عند زيارتي للعاصمة صنعاء لمتابعة عمل خاص بي وأيضاً لزيارة أصدقاء وزملاء بعد انقطاع دام لأكثر من سنتين وكنت أريد الذهاب إلى الحي الشعبي والسياحي والثقافي ونشرب الشاي والغداء والعشاء مع الأصدقاء في مطعم ومقهى العدانية الشهير، إلا أنني وجدت العجب والعجائب والفوضى في ذلك الحي الراقي والفسيح والبهيج وجدت الخيام منصوبة الأعمدة وكأننا في بدو رحل وليس وسط العاصمة مع المخلفات والقاذورات والبول والروائح الكريهة.
ثم سألت لمن تلك الخيام وفي هذا المكان الذي يعد متنفساً لكل أبناء الوطن؟، فأجابني شخص وقال هذه الخيام للمؤتمر الشعبي العام ومشائخ وقبائل وقيادات، ثم قال هذه خيمة خولان وهذه همدان وهذه بني حشيش وسنحان وأرحب وخيمة ريمه ونهم ومأرب وبرط وغيرها من القبائل، وخالجني حينها اعتقاد بأن هؤلاء يسيئون للوحدة أكثر مما ينفعونها وحينها تذكرت أغنية للفنان المرحوم العدني اللحجي محمد سعد عبدالله يقول فيها: لا عاد فينا شاذ ولا فينا انفصالي ولا هذا شمالي ولا هذا جنوبي وحدويين في العلالي.
أيها المشائخ والقبائل أرفعوا خيامكم من هذا الحي الشعبي والجميل والمواقف الوحدوية هي الحكم بيننا ولا يوجد لدينا استعداد لنصب خيام في عدن وتعز وحضرموت وأبين والحديدة.
والمظاهرات السلمية حق من حقوق الشعوب عبر الوسائل المختلفة المسموح بها، بعيداً عن الشغب والفوضى والتكسير والنهب.
أتوجه إلى معالي وزير الداخلية وأمين العاصمة برفع مظاهر الخيام والحفاظ على نظافة ميدان "التحرير" وتصفية جميع المخلفات وحماية الوحدة ليست من ميدان التحرير بل من هؤلاء الذين يسيئون إليها وهم يعلمون ذلك.
علي صالح العانتين
خيام المشائخ والقبائل في ميدان التحرير 1892