بلا شك نحن ضد الفوضى والعنف والتخريب والقتل، فالمسلم لا يجرح أخاه المسلم.. فكيف بقتله أو التعرض له؟! قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم : "لئن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم مسلم".
إننا في غاية الأسى والحزن لما يحدث من فوضى وقتل ودمار واعتداءات على الشباب العُزل في التظاهرات السلمية في وطننا الحبيب وفي الدول الشقيقة الأخرى، أين حرية الرأي والتعبير السلمي عن الرأي الذي كفله الدستور والقانون؟!.. فالذي يحصل لا يرضي صديقاً ولا عدواً!، أنا لا أعرف لماذا التجاهل لإرادة الشعب ومطالبه؟.. اكتشفنا مؤخراً أن (كل) الزعماء العرب وراء كل هذا الكبت الذي ظهر وبان.. حيث "و بلغ السيل الزُبا" فلماذا لا تكون هناك إصلاحات حقيقية تبني الشعوب..
لم يعد هناك لا حوثي، ولا حراكي، ولا انفصالي، ولا شمالي ولا جنوبي، الكل أتحد من شرق اليمن إلى غربه، من شماله حتى جنوبه.. كلهم اتحدوا، بعيداً عن التشطير والمناطقية، ويقولونها بصوت مدوٍ تـهـتـز له الجبال الشامخات ..لا للـفـقـر، لا للـذُل، لا للفساد، لا للبطالة، لا لاحتكار السلطة، ( لا.. لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية ).. طبعاً هذا من حق الشعب لأن الأرض أرض اليمنيين كافة والثروات ملكه وحده وليست ملك أحد، الوطن ملك كل مواطن، كل امرأة وكل طفل، وكل مكاسبه ومنجزاته من حق الجميع..
عواقب (العناد) وتجاهل المطالب المشروعة وخيمة، والأيام القادمة أقسى وأنكىء وأشد وطأة على الجميع.. فالقضية باتت على الساحة واضحة، ولا يمكن إنكارها ولا يمكن التراجع للوراء أبداً وإنما تصعد على كافة المستويات.. نسأل الله تعالى العافية والسلامة لجميع الشرفاء ومحبي الوطن والمدافعين عنه.
إنني أتعجب لماذا يُقتل الشباب العُزل من طلاب الجامعات والشريحة المثقفة في الوطن؟!، ألهذه الدرجة تخافونهم؟ أم أن ذنبهم الوحيد أنهم خرجوا في مظاهرة سلمية راقية يطالبون فيها أبسط حقوقهم التي ظلت مسلوبة عقوداً طويلة؟! لم أصدق أن هناك من (المُندسين السفلة) من يطلق الرصاص الحي على المتظاهرين؟! - قبحهم الله.. فأولئك أقل ما يوصفون أنهم جنود إبليس وأتباعه، ينشرون الخراب في البلاد ويقتلون النفس التي حرم الله.. بلا رادع ولا ضمير، باختصار إنهم (جهلة مستعبدون).
إن وطني يسير إلى الخراب والدمار أمام الأعين، اشتباكات وحرائق في عدن، وقتل وإطلاق الرصاص على شباب صنعاء ورمي القنابل التفجيرية على جموع المتظاهرين في تعز!.
أوقفوا هذه المهزلة، اوقفوا فلسطين جامعة صنعاء، وعراق تعز، وأفغانستان عدن.. من يوقف هذه الفتنة ويحمي أرواح شبابنا؟، من يخمد نار الغضب؟، من يمتص حنق الشعب وإصرارهم؟، من يلبي مطالبهم؟!، (مين حبيب بابا)!!.
لا نزال نردد الشعارات والهتافات في الاجتماعات و المؤتمرات الدولية والعالمية بأن اليمن بلد الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية، وحين مارسها الشعب في الشارع.. قالوا كلام الشارع لن يمشي؟! عجبي!!.. فأين الكلام الذي يمشي؟! كيف تفهمون الحرية والديمقراطية؟! وهل تنفع الادعاءات بها والشعب يموت جوعاً وفقراً وجهلاً؟!.
ملاك عبدالله
اوقفوا هذه المهزلة.. فكلام الشارع سوف يمشي.. 1889