ليست عدوى وليست حُمى الضنك ولا حُمى البقر ، ليست مقلدة يا سيدي الرئيس ، ليست مؤامرة ضد اليمن ، وليست أجندة خارجية ، إنها اليقظة المتأخرة من سبات عميق في ظل بلد عمّ فيه الفساد والرشوة والمحسوبية والفقر والظلم والتهميش ، إنها ( الآآآآآه) المدفونة في القلب المضنٍي وآن لها الخروج (بتنهيدة) تجّر الأخضر واليابس في طريقها من غضبها وحنقها .. إنها ثورة الشعوب ضد الأنظمة (الفاسدة) العتيقة التي أكل الدهر عليها وشرب ..
ألم يقل رسولنا الكريم (عليه أفضل الصلاة والسلام) ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ) ؟ أتراك تنام قرير العين وهناك أحد من رعيتك - الذين اختاروك لتكون راعياً لهم لا عليهم - نام جائعا ؟ أو مريضا أو مظلوما ؟ أو أن هذا ما جنته أيديهم ؟!
أتراك مسروراً لما يجري من قتل لشباب الجامعة العزل ؟! وخراب في الممتلكات العامة ؟!
أتراك لا تعلم أم لا تلقي بالاً ؟؟!
إذهب يا زعيمنا والق نظرة على (جولة دار سلم) في الساعة السابعة صباحاُ وسترى مئات العمال الواقفين تحت أشعة الشمس منتظرين الفرج ( من خريجي الجامعات والأطفال والمراهقين والشيوخ الكبار في السن (الذين لم يعد لهم حول ولا قوة ) ، وكل واحد فيهم (فاتح بيت) ويصرف على أسرة ، ولو أرادوا أن يعملوا ثورة (وحدهم) لفعلوها ..!
افتح كشوفات (الخدمة المدنية) وسترى العدد الهائل من الخريجين المقيدين في السجلات منذ عام 90 م إلى يومنا هذا بدون وظائف ..!
أخرج إلى الشوارع وسوف ترى العدد الهائل من المتسولين والباعة المتجولين ومغسلي السيارات من الأطفال والشباب على حد سواء، وفي ظاهرة جديدة على بلادنا صارت النساء رفيقات الجولات.. النساء و(الفتيات) يا سيدي الرئيس ؟؟!! 
الق نظرة على بعض القرى المعزولة في محافظات شتى لم تصلهم الكهرباء ولا وسائل الاتصالات ولا أقل وسائل المدنية البسيطة !! ألا تعلم يا سيدي الرئيس أنهم ما زالوا يعتمدون في إنارة منازلهم على الطرق القديمة البدائية التي عاش عليها واستخدمها أجدادهم في الزمن الغابر وهي الفانوس والنوارة و ( التنكة) !! وفي أحسن الأحوال الشموع ؟!، اسأل كم معاشات الإعانة من الضمان الاجتماعي لكل أسرة !! لا تتعدى (7000) ريال يمني كل "ثلاثة أشهر" ؟! ماذا تعمل (7000) كل ثلاثة أشهر يا سيدي الرئيس ؟! وفي ظل الارتفاع الهائل في الأسعار هل تكفي إيجار المنزل لشهر واحد فقط ؟! أو لمصروف البيت لمدة أسبوع حتى ؟ أو تكفي لسداد الفواتير ؟ أو مثلا إنها توفي مصاريف المدارس ؟!أو افتراضاً تكفي لشراء علاج لمريض ؟!
 أو ... أو.. أو... الخ .
 لقد كان من الأفضل أن تبقى في (جيوبهم) ولا يصرفوها لمستحقيها لأن وجودها مثل عدمه
 ( وشر البلية ما يضحك ) فالضمان الاجتماعي كلمة بحد ذاتها ( نكتة كبيرة ) وضحك على (الذقون) ، بها بها أو بدونها .. الوضع ( زفت ) ، والأيام القادمة أسوأ وأحلك ظلاما ..
همسة اُنثى:
 وطني..
يا من عشقت هواءك وتغزلت بسمائك وراقصت نجومك
وداعبت ترابك وتمايلت دلالاً في أحضانك
أحبـــك يا وطني
وأرتوي بمائك , وأشقى بعدك وأموت فداء لك
.. وطني .. يا أرض المجد والعزة
سأمزق أعداءك
وأقهر من يتربص بك ,
سأسقيك أبنائي وأجعلهم أوتادك..
كل ما زاد حنيني
سأعانق ترابك وأتمرغ به
عشقاً وهياماً ووفاء لك ..
هكذا أشم ولدي وأحضن جدي وأعانق أمي وتهدأ نفسي ويطيب عيشي ..