لم يكن أحد منا نحن الشباب من هم بعمر النظام وكذا العشريني وخاصة القادمين من الريف، يتوقع أن يأتي اليوم والروائح الكريهة والنتنة تتصاعد من ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء بسبب قاذورات ومخلفات أنصار الحزب الحاكم الذين احتلوا باحة الميدان ونصبوا عليها الخيام للمبيت و"القيلة" والرقص والبرع وأشياء أخرى.
كان الشباب الريفي إلى وقت قريب عندما يفكر أن يزور العاصمة صنعاء فأول شيء يتبادر إلى ذهنه هو زيارة ميدان التحرير والتقاط صور فيه ليعود إلى قريته بعد أن يقضي الغرض الذي زار العاصمة من أجله، يطلع كل من يلتقيه على تلك الصور التي أخذت له في ميدان التحرير معتزاً بذلك، وهذا الاعتزاز طبعاً يأتي من الاعتزاز بالمكان لما يمثله لنا نحن اليمنيين من موروث حضاري أصيل ـ وليس لمبترعي المؤتمر الذين أساءوا لقداسة الميدان بمخلفاتهم بإشراف وموافقة المسؤولين في أمانة العاصمة ـ ولكن اليوم الزيارة تختلف جداً لميدان التحرير، فالروائح المتصاعدة في وسط زحمة خيام مبترعي الحزب الحاكم تقطع الطريق أمام حتى التفكير بزيارة المكان مرة أخرى من أولئك المشقايين" من أموال الشعب.
ما يلاحظ على المحتشدين ممن احتلوا ميدان التحرير بصنعاء أن الخيام التي يستخدمونها لكل شيء حتى عوادم "الشمة والقات" معرفة بلوحات "خيمة خولان، خيمة بني مطر، خيمة الحيمة، خيمة همدان، خيمة بني حشيش،..... إلخ،" الأمر الذي يوصلك إلى قناعة بأن قيادة الحزب الحاكم بالأمانة والمسؤولين التنفيذيين بالعاصمة أيضاً فشلوا حتى في حشد أي أنصار للمؤتمر في الأمانة، فاضطر فتوات الحاكم للاستعانة برجال القبائل الذين لبوا الداعي واحضروا معهم العدة اللازمة لمثل هكذا مهام من المسمار حتى المزمار..
فشل المسؤولين التنفيذيين وكذا مسؤولي الحزب الحاكم في العاصمة صنعاء لم يقتصر على عجزهم في حشد محتلين من مؤيدي المؤتمر بالأمانة لملء ميدان التحرير فحسب، بل ظهر أيضاً في تزعم عدد منهم مجاميع من "البلاطجة" "المقعشين، والسمَّارة" والذهاب بهم على متن "الطرابيل والشبح والصالون والفيبر" لاعتراض المحتجين المطالبين بالتغيير والاعتداء على الصحفيين والاستيلاء على ممتلكاتهم بتوجيهات من "أحمد عز المؤتمر" الذي بدت ملامح وجهه تتضح قبل نحو خمسة أيام، ولكن يبدو أن الحزب الحاكم يمتلك الكثير من "أحمد عز" و"حبيب" العدلي" أيضاً، وكثرتهم مع بلاطجتهم تعني أن العجلة تحركت وأصبح التغيير والفرج قريبين
* مرايا
ما أروعكم أيها الشباب.. يا من خرجتم إلى الشارع لتعبروا عن مطالبكم سلمياً وتطالبوا بالتغيير سلمياً، تنشدون الحياة الكريمة، والقضاء على الفساد والبطالة والقهر والظلم والاستحواذ والاستبداد.
كم كنتم أنيقين جميلين وأنتم تتحاشون الاشتباك والتصادم مع بلاطجة السلطة والحزب الحاكم الذي شارف على الانفراط والسقوط..
عشتم وعاشت اليمن عظيمة سالمة بعيدة عن الفتن والتخريب والفوضى.. المجد للشهداء والعافية للجرحى الذين اجترحوا الطريق للتغيير، فصباحكم يقترب من أن يكون تونسياً وقاهرياً، لأنكم تحبون اليمن موحداً شامخاً عزيزاً يزهو به العرب انتساباً.
إبراهيم مجاهد
الحزب الحاكم يسقط في الأمانة!! 2169