد وهو أن يسمع الحقيقة حتى وإن كانت مرة بطعم العلقم.. نعم جرب أن تسمع صوت هؤلاء المتظاهرين ولا تستمع إلى من يقول لك كل شيء تمام يا فندم.
نعم صوت الحقيقة مر ولكنه أفضل من صوت النفاق.. إسمع صوت الحقيقة ومن ثم وجه بتوظيف هذه الحقائق المعبرة عن الواقع المختلف الذي تعيشه بلادنا ليتم استخدامها كمدخلات في رسم السياسات وصناعة القرارات التي تعيد للوطن عافيته المفقودة وسترى في النهاية إنك تطالب في خطاباتك دائماً أن نأخذ بشعار المصالحة والمصارحة فأنا هنا أصارحك أن أي نظام سياسي لا يجب أن يتعامل مع شعبه بأسلوب التضليل وخطابات التحذير بل يجب أن يتبع أسلوب طرح الحقائق كما هي دون تزييف أو غش.
أن الشعب يحلم أن يرى شيئاً في الواقع يتحقق وأن تتواكب الشعارات مع التطبيق الصادق لها حتى لا تفقد الجمل رنينها.. فخطوة جادة وصريحة خير من ألف شعار وشعار، قد لا أخطئ إذا قلت أننا نعيش على حافة الفوضى فلابد من إصلاح حقيقي يذيب التلوج ويزيح التخلف ولابد من ترجمة الصيغ الدستورية والقانونية على أرض الواقع والبرامج والشعارات على أرض الواقع.
الأخ الرئيس لماذا نتجاهل صوت الحق ونلوي عنق الزجاجة؟! لماذا نضع رؤوسنا في الرمال ونحب لعبة التكاذب؟! لقد وصلنا إلى نقطة حرجة.. فأمام أعيننا ضباب كثيف وأقدامنا تستقيم على أرض رخوة ومترجرجة فهذه حقيقة ولابد من تقبلها.
وأخيراً فلا أجمل وأروع من هذه الكلمات التي قالها الكاتب أنيس منصور "إني أكره الاستبداد ، أكره الفساد، أكره الشمولية ، أكره القمع، أكره الفوضى وتكميم الأفواه ، أكره الجهل والتعصب والعنصرية.
كروان عبد الهادي الشرجبي
رسالة إلى الأخ الرئيس 2193