بدايةً:
في وطن يتشدق به الكثير من مسؤولية بالديمقراطية ، تسمع الكثير عن القبول بالرأي والرأي الآخر ، ولكن يبدو انه لم يتعدى هذا القبول الاستماع فقط ، وقل ما تشاء نعمل ما نريد ، وهكذا هي الحياة السياسية في بلادنا حتى وان كان الطرف الآخر أصبح يمثله الشعب وليس بعض قيادات المعارضة والتي توارت خلف جدار الحوار وتركت خيار الاعتصامات للمواطن المغلوب على أمره.
مواقف وتجلّيات:
كل يوم يتضح لنا موقف جديد للعديد ممن كنّا نحسبهم من الأخيار ، وكم نتمنى أن نجد بعض ممثلي الشعب يشاركون في الاعتصامات التي يقوم بها العديد من المواطنين وفي الأماكن التي تكون بمنأى عن بلاطجة الحاكم والتي تقوم بالتعارك مع كل مسيرة وفي أي مكان بل ووصل بالبعض منهم الجرأة إلى الذهاب إلى الجامعة وافتعال الاحتكاكات المباشرة وبمسيرة التغيير التي يقودها الشعب بالتأكيد سيكون التغيير قريبا ، ولو أن بوادره لم تكن بمستوى ما يتطلبه الوضع ، ولعل ما كان متوقع من قيادتنا الحكيمة إقالة الحكومة وتعيين حكومة ببعض الأسماء الجديدة والتي ستمتص الكثير من غضب الشارع بل وستجعل البعض يفكر كثيرا في الخاتمة التي سترجع عليه في حال ما استغل السلطة الموكلة إليه، وبنفس الوقت سيجعل الكثير من قيادات المعارضة في بلادنا ومن يتكلمون باسم المعارضة ينزلون من اجل الكلام فقط ولا شيء سوى الكلام بمسيرات سلمية واعتصامات تطالب بالتغيير.
مفارقات أمنية:
لا يخفى على احد الطريقة التي يتعامل بها رجال الأمن في بلادنا في معظم الأحوال التي يكون فيها أبدأ الرأي وسلمياً هو اقل ما يقال وهذا ما تعودنا عليه دائما من رجال الأمن وحتى من خلال التعامل مع أحداث شغب أو خلاف داخل ملعب كرة قدم وفي مباراة في دورينا المحلي ، وهذا ما يجعل الكثير يتساءل هل مهمة الأمن هي الأمن أم غير ذلك؟، بالمقابل ستجد الفرق الكبير في مستوى التوعية من خلال ما جسدته قبل أيام قوات الأمن الأردنية من خلال إشرافها على اعتصامات المواطنين الأردنيين الذين خرجوا تأييداً لثورتي الشعبين التونسي والمصري ومطالبين ببعض الإصلاحات وطمعا في الحصول ولو على الشيء القليل من صحوة الشعوب العربية ، فما كان من قوات الأمن الأردنية إلا أن قامت بتوزيع المياه المعدنية والمشروبات على المعتصمين والجلوس إلى جوارهم وحمايتهم من بلاطجة النظام أن كان هناك بلاطجة ، وهذا ما جعل الكثير يعرف الفرق في المستوى التثقيفي في المؤسسات العسكرية حتى وان كانت داخلية وأمنية أو على مستوى الشرطة الراجلة أو رجال المرور
تصرفات على طريق الفوضى:
بعض التصرفات الطائشة والتي تخرج عن بعض الرافضين للمعتصمين ولا ادري ماذا اسميهم وهم مواطنون مثلنا وكلنا أبناء وطن وأحد مع فارق بسيط أن بعضهم ينتمي إلى مؤسسات عسكرية وسمعت البعض ينادي يا أفندم وهذا ما جعلني استغرب أكثر إذ أن الأمر لا يستدعي تخفي بعض رجال الأمن في هؤلاء المشاركين في المصادمات ومن اجل ماذا؟ هل من اجل حماية القانون والدستور والذان يلزمان القوات المسلحة بحماية المواطن وعدم الانتماء إلى أي حزب أو جهة حزبية أو أفراد أو جهات معينة ، ودماء هنا وهناك بدأت تنزف على تراب الوطن ، كل هذا ألا يدعوكم ساداتنا الأفاضل من اجل التصحيح أو التغيير أو حتى عمل ولو قليل من الاعتبار لمئات الألآف التي بدأت تحتشد في جمعة البداية مطالبة بالتغيير ودون أي تأثير وإنما مزيد من وضع أساليب شق الصف الوطني والعياذ بالله؟ ،ولا ندري هذه المرة من سيكون المتهم بخلق هذه الفوضى الحاصلة ، ومن سيكون كبش الفداء ، ولا اعتقد انه سيكون الشعب لأنه من المستحيل أن الشعب يريد أن يكون سبباً للفتنة الداخلية وهو الذي قدم الأرواح الطاهرة من اجل ثوراته ودفاعه عن وحدته الخالدة بأذن الله .
موقف لن يمر مرور الكرام:
فيديو تم نشره مؤخرا على اليوتيوب لمواطن يمني من بلاطجة النظام وبيده رشاش كلاشنكوف يقوم بإطلاق النار على المعتصمين وليتها بصورة عشوائية وإنما بصورة مركزة ومستهدفة كتلك التي نشاهدها من قبل المارقين عن النظام في صعدة أو غيرها وهو أمام الجموع وبكل جرأة وفي ظل غياب الضمير والخوف من الله وأمام مرأى كل من تجمهروا معه من اجل التعارك مع من يطالبون بالحرية لوطن أهلكته الأحزان وهؤلاء يكتفون بألف وخمسمائة ريال من اجل الخروج لنشر الفوضى ، هل هذا ما يريده الحزب الحاكم وهل هذا هو طموح قيادتنا في نشر فتنة داخلية من اجل الحفاظ على الكرسي ؟ تبا وبئسا لكم ، وعليكم سخط الشعب الى يوم القيامة.
الشعب والنظام:
الشعب يريد إسقاط النظام ، والنظام يريد إسكات الشعب ، والى الآن لم تتضح بعد معالم الصورة في بعض الأقطار العربية والتي باتت قاب قوسين أو أدنى من الحصول على الحرية ولعل أقربها ليبيا أن لم تخني المعطيات والأحداث الحاصلة الآن هناك من اجل الإطاحة بنظام معمر القذافي هذا إن لم تكن الجزائر ، وبعيدا عن ما يدور في البحرين فان الخلاف هناك خلاف عقائدي بحت حيث أن نسبة الشيعة إلى السنة في البحرين تعتبر 75% إن لم تكن أكثر ، وهنا الفرق بين أن تبحث عن التغيير من اجل تحسين مستوى معيشة الفرد من اجل كسر قاعدة زعيم مدى الحياة من اجل نسيان بعض الأسماء التي تعفنت في كراسيها وهي نفس الأسماء اللهم باختلاف بعض التسميات والنقليات من وزارة إلى وزارة ومن مرفق إلى مرفق ، وليس التغيير من اجل أهداف ترمي إلى هدم عقيدتنا الخالصة لله سبحانه وتعالى .
لأرواح الشهداء :
تحية لكل الأبطال في صنعاء وتعز وعدن ، كل الخلود والمجد لكل قطرة دم سقت تراب وطن ، سيسجل التأريخ عنوانها بفخر ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
مرسى القلم:
لكِ أنغام المحبة والشجن
لك بوحي وانكسارات غرامي
في مرافئ العشق
من صنعاء
يا نبض عدن
ومدى الزمن
سيخّلد التأريخ
ما أروى دم الشهداء
رغم خساسة الأعداء
محراب اليمن.
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
حشود التغيير والتأثير 2354