الرئيس أطلق مبادرة أمام حشد من المؤتمريين في مجلسي النواب والشورى والمشترك نفذ مظاهرات حاشدة في أمانة العاصمة وفي محافظات أخرى.
ورداً على تلك المظاهرات خرجت مظاهرات مؤيدة للرئيس.
وكما قلت لكم أعزائي القراء في السابق أنا لا أجيد الكتابة في السياسية ولكن اسمحوا لي أن أناقش معكم هذا الموضوع، فإذا لاحظت عزيزي القارئ أن الرئيس في المبادرة قال بما معناه إن على الناس الاختيار الحتمي بين أمرين إما هذه المبادرة أو من حق كل واحد أن يدافع عن ماله وعرضه"، إن كلامه كان واضحاً ولكننا لم نفهم معناه، فهو قد خيرنا بين قبول المبادرة أو إحلال الفوضى والصدام والمواجهة كخيار آخر.
وهذا تجلى واضحاً في السباق والمسارعة نحو احتلال ميدان التحرير ونصب الخيام فيه وحشد البلاطجة الذين أسموا أنفسهم مؤيدي الرئيس.
وإذا ما لاحظت عزيزي القارئ فستجد أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين خطاب الرئيس وإشارته الضمنية عن الفوضى وبين نصب الخيام في ميدان التحرير.. وهذا الأمر يقودنا إلى حقيقة واحدة، مفادها أن المؤتمر أو بالأصح الرئيس أطلق تلك المبادرة أو المناورة السياسية وهو أساساً يستعد لمعركة من أجل القضاء على أي محاولة للتظاهر وإبداء الرأي.
فلنقل إن ما حدث في ميدان التحرير قد أوضح الصورة تماماً وما تعرض له الشباب في جامعة صنعاء خير دليل على ما أقول.
إذا سلمنا جدلاً أن الرئيس لا يعرف بأمر هؤلاء البلاطجة الذين يعتدون على المتظاهرين في صنعاء، فلماذا لا يصدر أوامره إلى قوات الأمن باعتقال كل من يعترض سبيل الشباب والمتظاهرين؟!، أليس هو الرئيس وبيده اتخاذ القرارات؟! ولماذا يقف موقف المتفرج من ذلك؟! ولماذا لم تتدخل أساساً قوات الأمن لمنع مثل تلك الأفعال؟! ومن له مصلحة في قيادة البلاد وجرها إلى حرب أهلية؟!!.
إن ما يحدث في صنعاء وتعز وعدن ليس له سوى تفسير واحد وهو أن الحزب الحاكم وراء كل ما يحدث؟!
المتعارف عليه أن أي تظاهرات سلمية يحب ألا يُعترض طريقها طالما وأنها لم تبادر باستعمال العنف وإثارة الفوضى!! ولكن ما حدث في بلادنا أن الحزب الحاكم هو من قام بالمبادرة الأولى في إطلاق عمليات الفوضى والشعب واستخدام العنف مع المتظاهرين من أجل منعهم من إبداء رأيهم، الآن لك أن تسأل عزيزي القارئ لماذا خرج الشباب وخرج الشعب في صنعاء ومحافظات أخرى؟! طبعاً من أجل إسقاط نظام الحكم لأنهم سئموا الظلم والاستبداد والقهر والانكسار وأرادوا أن يحيوا حياة كريمة بعيدة عن الفساد والمفسدين وناهبي الأموال العامة واكلي ثروات البلاد.
فمحافظة أبين رفضت الظلم والقهر والاستبداد وطالب أبناؤها بإزاحة الظلم ولم يستجب أحداً لها، عذراً لقد تم قصفها بالطائرات.
والضالع محاصرة منذ شهرين بمديرياتها الخمس الضالع والازارق وحالمين والحصن والشعيب وردفان أيضاً محاصرة بمديرياتها الأربع حبيل جبر ـ المملاح ـ حالمين ـ الحبيلين ـ ويتمثل الحصار بمنع الديزل والبترول من الوصول وقطع وسائل الاتصالات بكافة أنواعها وكذا قطع الكهرباء ويتعرضون للملاحقة والتفتيش المستمر ولا ننسى أيضاً عملية القصف على المدنين.
وأبناء عدن معاناتهم تزداد يوماً بعد يوم، أن الكل قد سئم من هذه الحياة الغير كريمة والمشكلة الكبرى أن الرئيس يقول "لقد سئم من السلطة لأنها مغرم وليست مكسب.
الأخ/ الرئيس إذا كنت قد سئمت السلطة كما تقول ما عليك إلا فعل شيء واحد وهو إعطاء تعليماتك بابعاد تلك الخيام في ميدان التحرير وإعطاء تعليماتك بمنع التعرض على المتظاهرين من قبل مؤيديك "البلاطحة".
ودع الكل يتظاهر سلمياً وأعمل بما يريدون من إصلاحيات حقيقة وأعطى تعليماتك بعدم استخدام السلاح "الذخيرة الحية" على المتظاهرين.
إن تلك التصرفات القمعية التي تستخدم ضد المتظاهرين تزيد من الاحتقان لدى الشارع اليمني، فالشعب اليمني، يريد إسقاط ثقافة الجاهلية والكراهية ويريد أن ينتصر لكرامته ليعيش حراً ويريد أن ينتصر لدماء الشهداء شهداء الثورة. لقد سئم الشعب اليمن من الوعود الكاذبة والخطابات الزائفة أنه يريد أفعال لا أقول.
وأخيراً كلمة أوجهها إلى المتظاهرين احرصوا على وطنكم ودافعوا عن ممتلكاتكم، واعلموا أننا لن نجد الخير من مخرب ولا صلاح في من لا يحافظ على وطنه.
كروان عبد الهادي الشرجبي
لاآآآآت لقمع المظاهرات!! 2446